بين مكةالمكرمة ووجدان القصيدة نبض أزلي لثلاثةِ هواجسٍ مقدسة قلب إبراهيم وهاجر وإسماعيل ( عليهم أجمعين سلام الله) ومكة . هذه التربة الحجر في وادٍ غير ذي زرعٍ .خيارات السماء لها بركة وتشريفها بأن تكون موطئ رحمة الله على الأرض هو وليد الخيار والرحمة والتميز لهذا المكان حتى أن العرب العاربة والمستعربة ورؤى أهل اليمن والحبشة والعراق وشام دمشق وأرض كنعان وحتى كهنة أرض الهند كانوا يرون في الجهة التي تقع فيها مكة ،جهة للنور والاسقاء والبركة حتى وهم يغوصون في شرك آلهة الحجر والجهل. إنها مدينة تفتح في ذاكرة الانسانية والحضارة معنى يتسع باتساع اللحظة التي يشعر فيها القادم اليها أنه سيكون بين يدي الله وسيكون في طوافه كم يطوف العالم في اللحظة الغائبة .لهذا اتى اسراء ومعراج وليدها المبارك النبي الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) في سياق هذا الطواف الإلهي الذي تشعرك مكة فيه أنها دار اعمار للروح والتأمل واكثر النقاط الارضية قربا للجهة السماوية التي ترن اليها محاريب الصلاة ونداء الحجيج ورمي الجمرات واعتلاء عرفات ليكون التهدج على قامتها المرتفعة تقربا لنيل رحمة وبركة وأمان . حتى أن المستشرقين والرحالة وربما رواد وكالة ناسا الفضائية يجمعون على أن هذه النقطة الارضية يكاد ان يتحرك تكوين الكون من قطبها . وربما ابن بطوطة الرحالة الطنجي أحس برعب ناقته قبل رعبه وهو يقترب من دارتها فيتحدث عن قوافل تأتي اليها زرافات من كل جهات الأرض محملة بطيب التودد لنيل بركتها ومستجيرة بغدران زمزم وسقاية كرم اهلها اولئك الذين اورثهم قحطان وعدنان نسب الفضيلة فكان بنو هاشم من قريش .وقريش انجبت محمداً وخضعت لرؤيته المؤمنة، ولو انها قاومت رسالته لحين ليعود اليها وليدها بعد نأي وهجرة الى يثرب ، وحين يعاد الطواف بها يضيء جبين مكةالمكرمة بعهد سيبقى والى الابد يمثل حاضرة السلام والاسلام .وسيبقى طيف هذه المدينة يمثل الخلود الروحي والتاريخي لكل من يخدم زائريها وقاصديها ملكا كان أم من عامة الناس وعلى حد قول غوته شاعر المانيا العظيم : محمد القديس والنبي المشرقي انجبته مدينة الله مكةالمكرمة . هذه المدينة المتشكلة من جلال الروح والطبيعة والمحكومة في النبض القدسي لوجدان البشر هي الحاضرة الاكثر تألقا بين الحواضر ، وهي الاقدر في جعل التراث الانساني يمتلك قيمته العظيمة من خلال فهم المعنى الحضاري لوجود مدينة تأوي اليها احلام البشر وامانيهم في الصلاح والخير والسلام .انها المكان الذي حين وطأه ابراهيم عليه السلام تشكلت لديه هواجس عظيمة وتبعثرت في خطواته لحظات احسها مقلقة وكأنه يستدل بخفق قلبه وراحلته على مكان عظيم وهاجس الوحي يقول له :هنا تُعمرُ الارض أحلامها ويكون المقام لتأتي البشرية كل عام تدور على محراب الله وتقيم شعائرها وتواصلها وتؤدي ما لها وما عليها .وهنا سيكون للموسم خيرا في تجارته ومرابده وهدايته . وهكذا ولدت مكةالمكرمة .وعاشت .وآمنت واستأمنت .وهي الوحيدة بين مدن الأرض من تحفظها السماء قبل أن يحفظها البشر وربما حادثة ابرهة الحبشي وجيشه وافياله والحجر السجيل لدليل على أن هذه المدينة هي مدينة الله وليس مدينة البشر . مكةالمكرمة الحاضرة في الوجدان والازمان ، المبنية بمهابة بالأمر الإلهي والساعية دوما ومنذ أن بني البيت الحرام في رحابها تمثل الحاضر الازلي لوجود البشر وتسعى لتكون المكان الآمن للفضيلة والنقاء والتجلي حتى لتشعر الروح فيها أنها جذوة تشتعل في بصيص أمل الدمعة والغفران حين يقف العبد فيها امام ربه ويتدارك ما كان في حياته وما سعى اليه وما جنى وما بغى وما اخطأ وما اصدق وما شح وما اكرم .