تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في مناطق عدة من سوريا الجمعة وتركزت خصوصا في عدد من احياء العاصمة دمشق وريفها وحمص وحلب، ثاني كبرى مدن البلاد، في يوم دموي جديد سقط ضحيته اكثر من 130 قتيلاً بينهم 29 من قوات النظام. حيث تمكنت قوات سورية مدعومة بالدبابات من دخول وسط ضاحية داريا على الطرف الجنوبي الغربي لدمشق امس الجمعة بعد قصف بري وجوي مكثف بطائرات الهليكوبتر استمر ثلاثة ايام، وشهد شارع الثورة بوسط داريا دخول مئات الجنود وعشرات الدبابات والمصفحات وسيطروا على الضاحية المترامية الأطراف فيما انسحب أغلب مقاتلي الجيش السوري الحر الذين كانوا يدافعون عن وسط الضاحية.وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان «القوات النظامية السورية مدعمة بدبابات تحاصر حي نهر عيشة من محاور عدة»،وفي مدينة حلب تعرضت احياء الفردوس والصالحين والهلك لقصف عنيف من القوات النظامية ادى الى اصابات وتدمير عدد من المنازل، وحي الخالدية في مدينة حمص يتعرض ل»قصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية حيث سقطت على الحي اكثر من 100 قذيفة هاون» خلال فترة قصيرة. أما في ريف حمص، فتتعرض مدينة الرستن الى قصف عنيف من قبل القوات النظامية «تزامن مع قطع كامل للكهرباء والاتصالات عن كافة أنحاء المدينة». وأضاف المرصد أن أكثر من 130 شخصا لقوا حتفهم أمس في أنحاء متفرقة بسورية، بينهم مئة مدني وكذلك»نقيبا منشقا» وثلاثة جنود منشقين عن النظام كما قتل ما لا يقل عن 29 من القوات النظامية في الاشتباكات. وبالرغم من تلك الاحداث فقد احيا آلاف السوريون أمس «لا تحزني درعا إن الله معنا» وخرجت التظاهرات حتى في الاحياء التي تتعرض للقصف في حلب ودمشق وريفها ودرعا ومختلف المناطق مطالبة باسقاط نظام الاسد. من جانبها ذكرت مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين إن تلك الاحداث دفعت أكثر من 200 ألف شخص للفرار من البلاد. وفي تسارع للنزوح الجماعي قال مسؤولون أتراك إن أكثر من 3500 سوري عبروا الحدود إلى تركيا في الساعات الأربع والعشرين الماضية وهو أحد أكبر الأعداد اليومية للاجئين منذ بدأت الاحتجاجات.وقال المتحدث باسم المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأممالمتحدة في جنيف ادريان ادواردز «نحن الآن عند مستوى اعلى بكثير وصل الى 202512 لاجئا في المنطقة المحيطة «ففي الأردن عبر عدد قياسي بلغ 2200 شخص الحدود خلال الليل وتم استقبالهم في مخيم الزعتري في الشمال، وتسبب القتال المستمر في ارتفاع عدد المدنيين الفارين إلى تركيا والأردن ولبنان والعراق. كما تزايدات الانشقاقات في صفوف النظام السوري, حيث عبر النائب السوري البارز السابق ناصر الحريري مع عدد من افراد اسرته إلى الأردن بمساعدة الجيش الحر مساء الخميس. وأفاد نشطاء سوريون بأن الحريري استقال من البرلمان السوري في أبريل 2011 احتجاجا على حملة القمع الدموية من جانب الحكومة ضد المتظاهرين السلميين في مسقط رأسه درعا. ويأتي وصول الحريري بعد أقل من 24 ساعة من عبور نحو 200 ضابط بالجيش السوري تتفاوت رتبهم العسكرية بين المتوسطة إلى الرفيعة إلى الأردن، التي أصبحت المقصد الرئيسي للمنشقين عن النظام. وطبقا لمصادر أمنية أردنية فإن عدد المنشقين عن الجيش الذين دخلوا حدود البلاد ارتفع من مجرد عدد قليل إلى أكثر من 100 فرد يوميا. من جانب آخر فقد أجرى المبعوث الدولي الجديد إلى سورية الأخضر الإبراهيمي محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك أمس، ووصف مصالح الشعب السوري بأنها تمثل أولوية في جهوده الرامية لإنهاء الصراع الدائر في البلاد. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نسيركي إن الإبراهيمي، الذي سيتولى منصبه رسميا في أول أيلول/سبتمبر المقبل، سيقضي الأسبوع المقبل في مقر الأممالمتحدة للتشاور مع مسؤولي ودبلوماسيي المنظمة الدولية بشأن عمله. وكانت قد شهدت انقرة يوم الخميس اجتماعاً جمع مسؤولين اميركيين واتراكا استمر ثماني ساعات تناول الانتقال الى مرحلة ما بعد نظام بشار الاسد في سوريا.