قال نشطاء معارضون إن القوات السورية المدعومة بالدبابات دخلت وسط ضاحية داريا على الطرف الجنوبي الغربي لدمشق أمس بعد قصف بري وجوي مكثف بطائرات الهليكوبتر استمر ثلاثة ايام. وقال عدة نشطاء بالهاتف من العاصمة السورية، إن مئات الجنود وعشرات الدبابات والمصفحات شوهدوا في شارع الثورة بوسط داريا وسيطروا على الضاحية المترامية الأطراف فيما انسحب أغلب مقاتلي الجيش السوري الحر الذين كانوا يدافعون عن وسط الضاحية. وقال ناشطون إن القصف أسفر عن مقتل 21 شخصاً على الاقل أمس في داريا. وأضافوا أن الجيش استخدم عدة منصات لإطلاق الصواريخ تمركزت في قاعدة قريبة لضرب مناطق بوسط داريا حيث لايزال بعض مقاتلي المعارضة متحصنين. وأضافوا أن عدد القتلى من جراء الحملة على المنطقة في الساعات الاثنتين والسبعين الماضية وصل الى 70 شخصاً على الاقل. كما تعرضت الزبداني ومنطقة ارض الشرق في مدينة عربين في ريف العاصمة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية ادى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل. وحاصرت القوات النظامية حي نهر عيشة من عدة محاور مدعمة بدبابات. وواصلت القوات السورية عملياتها العسكرية في مناطق عدة ما ادى الى تدمير عدد من المنازل وسقوط قتلى. وقالت لجان التنسيق المحلية إن 130 شخصا قتلوا امس في قصف صاورخي ومدفعي على مناطق ريف دمشق ودرعا ودير الزور وإدلب في جمعة «لا تحزني درعا إن الله معنا»، بينما تواصلت الاشتباكات العنيفة في حلب وادلب ودير الزور وحماة ودرعا وحمص. وأحصت لجان التنسيق عشرين طفلاً بين قتلى الغارات الجوية والقصف المدفعي على تلك المحافظات. وقالت إن 37 منهم قتلوا في قصف على الميادين بدير الزور، و21 بدمشق وريفها معظمهم في بلدة داريا، و13 بإدلب، و15 بدرعا، وثمانية بحماة، وثلاثة بحمص، واثنان بالقنيطرة ومثلهما بحلب. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان العشرات سقطوا بين قتيل وجريح بينهم ثماني سيدات قتلوا امس في قصف لمبنيين سكنيين في مدينة الميادين بريف دير الزور (شرق). وافاد المرصد: «احد المبنيين دمر كلياً في حين دمر الثاني جزئياً»، مشيراً الى «سبعة اشخاص ما زالوا تحت الأنقاض أرجح أنهم في عداد الاموات». واشار الى ان القصف على المدينة التي يسكنها نحو 55 الف شخص، ادى الى «اصابة العشرات بجروح». ولفت المرصد الى ان المدينة التي تبعد نحو 420 كيلومترا الى الشرق من دمشق «تشهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة». وكان المرصد ذكر ان القوات النظامية قامت في محافظة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري (جنوب)، بقصف عنيف على بلدة داعل ما اسفر عن مقتل سبعة مواطنين على الاقل بينهم اربعة اطفال. وقد اصيب آخرون بجروح بعضهم بحالة خطرة. كما تعرضت منطقة اللجاة وبلدة الطيبة للقصف من قبل القوات السورية. وتعرضت عدة مدن في ريف ادلب (شمال غرب) لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، ما اسفر عن سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل ومقتل شخصين على الاقل في سرمين وثلاثة مدنيين في كنصفرة ومقاتل في اريحا. وتعرضت مدن وبلدات كنصفرة والبارة وجوزف وبسامس واريحا ومعرة النعمان ومعرة مصرين وقرى جبل الزاوية وخان شيخون وسرمين في ريف ادلب لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية. وشهدت مدينة حماة (وسط) حيث سمع دوي انفجارات شديدة، اشتباكات عنيفة بين عناصر المعارضة المسلحة والقوات السورية في احياء جنوب الملعب وطريق حلب والاربعين ودوار الجب. وفي ريف المدينة، قتل اربعة اشخاص اثر استهداف سيارة كانت تقلهم على طريق حلفايا وزور الحيصة، حيث قامت القوات السورية بتطويق المنطقة، بحسب المرصد الذي لم يورد تفاصيل عن العملية وهوية القتلى المستهدفين. وفي حمص (وسط)، يتعرض حي الخالدية لقصف عنيف من قبل القوات السورية حيث اكد المرصد سقوط «اكثر من مئة قذيفة هاون خلال الربع ساعة الاخيرة (08.20 ت.