وعليه منذ هذه اللحظة ان يكون المكان توبته أو استمرار مجده وعزته .ففي مكة يكون الثواب والجواب لكل ما يدور في الذهن والذاكرة . هذه المقدمة عن مدينة فاضلة هي خيال الرب ومنته على بني ادم وليس خيال من افلاطون لا يتحقق سوى بأمنيات الكتب . لأن فضل مكةالمكرمة قائم في الحسبان وفي ضمير خادم حرمها وملك حجازها ونجدها وعسيرها من البحر وحتى الصحراء. ستظل تمثل البهاء للملك .لولي عهده .ولأمراء البيت السامي من اول غدران نوق فضيلة السعي لبناء المملكة وحتى صلاة اميرها في باحات مساجدها ومساءات اشراقتها ، ستبقى كما نراها في قراءتنا في كتابه اقمار مكةالمكرمة: مكةالمكرمة ، بفضلها نجني ثمار ما يسكننا من ايمان وابداع وانجاز ، انها اقمارنا التي تتدفق من فضيلة تواريخها وسحر ملكوتها .وهداية تاريخها وعطاء امراءها . مكة التي تسكن في الوجدان وضمير الانسان اقمارها في الشعر فتنة . والتوجه اليها لن يبقي في القلب محنة . هذه المقدمة عن مكة وضعتها مبتدأ لقراءة نص مميز كتبه الشاعر ( الصديق ) عبد الله محمد باشراحيل بعنوان (البدر الخالد) وهذا النص قرين لذاكرة المعلقة اهداه تواضعا ومحبة وعرفانا لأمير مدينته (مكة) الأمير خالد الفيصل .الذي هو ايضا من حالمي الحرف والريشة والبلاغة النبطية ويماز شعره بسلاسة وبهاء الكلمة والايحاء الجمالي في ما ترثه روحه من خيال ثقافة البيت والقبيلة والاصل الكريم فكانت قصائده في حقيقتها مناجاة روحانية ربما اسهمت مكة في جعلها قصائد لأمير عشق المكان وروحه بكل بهاء الندى وشغاف اجفانه العاشقة للحظة الانسانية ووجدانها في اشكال شتى (غزلية وتربوية وايمانية وفنية وروحية). قصيدة الدكتور الشاعر عبد الله محمد باشراحيل ( البدر الخالد ) اقتربت الى هذا الوجدان كثيرا وعاشت معه في تماس روحي قريب ومثلت في بلاغتها ولغتها وتدفقها رؤية حقيقية لقامة انسان اتته الامارة من نبل العرق والاصل وسعادة تشرفه بأن يكون اميرا لاطهر واشرف بقاع الارض ( مكة )وحين يقال مكة ( يكون ) السعي اليها زحفا على الركب لا مشيا على القدم . فهي المدينة التي تبقى عولمتها قائمة ببهاء ما تمنح من قدرة وجلال وفهم ومعنى حتى ان المتصوفة في عقائدهم .حين تذكر مكة امامهم يسقطون من اعياء حججهم المشركة في بعض تجلياتهم وليقول احدهم :هذا المكان ( مكة ) فيه كل الرهبة وفيه كل ما يجعلنا اقرب الى الخرس. لهذا قصيدة باشراحيل المهداة لأميرها ( خالد الفيصل ) تمثل عمقا للمدينة .وإضاءة لسفر اميرها .والربط بين مكة وامير يحكمها وشاعر يبدع في مرابع مجالسها ويكون سفيرا لها في محافل الارض شرقا وغربا يمثل اطلالة وعي وعرفان مودة وخلائق الوشائج بين الثلاث (مكة ، الأمير ، الشاعر ) وعلى هذا المنوال يحكمنا في قراءة القصيدة هذا الربط بجدلية المودة والعرفان وقدرة الشعر على التعبير في مثل هذه الحالات الانسانية الفائقة المودة كالتي تظهرها قصيدة ( البدر الخالد ) لنمثل علاقة الشاعر (ابن مكة ) بالأمير ( أمير مكة ) ومن كلمات الاهداء تظهر لنا بنية هذه الوشائج محكومة بالهاجس الانساني والمعرفي الذي تظهره القصيدة في علاقة الشاعر بالأمير وجامعهما المشترك ( مكة ) فيقول في تبرير قصيدته كما يظهره الاهداء: ( الى الأمير الشاعر خالد الفيصل ..