مع إشراقة شمس كل يوم أمتع نظري بكل ثمرات صفحاتك.. فأقطف ما لذّ وطاب من عناوين وعبارات طازجة تغذي فكري .. وبالتحديد يوم الأربعاء 16/1/1424ه 19/3/2003م العدد 11129 قطفت من زاوية «دفق قلم ثمرة الكلمة رسالة» بقلم الأديب دكتور الكلمة عبدالرحمن صالح العشماوي فشاقني المداخلة والتعقيب. أستاذي عبدالرحمن صدقت، فالكلمة رسالة وإعلاء شأنها إعلاء للإنسان والحط منها حط لمقداره وما عسى أن تكون دلالة قوله تعالى: )وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ). )قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ). قّالّ يّا آدّمٍ أّّنًبٌئًهٍم بٌأّّسًمّائٌهٌمً فّلّمَّا أّّنًبّأّّهٍم بٌأّّسًمّائٌهٌمً قّالّ أّّلّمً أّّقٍل لَّكٍمً إنٌَي أّّعًلّمٍ غّيًبّ السَّمّوّاتٌ وّالأّّرًضٌ وّأّّعًلّمٍ مّا تٍبًدٍونّ وّمّا كٍنتٍمً تّكًتٍمٍونّ} إلا هذا السلطان الذي يمد الخالق به آدم وذريته ليتكلموا بالكلمة الإلهية فأصبحت أهميتها أنها أهم أداة من أدوات التواصل بين الأرض والسماء وأهم وسيلة من وسائل الالتقاء بين بني البشر وغدت مظاهر الكون قضية ناطقة بملايين الملايين من الأسرار والمعطيات التي مكنت الإنسان بفضل الله الذي: {عّلَّمّ الإنسّانّ مّا لّمً يّعًلّمً} من تطوير ذاته ووجوده فتدفقت الحياة بالخير الناهض على العلم وبالحق المدعوم بالهدى السماوي.هذه الكلمة هي التي مكنت من إحداث تحولات كثيرة وكبيرة في تاريخ المسيرة الإنسانية ولا تزال قادرة على إحداث تلك التحولات بنسب متفاوتة وفي حالات متباعدة ونظرة إلى الحضارة الإنسانية الحقة .. فالكلمة انفردت بحمل عبء التبليغ بها والدعوة إليها والتحريض على تحقيقها .. ثم ان الكلمة تشترك مع وسائل أخرى في عبء نقل تلك الحضارة من جيل إلى جيل ومن عصر إلى عصر لتظل الشعلة متوهجة ويظل المسار الإنساني محققاً وجوده على الأرض .. بالكلمة يتم التعاضد والتآزر، وبالكلمة نمدد رقعة الضوء الإيماني في كل المناخات والبيئات. وبالكلمة الفقراء يتصدقون على الأغنياء قال تعالى: {أّلّمً تّرّ كّيًفّ ضّرّبّ اللهٍ مّثّلاْ كّلٌمّةْ طّيٌَبّةْ كّشّجّرّةُ طّيٌَبّةُ أّصًلٍهّا ثّابٌتِ وّفّرًعٍهّا