ربما هي المرة الأولى التي تمتد أمسية شعرية في نادي الرياض الأدبي، ثلاث ساعات متواصلة، عندما استضاف مساء أول أمس (السبت) أطيافاً شعرية عربية متنوعة من ضيوف مهرجان الجنادرية الوطني للتراث والثقافة، وذلك في أولى أمسيات المهرجان الشعرية، إذ شارك سبعة شعراء يمثلون أطيافاً مختلفة من أطياف الشعر العربي، كما يمثلون مناطق ممتدة من الوطن العربي الكبير من مصر السودان وحتى العراق ومن جازان في جنوب المملكة وحتى لبنان، مروراً ببيت العرب منطقة نجد. وتحت إدارة الكاتب والإعلامي عبدالله غريب، شارك الشعراء شوقي بزيع وروضة الحاج ومحمد أبو دومة وعبدالله السميح ويحيى السماوي وزينب غاصب وحسن الزهراني، وطرقوا جملة من الأغراض الشعرية طغى عليها الوصف والغزل، واستعادة أمجاد أمة عربية ولن تبتعد أيضاً عن طرق موضوعات وطنية واجتماعية ووجدانية. بدأ حسن الزهراني بقصيدة «الشعر مصباحي»، ثم قصيدة «تراتيل المسيرة من البحر الميت إلى شيكاغو»، ثم ختم بنص «اسمعيني» فيما استعادت الشاعرة السودانية روضة الحاج أمها الشاعرة العربية تماضر بنت عمرو (الخنساء) ووصفتها بأصدق الشاعرات وقدمت عنها نصاً شعرياً بديعاً عنونته «في ظلها يستريح القصيد»، ثم أتبعته ب «ضوء لأقبية السؤال» ونزولاً عند رغبة الحضور تلت نصها الشهير «بلاغ امرأة عربية». الشاعر اللبناني شوقي بزيع فألقى قصائد شعرية لافتة، ضربت أعماق التاريخ واشتغلت على الحب والغزل، بدءاً من نصه «حَنين»، ثم حواراً غزلياً اصطنعه مع ديك الجن الحمصي، فمقاطع من قصائد شهيرة له مثل «قمصان يوسف»، و«مرثية الغبار» قبل أن يهدي التونسي الذي اشتهر أخيراً بكلمته في الثورة التونسية «هرمنا»، قصيدة أخرى. من جانبه قدم العراقي يحيى السماوى قصائد مؤلمة عن وطنه وغربته، وذلك بأداء مسرحي فاتن أجهش البعض، مع ترديده «لماذا تأخرت دهراً علينا؟» بالبكاء، قبل أن يختم بقصيدة غزلية عنونها ب «فتشت في قاموس ذاكرتي»، وتلاه الشاعر الرومانسي السعودي عبد الله السميح فقرأ: «بمنعرج اللوى» وقصيدته الشهيرة «الغائبون»، قبل أن يتلو «ترتيلة لصباحات الرياض» ويتغزل ب «عندما تورق الأغنيات»، فيما قدمت بعده الشاعرة السعودية زينب غاصب قصائد نالت قدراً من الإعجاب مثل «سيرة» و«مرثية الوداد» و«حكاية الغواية» و«وهنا الرياض» ثم «قصة حب». وختم الأمسية الشاعر المصري محمد أبو دومة وأذهل الحاضرين بأدائه العفوي البسيط والعميق معاً، فافتتح بقصيدة في خادم الحرمين عنونها: «لله در الشموس» قبل أن ينشد مقاطع من غزلياته في بنت عمه وفي غيرها، شد معها الحضور وأضحكه منها قصيدته«ليلاي لا ككل الليلآت»، ومقاطع مختزلة من قصائد «تباريح أولاد الجوى».