وهو من جعل مكةالمكرمة نصب عينيه وبين قلبه فله من الحب أينما حَلْ ) وكما يبان من الاهداء تظهر لنا مكة هي القاسم الروحي بين الامير والشاعر وهي تمثل صلة الوصل لشاعر يراها مضيئة كما اقمار مكة في اجفان الامير الذي ينظر اليه من خلال القصيدة بما يمكن ان يكون عليه حتى من دون مديح لكن الواجب الاخلاقي والادبي والانساني والوشائج الرائعة التي تجمعه مع امير مكة تملي عليه تاريخيا ان يتهدج بهذه المعلقة الرائعة لرجل يرى فيه صورة لإنسان الحكيم والاديب والكريم الذي يرى في تشريف الملك له بإدارة مكة تشريفا لتاريخه وسيرته الذاتية فتكون القصيدة هي من بعض نتاجات هذا العرفان الذي ينبغي ان يوثق هذا التشريف ولكنه اتى من مقطوعة ادبية اتسم شاعرها ( باشراحيل ) بالإجادة والتناغم والتصوير الادبي في قراءة روح وتاريخ الامير ومواقفه. هذه القصيدة ( الميمية ) يحكمها سبك بليغ ووصف متين وايحاء مقتدر يحكمه موقف الشاعر لمن يناجيه ويناديه ويكلمه .وهي في دلالتها تبدأ من الوقفة الوصفية في اداء كلماتها برونق جميل وموسيقى عذبة يتمكن فيها شاعرها من التلاعب بأجراس اللفظ في متانة الايحاء واطلالته وروعته لتبدو سلسلة ومتجانسة ولا يحكمها أي حماس انفعالي بل ادت في سياق الموهبة المتمكنة لرجل يريد ان يوصل محبته وثناءه لقامة اخرى يراها تستحق تماما هذا الفيض من المعاني المصورة بدقة وجمال واخيلة متسعة الابعاد والصفات حتى كأنك تحسها تتناغم في الافتنان والدهشة والنغم: عيدان عادا وطيف السعد يرتسم سناهما البدر هذا الخالد العلم هذي الكواكب جذلى في مواكبها تزف عرس الاماني وهي تبتسم لآلئ في عيون الليل يغمرها حب وشوق صداه البوح والنغم هذه المقدمة الوصفية التي ترتدي اشجان غزل الطبيعة في استهلال جمالي متسع الابعاد ومثير في الوصف بالرؤية التناظرية واللونية والحسية وهي ربما ارادها الشاعر بنباهته وفطنته ان يقترب مع ثقافة وتوجه والمعاني الاشراقية في مزاج الحياة المبدعة للذات الاميرية وهو أي ( باشراحيل ) يقاربها بوصفية عالية الاداء وبقراءة غزلية لموجودات الكون وجعلها تتناسب تماما مع القامة والخواطر التي تسكن من يهديه قصيدته ليتوازى عنده الشجن المرئي بالخيالي فتكون هذه الحصيلة المتسعة من ندى الكلمات وبهجتها وجمالية ايقاعها وتناغمها في بلاغة الشعر وتأثيره حتى تراه في القادمات من ابيات القصيدة يصل بمرويته المبدعة والشاعرة الى الاقتراب من شخصية الامير ويمنحها ما يعتقد انه يستحق واكثر. ليجلب لجسد القصيدة ممكنات الشخصية وخصائصها ومؤثرها الثقافي والحضاري والاجتماعي .وهنا تظهر ملامح الشخصية على ملامح المكان او العكس فيكون الوصف للشخص بكيانه هو وصف للفعل والتاريخ بدون ان تكون للنرجسية استعلاء المادح والممدوح .لأنه ( أي ) باشراحيل لا يمدح بل يعطي شهادة تاريخية عن رجل يرى في انه لا يستحق هذه القصيدة فقط ، بل يستحق المؤثر التاريخي ليسجل له انه الشاعر والحاكم والفنان ورجل التواصل الحضاري ومهابة طيبة للبر والتقوى في سفر طويل لعراقة بيت واسرة ومملكة علمتها الصحراء والخيول والجمال الاصيلة في مهابات الوغى والسيف ان تكون اهلا للملمات والصعاب والمواقف الحكيمة . الشاعر عبدالله محمد باشراحيل يطلق رؤاه في اتجاه متناظر حول القيمة الانسانية لرجل يعرفه جيدا لهذا تراه يدرك في وصفه معنى وقيمة من يتكلم عنه . ولأنه قريب منه واليه يجسد ذاكرة الامير ووعيه وخصاله بأسلوب شعري أخاذ ونفس جمالي تترادف فيه ايقاعات الكلمة واللحن والصورة وكما ريشة فنان يرسم لنا الامير بكامل العنفوان والمجد والثقافة التي يملكها: الخالد النابه المحمود سيرته القائل الصادق الفعال والحكم الشاعر النابغ الغريد بلبلنا غنى به العصر والآباد والامم هذا الأمير الذي أثرى حضارتنا وإنه المجد في الأحداق يرتسم قد أورقت من ندى يمناه مكتنا وشمرتْ تقتفي آثارهُ الأمم هذه الصفات توثقها القصيدة من خلال وجدان الشاعر وابداعه وحكمته في قراءة من يريد ان يمنحه الثناء الذي يستحق فنجد الكلمات في وزن ايقاعي متفاعل تماما مع صدق الايحاء ووتيرة الفهم والاشتغال المهيمن على تنوع الذاكرة واتساع المدلول فيها ضمن الرؤيا والانساق الشعرية التي يشتغل عليها الشاعر بتنوع حريف وادراك متمكن في شتى المذاهب والانماط لهذا فإن قصيدة (البدر الخالد) تريك التفاصيل الواضحة والخفية في ملامح الامير خالد الفيصل .