متى نستطيع أن نقول اننا نجحنا ماليا وأن صفة النجاح المالي ينطبق علينا ! وهل للنجاح المالي حدود أو مؤشرات نستطيع أن نقيس فيها نسبة نجاحنا ؟ يعرف رئيس الوزراء البريطاني السابق (ونستون تشرشل) النجاح فيقول: «النجاح هو القدرة على الانتقال من فشل إلى فشل دون أن تفقد حماستك». إذا من أجل أن ننجح نحن بحاجة إلى نذوق طعم الفشل من أجل الشعور بلذة النجاح والانتصار. إن أي خطة مالية أو غيرها مهما بلغنا من الدقة والاحترافية في كتابتنا وتدويننا لها لا بد أن يعترضها شيء من الخلل؛ لأن الأمور لا تيسير دوما كما نخطط لها، ويكون علينا أن نواجه واقعا يختلف عن ذلك الذي خططنا له، وكما قال أحدهم : «المستقبل ليس كما كان متوقعا». وهي من سنن الله في الكون ، فلو علمنا ما سيحصل لنا غدا لتكلنا وتكاسلنا عن القيام بما يجب علينا القيام به من مهام وواجبات ، فحجب عنا المستقبل من أجل أن تبقى النفس دائما مترقبة ومستعدة لغد أجمل وأفضل. لذلك ليس من العيب أن تفشل خططنا المالية، بل هي وسيلة وخبرة نتعلم من خلالها كيف نبني سلم النجاح من أحجار عثراتنا وأخطائنا. ويقال في تعريف التخطيط: أنها عملية مستمرة تضمن تحديد طريقة سير الأمور للإجابة عن الأسئلة، مثل ماذا يجب أن نفعل، ومن يقوم به، وأين، ومتى، وكيف، والذي سيمكننا إلى حد كبير من تحديد الأنشطة التنظيمية اللازمة لتحقيق أهدافنا. فعندما نفشل من أول مرة لا يعني أنه لن نستطيع أن نبني خطة مالية أخرى بل العكس صحيح ، فهي فرصة لأن نقوم بالمراجعة المستمرة لمعرفة أسباب الفشل، وأن نبحث عن البدائل والفرص الأخرى من أجل ضمان تحقيق أهدافنا المالية، فنقوم بالمراجعة المستمرة مع التطوير والتحسين المستمر في كل مرة نراجع فيها خطتنا المالية. إن الفشل الحقيقي هو أن نتوقف عن تطوير وتكرار المحاولة الواحدة تلوا الأخرى ، وأن نركن لجدار الفشل بدل ان نستمتع ونتعلم ونعلم منها ونضيفها إلى صندوق تجاربنا العديدة في هذه الحياة. فأهلا بمعلمنا الفشل ودمتم في ثراء. [email protected]