غ.)». وسقط عسكري منشق اثر اشتباكات خلال هجوم على حاجز للقوات النظامية في حمص. وتتعرض مدينة الرستن (ريف) كذلك الى القصف الذي تزامن مع قطع كامل للكهرباء والاتصالات عن انحاء المدينة كافة. وادى القصف العنيف الذي استهدف عدة احياء في حلب (شمال) الى سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل، كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في منطقة السبع بحرات والتلل. وكان الجيش السوري استعاد أول من أمس الأحياء المسيحية في وسط حلب التاريخي بعد معارك ضارية. وفي ريف حلب، تعرضت مدينة اعزاز وبلدة حريتان لقصف عنيف من قبل القوات النظامية اسفر كذلك عن سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل، وفق المرصد. من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان الجيش نفذ «عملية نوعية» اسفرت عن تدمير 40 سيارة مزودة برشاشات دوشكا «بما فيها كانت قادمة من جرابلس» الواقعة في ريف حلب. وافاد التلفزيون الرسمي في شريط اخباري، ان القوات السورية «تشتبك مع ارهابيين قرب ساحة الحطب بحلب وتقضي على تسعة ارهابيين بينهم قناص». واحيا آلاف السوريين جمعة «لا تحزني درعا ان الله معنا» في تظاهرات حتى في الاحياء التي تتعرض لقصف القوات النظامية في حلب ودمشق وريفها ودرعا ومختلف المناطق، مطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، وفق المرصد السوري وناشطين. وذكر المرصد ان «تظاهرات عدة خرجت في دمشق في احياء العسالي والحجر الاسود وقبر عاتكة وجوبر، طالبت بإسقاط النظام ونصرة للمدن المنكوبة». وفي ريف دمشق «خرجت تظاهرات عدة في مدن و بلدات دوما والهامة وكفربطنا ويبرود وحرستا والمليحة وعربين»، بحسب المرصد. واظهر شريط فيديو نشره ناشطون على الانترنت تظاهرة في دوما حمل فيها المشاركون «اعلام الثورة» بالاضافة الى رايات اسلامية، مرددين شعارات «اول ما ابتدينا بإسقاطك بشار... آخر ما انتهينا بإعدام الجزار». كما غنوا شعارات مثل: «يا حمص لا تهتمي بفديكي بروحي ودمي... بكرا بيسقط النظام وحكم الاسد بيولي». وفي حلب، التي تتعرض لاعنف عمليات القصف وتشهد احياؤها اشرس المعارك، خرجت تظاهرات في احياء حلب الجديدة والشعار والخالدية ومساكن هنانو نادت بالحرية ودعت لاسقاط النظام ورئيسه، وفق المرصد. ولفتت الهيئة العامة للثورة السورية الى استهداف مسجد الحسن والحسين في عندان بريف حلب بقنبلة من طائرة حربية لمنع التظاهر. وفي درعا جنوب سورية، خرجت تظاهرات في كل من ابطع واليادودة ونصيب ومعربة والمتاعية والمسيفرة والسهوة. واظهرت اشرطة فيديو بثها ناشطون على الانترنت يافطة في تظاهرة باليادودة كتب عليها: «كيف لأرض عشقت الحرية ان تحزن»، وعلى ثانية: «لم يبق شبر من حوران الا ومشت فوقه دبابة او سقطت عليه قذيفة هاون». أما معربة، التي تتعرض للقصف، فأظهر شريط فيديو العشرات من اهلها يتظاهرون ويهتفون داخل احد الجوامع. وذكرت الهيئة العامة للثورة أن «حي طريق السد يتعرض لقصف عنيف لمنع خروج اي تظاهرة». وافاد المرصد ان ادلب (شمال غرب) شهدت «خروج تظاهرات في بلدات وقرى الهبيط والشيخ مصطفى والتمانعة وكفرنبل»، بينما شهدت حماة (وسط) «تظاهرات حاشدة في بلدات اللطامنة وكفرنبودة وكفرزيتا وحمادي عمر بريف حماة». واضاف المرصد ان «تظاهرات خرجت ايضاً في احياء الحميدية وطريق حلب ومناطق اخرى متفرقة نادت كلها بنصرة درعا». وفي محافظة الحسكة شرق سورية ذات الغالبية الكردية، خرجت تظاهرات حاشدة مناهضة للنظام، بحسب مقاطع فيديو بثها ناشطون عبر الانترنت. وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون عبر الانترنت متظاهرون يحملون يافطة كتب عليها «نحن أبناء درعا... أحفاد ابن تيمية»، في اشارة الى الشيخ الذي عرف في الاسلام بدعواته الاصولية. وفي عامودا، اظهر شريط فيديو تظاهرة تهتف: «غصب عنك يا بشار راح نحصل عالحرية». اما في حي قناة السويس في القامشلي، فأظهرت مقاطع فيديو تظاهرة تحمل العلم الكردي و «علم الثورة» ولافتات موقعة باسم «حركة كوردستان - سورية» وهتافات تنادي ب «دولة حق وحرية» وب «لا للطائفية». وفي حي الكورنيش، رفع صبي لافتة كتب عليها «(بشارو) الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب»، بينما رفع آخر لافتة اخرى كتب عليها «الأسدية (تعني) ان تقتل عدداً أكبر من البشر». وافادت الهيئة عن «هجوم على تظاهرة من قبل شبيحة النظام عند مسجد الحسين في مشروع صليبة في اللاذقية (شرق)، في محاولة لاقتحام المسجد من قبل قوات الأمن وجيش النظام». وأشارت في الوقت نفسه الى «انتشار أمني كثيف حول مسجد المنصور والنجاح والعمري في طرطوس (شرق) لمنع الأهالي من الخروج في تظاهرات مناهضة للنظام». وقال المرصد السوري إن 24495 شخصاً قتلوا في اعمال عنف منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، والتي تحولت الى نزاع دام. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس، أن 17281 مدنياً قتلوا خلال الاشهر ال17 الاخيرة، و6163 عنصراً من قوات النظام، و1051 جندياً منشقاً.