أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بسقوط 30 قتيلا بنيران قوات النظام، كحصيلة أولية، معظمهم في إدلب وريف دمشق وحمص وحماه، في ظل استمرار القصف العنيف الذي يطال مدنا وبلدات عدة، وتواصل خروج المظاهرات في مناطق مختلفة. وفي حين تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «تحول نوعي» في القتال الذي تقوده المعارضة المسلحة على الأرض، مشيرا إلى استخدامها - للمرة الأولى - دبابة غنمتها من الجيش في دير الزور، وذلك بعدما أسقطت في المنطقة ذاتها طائرة استطلاع تابعة لقوات النظام، لفت نائب قائد الجيش الحر، العميد مالك الكردي، إلى أن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الحر تشهد تطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة. وقال الكردي ل«الشرق الأوسط»: «رغم أن الأسلحة التي نستخدمها لا تزال نفسها، فإن التطور هو على صعيد المناورات التي نقوم بها والرهبة من المعركة، بعدما أصبح الجيش الحر في وضع دفاعي أقوى وأصبحت إرادة القتال لدى عناصره أعلى. وهذا الواقع هو ردة فعل طبيعية للمجازر التي يقوم بها النظام». وبينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض قرى مصيف سلمى للقصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ، أكد الكردي أن «ريف اللاذقية يشهد مأساة إنسانية بكل ما للكلمة من معنى، بعدما قام النظام بحملة تهجير ممنهجة في بلدة الحفة ومجموعة القرى المجاورة التي تضم في معظمها عائلات من الطائفة السنية. وهذا السيناريو نفسه يقوم به النظام في جبل الأكراد المؤلف من 57 قرية، من خلال القصف الصاروخي والمدفعي المستمر إضافة إلى استخدام المروحيات». واعتبر الكردي أن الهدف من هذه الحملات هو استهداف السنة في مناطق محددة وإقامة دولة علوية في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية، غرب نهر العاصي، التي تضم عددا من قرى حمص وريف حماه واللاذقية والتي تتداخل فيها قرى سنية وعلوية». من جهتها، كانت مجلة «إيكونوميست» قد نقلت عن خبير في الأممالمتحدة، أن أربعين في المائة من الأراضي السورية باتت خارج سيطرة النظام، وقالت إن الثوار يوسعون مناطق نفوذهم، خصوصا في شمال غربي البلاد وشرقها. وذكرت «إيكونوميست» أيضا أن الاشتباكات تضاعفت بين مارس (آذار) ويونيو (حزيران)، الشهر الأكثر دموية منذ بدء الثورة، الذي قال ناشطون إنه في الأسبوع الأخير منه كان يقتل مائة شخص يوميا. وفي الوضع الميداني أيضا، أفاد الناشطون بتواصل قصف القوات النظامية لمحافظة درعا، حيث تعرضت بلدات النعيمة واليادودة وخربة غزالة لقصف عشوائي بقذائف الهاون. وفي منطقة اللجاة بدرعا أيضا سقط عدد من الجرحى وتم هدم أكثر من سبعة منازل جراء تجدد القصف العنيف والمكثف على المنطقة براجمات الصواريخ، كما قصفت أحياء مدينة درعا بالهاون وحي الأربعين بدرعا البلد، وأحياء طريق السد ومخيمات درعا بدرعا المحطة. وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد أفادت بوقوع اشتباكات في تل شهاب بدرعا على الحدود السورية - الأردنية، بين منشقين وعناصر من الجيش النظامي متمركزين في مخافر الهجانة الحدودية (حرس الحدود)، ردا على استهداف قوات النظام للجرحى والنازحين إلى الأردن. فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بلدة خربة غزالة تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية بعد منتصف ليل الأحد/ الاثنين، كما سقطت قذائف على قرية اليادودة المجاورة لمدينة درعا، مما أدى إلى سقوط جرحى. كما سقطت قذائف على بلدة النعيمة وسمعت أصوات انفجارات في قرية الغارية الغربية. وفي حمص استمر القصف على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقصور وحمص