يتوجّه الإستونيون اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمانهم في أجواء من القلق على أمن البلاد من موسكو، ويُتوقع أن يحقق حزب "الوسط" الموالي لروسيا نتيجة جيدة، لكنه لن يتمكن رغم ذلك من تشكيل الحكومة. وجاءت التدريبات العسكرية الروسية على الحدود الإستونية قبل بضعة أيام من الاقتراع لتعزّز المخاوف لدى أولئك الذين يعتقدون أن "الكرملين" ينوي زعزعة الاستقرار في جمهوريات الإتحاد السوفياتي سابقاً. وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "تي إن إس إيموري" المحلية ونُشر أمس السبت أن "نحو 22 في المئة من نوايا التصويت لحزب الوسط الذي يأتي مباشرة خلف حزب الإصلاح (26 في المئة) والاشتراكيين الديموقراطيين (19 في المئة)"، علماً بأن هذين الحزبين الأخيرين يشاركان في الحكم حالياً. ويفسّر النجاح المتوقع ل"الوسط"، بالدعم الذي يحظى به الحزب من الأقلية الناطقة بالروسية في هذا البلد المزدهر نسبياً، والعضو في "حلف شمال الأطلسي"، والإتحاد الأوروبي ومنطقة "اليورو". ووضعت استطلاعات رأي سابقة حزب "الوسط" في الطليعة في السباق الانتخابي، لكن المحللين يعتبرون أن هذا الحزب "يفتقر إلى الحلفاء" لتشكيل غالبية في البرلمان المؤلف من 101 مقعداً، وبالتالي يُتوقع أن يبقى الائتلاف الحالي في الحكم مدعوماً من المحافظين في حزب "الاتحاد"، على رغم تسجيل شعبية زعيم "الوسط" ورئيس بلدية تالين إدغار سافيسار تراجعاً العام الماضي، بعد زيارته المثيرة للجدل إلى موسكو، إذ قال إنه "يؤيد ضم روسيا للقرم". وقال رئيس الوزراء من حزب "الإصلاح" تافي رويفاس محذّراً أن " الوضع الأمني الحالي سيستمر فترة طويلة"، مشيراً إلى التوتّرات الإقليمية. وضمّ أصغر رئيس حكومة في الإتحاد الأوروبي صوته إلى صوتي نظيريه اللاتفي والليتواني، للمطالبة بحضور متزايد ل"الحلف الأطلسي" وذلك للرد على وجود الجيش الروسي بالقرب من حدودهم. وفي هذا الإطار، أعلن "الحلف" إنشاء قوة "رأس حربة" قوامها خمسة آلاف رجل، وستة مراكز قيادة في المنطقة، أحدها في إستونيا. وتتابع الجمهورية السوفياتية السابقة، التي يبلغ تعدادها السكاني 1.3 مليون نسمة، ربعهم من الناطقين بالروسية، انضمام شبه جزيرة القرم والتحركات الروسية في أوكرانيا عن كثب.