مكننا منها فهم الشاعر لتكوين وهاجس من يتحدث اليه وعنه .انه هنا يشغل في انماط بلاغة الكلام تصويرا لذات معجب بها ، لهذا يأتي كلامه صادقا ومتينا وعميقا وسلسا في جعل المكون الجمالي لرائية الشعر تنطبق تماما على الاخلاق والصفات التي يملكها امير مكة الذي يقربه الشاعر لذاكرة المدينة ومكانتها ورغبتها ان تكون على يديه مكة المتطورة البهية الساعية الى اعتلاء مجد المدن دوما . وليمضي باشراحيل مع ( البدر الخالد ) يشيد كما الشاعر المكتشف قيمة الرؤى والوصف والامتنان والتمجيد المستحق لرجل عايشه وعرفه وخبره ويأتي الان ليمنحه المستحق اليه .ويباركه بشدو الشعر في وصف وامعان وقراءة للشخصية ولكن بأسلوب شعري مؤثر وجميل اتصف به باشراحيل في جعله محكا ومؤثرا وبسياق بارع الأداء والتصوير فكانت هذه الانشودة تمضي في غنائيتها بين قامة الرجل ( الأمير ) والمدينة الفاضلة : بوركت يا دوحة الأخلاق مبتهجا وبورك الجهد فيه الحظ والقسم أني أغنيك لولا أنت ما صدحت بلابل الشعر واستعلى بها الكلم وكُن لنا العين إن ضلت بصائرنا وكُنْ لنا القلب يامن طبعكَ الكرمُ هذه القصيدة ( البدر الخالد ) هي إيثار رجل لمآثر رجل . كتبها الشاعر عبد الله محمد باشراحيل ايمانا ووفاء لمن يعتقد انه الاهل للوفاء . ملكت القصيدة بعداً انسانيا في تسليط الضوء على شخصية انسانية وثقافية وسعودية ومكية اثارت اعجاب الذين احتكوا بها ونهلوا من حكمتها وادبها وفنها .وربما وفاء باشراحيل للأمير في هذه المدونة الرائعة يقع في اطار انه لم يستوف كامل رؤى الثناء فيه لكن القصيدة في الجمع النهائي لقيمتها بدت متينة لغة وتصويرا وهذا ما يسميه الدارسين الشعر ونقده بالقيمة الحقيقية للشعر . فكانت هذه المقطوعة فعلا تجسيدا للرؤية والرؤى في خصائص الانسان المكي النبيل والتي حمل شعلتها الشاعر واهل بيته ليوجهها عرفانا اصيلا وجميلا لأمير مدينته ( مكة ) ويجعل من مهابة ومكانة الامير ( خالد الفيصل ) صورة المبدع المترع بالعرفان والذي يعيش في وجدان وهيبة وتاريخ المدينة التي يديرها بتكليف سام من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. القصيدة من المبتدأ الى المنتهى هي تعبير عن مودة خيطها الواصل بين شغاف القلوب الثلاثة ( مكة ، الامير ، الشاعر ) هو خيط الحياة والوطن والتراب المقدس . ربطها وعي الشعر وحلمه في قدرة ايحائية ومستلهمة اجاد فيها الشاعر بإدراج كامل احساسه اتجاه ( أمير مكة ) واستطاع أن يوجد لنا احكاما متسعة لفهم هذه الشخصية المؤثرة في الحياة العامة لمجتمع مكة والمملكة والوطن العربي والعالم . لهذا اتت القصيدة مؤدية لكامل واجبات الاخلاق الانسانية التي يمتلكها شاعر بمعرفية وابداع وخصوصية باشراحيل لتكون في النمط اللغوي بلاغة للكلمة واللسان . وشهادة حق نطقت بتوصيف دقيق وحكيم عن رجل يستحق كل ما قيل عنه في ابيات هذا النص الشعري الرائع الذي ينهيه الشاعر بلحن وفاء لصدى مشاعر قلبه وكمن يضع نهاية لسمفونية خالدة تراه في البيتين الاخيرين من القصيدة يضع الخاتمة في اوج مشاعرها : مرحى أبا بندر تعلي مدائننا يا خالد الذكر يروي مجدك القلم ماذا أقول وبعض القول نافلة ومن يطاول من تسمو به القمم؟