القديمة بقذائف الهاون والمدفعية وراجمات الصواريخ لليوم الثالث والثلاثين على التوالي، وهزت الانفجارات هذه الأحياء وسط محاولة لاقتحام أحياء الخالدية وجورة الشياح، بحسب الهيئة العامة للثورة. وهذا ما أكده المرصد الذي قال إن قوات النظام تحاول اقتحام حي الخالدية، الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباكات بينها وبين الجيش الحر في عدة محاور على مداخل الحي. وفي إدلب شهدت «ناحية احسم» قصفا عنيفا ومتواصلا، وسمع دوي الانفجارات داخل البلدة وسط إطلاق نار كثيف وسقوط قذائف عشوائية على المناطق المحيطة. وأفاد المرصد بتعرض مدينة أريحا لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف من قبل القوات النظامية، ووردت معلومات عن سقوط قتلى وجرحى في المدينة. وقد أفيد بالعثور على جثماني مواطنين اثنين صباح أمس قرب مدينة سراقب كانا قد قضيا ذبحا، وقال ناشط من المدينة إن عربة عسكرية هي التي رمت الجثمانين في المنطقة. وفي دمشق، قال المتحدث باسم لجان التنسيق، مراد الشامي، إن اشتباكات عنيفة وقعت مساء أول من أمس في دمشق وريفها بين الجيش النظامي والجيش الحر وصلت إلى ساحة العباسيين، موضحا أن أحد المنشقين قام باغتيال ضابط كبير في الحرس الجمهوري. كما اقتحمت القوات النظامية حي القابون بدمشق، ونفذت حملة مداهمات واعتقالات في الحي بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية. وفي الغوطة الشرقية قصفت القوات النظامية بشكل عنيف بلدات البلالية وزبدين ودير العصافير والعبادة والمليحة بالقذائف الصاروخية وقذائف الهاون، كما شهدت الغوطة الغربية عمليات أمنية وإطلاق نار كثيفا. وفي ريف دمشق أفاد المرصد بتجدد القصف على قرية العبادة بالأسلحة الثقيلة، كما سقطت عدة قذائف على منطقة السعدة وتلة الغريفة، لافتا إلى أن القوات النظامية السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في منطقة عدرا بريف دمشق، بينما كانت سيارات الأمن تجوب في بلدة المعضمية في شوارع المدينة، وسمع صوت انفجار في المعضمية تبين أنه استهدف حاجزا للقوات النظامية عند مفرق ضاحية صحنايا. وفي مدينة قطنا انتشرت القوات النظامية في محيط المدينة، وقتل مواطنان اثنان بعد منتصف ليل الأحد/ الاثنين إثر القصف الذي تعرضت له مناطق في المدينة التي دارت فيها اشتباكات عنيفة، كما أغلقت السلطات السورية الطريق الذي يمر قرب سجن صيدنايا العسكري. وفي حماه، ذكر المرصد السوري أنه عثر على جثمان مواطن من بلدة اللطامنة بعد اختفائه على أحد الحواجز الأمنية قرب بلدة حلفايا في ريف حماه يوم الجمعة الفائت. وعلى وقع القصف والعمليات الأمنية المستمرة استمرت المظاهرات في مناطق مختلفة، ولا سيما في العاصمة دمشق وريفها. وبث ناشطون صورا على مواقع للثورة السورية تظهر خروج مظاهرات في أحياء كفرسوسة، والميدان وبرزة والقابون وحرستا ويلدا والسيدة زينب ومناطق أخرى، وهتفوا أيضا للحرية والمناطق المنكوبة، ونادوا بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وتسليح الجيش الحر. وفي ريف إدلب خرجت مظاهرات ليلية في بلدات كفرنبل وسراقب وتفتناز، أعلن المتظاهرون فيها تضامنهم مع المناطق التي تتعرض لحملات عسكرية. وفي محافظة حلب خرجت مظاهرات ليلية في حي صلاح الدين وكرم البلد والسكري. كما خرجت مظاهرات ليلية في ريف حلب ردد فيها المتظاهرون هتافات تنادي بالحرية وطالبوا بتسليح الجيش السوري الحر. من ناحية أخرى، أظهرت صور بثها ناشطون على مواقع الثورة السورية على الإنترنت استعراضا عسكريا لأفراد الجيش الحر في مدينة الرستن بريف حمص. وتظهر الصور دبابات ومدافع رشاشة استولى عليها الجيش الحر من جيش النظام خلال الاشتباكات الأخيرة في محيط مدينة حمص.