دخلت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مرحلة جديدة بوضع أقدامها على بداية طريق الانجاز الفعلي عندما احتفلت أمس بتخريج الدفعة الثالثة من طلبتها الذين بلغ عددهم ما يقرب من 220 خريجاً بينهم 10 خريجين من حملة شهادة الدكتوراة، وهي أول دفعة دكتوراة في تاريخ الجامعة أي بعد 3 سنوات من افتتاحها في سبتمبر 2009 . حضر الاحتفال الذى جرى أمس في مقر الجامعة، عدد من أعضاء مجلس الأمناء وأعضاء المجلس الاستشاري الدولي منهم معالي الدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية ومعالي الدكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمهندس خالد الفالح رئيس شركة أرامكو السعودية، بالإضافة إلى القيادات العليا في الجامعة واللورد أليك برويرز وهو شخصية أكاديمية عالمية مرموقة أو كما يعرف بأنه العالِم والمهندس المشهور على نطاق العالم، والرئيس السابق للجنة العلوم والتقنية في مجلس اللوردات والرئيس السابق للأكاديمية الملكية للهندسة والمدير السابق لجامعة كيمبردج،جاء إلى جامعة الملك عبدالله كمتحدث رئيسي باعتباره ضيف شرف الاحتفال وألقى الكلمة الرئيسية لحفل التخرج. ووصف البروفسور تشون فونغ شيه، رئيس الجامعة، التخرج بحد ذاته بأنه «يمثل مناسبة في غاية الأهمية للاحتفاء بإنجازات خريجي جامعتنا. ودفعة هذا العام 2012 جديرة بالملاحظة وملفته للنظر على وجه الخصوص نظرا لأن أول دفعة من خريجينا بدرجة الدكتوراه يقتربون أكثر من تحقيق رسالة الجامعة المتعلقة بتعليم العلماء من حملة درجة الدكتوراه من أجل تطوير المملكة والعالم قاطبة». واستطرد رئيس الجامعة قائلا «لا شك أن تاريخ الجامعة ما زال قيد التسطير والتشكيل، وكل خريج شارك في التأليف وكل واحد منهم يشكل جزءاً من التاريخ الذي تتكشف صفحاته. وحيثما كانت وجهتهم في مستقبل حياتهم فانهم يحملون في جنباتهم القيم المركزية لهذه الجامعة الرائدة وما ميزها من روح المبادرة والمثابرة والجدارة والتميز والمحافظة عليها. نتمنى أن يحافظوا على الوفاء لهذه الصفات والتشبث بها في مواصلة التميز بهدف تسخير ما اكتسبوه من معارف في خدمة المجتمع».وقد تراوحت موضوعات أبحاث الخريجين من النمذجة الحاسوبية لنظم المواد وأبحاث البحر الأحمر وجينومات إجهاد النبات إلى الأساليب الرياضية المتعلقة بتصوير الأسطح الجيوفيزيائية التحتية، وسيسلك العديد من حملة الدكتوراه الأسلوب المجرب والمختبر في الأكاديميات من خلال المواصلة في مرحلة ما بعد الدكتوراه بينما يسعى الآخرون للحصول على فرص عمل داخل المملكة العربية السعودية. استقطاب الخريجين وضمت دفعة الخريجين بدرجة الدكتوراة ماري- جان ثرافال، من برنامج الهندسة الميكانيكية. ولم يكن ثرافاليعلم، عندما غادرموطنه في جبال الألب الفرنسية، أن مساره الأكاديمي سيقوده في النهاية إلى نيل درجة دكتوراه في المملكة العربية السعودية. وكان ثرافال قد درس في فرنسا أولاً في جامعة إيكول بوليتكنيك وفيما بعد في جامعة سوبايرو حيث تخصص في ديناميكا السوائل، ثم انتقل إلى جامعة سنغافورة الوطنية حيث عمل مع الدكتور سيقوردور ثورودسن في مجال التصوير عالي السرعة لنقاط وفقاقيع السوائل. وعندما تولى البروفسور ثورودسن وظيفته في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، اغتنم ثورافال الفرصة للعمل واللحاقبمستشاره في السعودية. وإضافة إلى الخريجين من حملة درجة الدكتوراه، منحت الجامعة في احتفال التخرج الثالث ما يقارب من 210 درجات ماجستير يمثل السعوديون النسبة العظمى من الخرجين.وكان من بين الخريجين السعوديين هاشم كماخي من برنامج الهندسة الكيميائية والبيولوجية. وقد ولد هاشم ونشأ في المدينةالمنورة وجاء الى جامعة الملك عبدالله بعد أن نال درجة البكالوريوس من جامعة نيو ساوث ويلز في استراليا. ومنذ أن سمع بجامعة الملك عبدالله في 2009، اجتذبته على الفور بما عرفه عنها من الالتزام الطموح بتطوير العلوم والتقنية في وطنه.وسيلتحق كماخي مع خريج آخر من نفس الدفعة بعد تخرجهما بشركة داو كيميكالز، أحد شركاء الجامعة الصناعيين، في وظيفة مهندس تطوير تطبيقات في مركز داو لحلول المياه والعمليات، وهي الشركة المعروفة بتشددها الكبير في قبول الموظفين الجدد الذي لا يتم إلا بعد خضوعهم لاختبارات عالية وإجراءات طويلة تستهدف الحصول على موظفين متقدمين علمياً وتقنياً، وهو ما يجعل الشركات الصناعية الكبرى في المملكة مهتمة باستقطاب خريجي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في الماجستير والدكتوراه.