دشن نادي الرياض الأدبي أمسياته الشعرية المصاحبة لمهرجان الجنادرية باستضافة الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد احد ضيوف المهرجان وآخر قمم الشعر العربي كما وصفه الدكتور عبد الله الوشمي رئيس نادي الرياض الأدبي. وسط نخبة من الأدباء والمفكرين الذين تقاطروا إلى النادي الأدبي من اجل الاستماع إلى جواب العصور والسندباد العراقي الذي يرحل مسكونا بالعراق من بلد إلى بلد ويطالع وجه مدينته في كل المدائن. بدا عبد الرزاق عبد الواحد أمسيته بقصائد عن العراق ونا لبث ان أجهش بالبكاء وهو يصف بغداد وجراحه وكيف أصبح في كل بيت عراقي هابيل وقابيل وما لبث الحضور أن تفاعلوا معه فانهمرت الدموع ولا ملام أن ذرفت الدموع على بغداد. لكن الشاعر الجميل أبى أن ينصرف الحضور إلا وقد ملأت البسمة وجوههم فعرج على الغزل بإيعاز من رفيقة دربه وغربته ام خالد التي طلبت منه ان يلقي من شعر الغزل وبطرافة جميلة اشهد الشاعر الحضور انها هي من طلبت وبالتالي فالمساءلة عن بطلات قصائده غير واردة فأعطته الأمان. وكما هو قمة في وطنياته ومناجاة أطلال مدينته العتيدة بغداد أو دارهم القديمة في العمارة كان أيضا مبدعا في غزلياته التي تعيد إلى الأذهان معنى الشعر الغزلي عند العذريين روحا مع التحديث لفظا وصورة ومن قصيدة أورقت في يدي والتي كما وصفها أنه دائما ما يفتتح بها قراءاته الغزلية إلى عدد من القصائد من بين دواوينه ال56 والتي لم تكن لشاعر قبله أن أصدر بكل هذا الكم. تحدث عبد الواحد عن قصيدة الموت أقصر قصيدة لديه والتي حاز بها وسام عالميا إلى قصيدة عن مصر كتبها قبل الثورة لكنه توقف فيها متحدثا عن حالة جديدة وكأنه كان يتنبأ بما سيحدث في مصر. واستمرت الامسية ساعتين حلقنا فيها مع الشاعر في قمم عديدة من التراجيديا والحزن الموسوم به كل عراقي إلى الغزل والجمال الذي أيضا أبدع العراقيون في وصفه. بعد انتهاء الأمسية دار نقاش تطرق فيه عبد الواحد إلى أن الحالة التي تعيشها هذه الأيام عدد من البلدان العربية ربما تولد إيقاعا شعريا جديدا موضحا ان شعر التفعيلة لم يبدأ مع السياب ولكن مع علي احمد با كثير لكن رتابة الواقع عندما كتب با كثير قصيدة التفعيلة لم تهيئ لانتشارها ولكن في واقع جديد كان الحياة فيه مليئة بجملة من الحوادث من ثورات وصراع جعلت من السهل تقبل القصيدة الجديدة.