الرسامة الرومانية بيونكا دانيلوف تمتلك من الأحاسيس ما يؤهلها للحصول على لقب «أميرة الورد»، إذ يمتاز خطها التشكيلي بكتلة من المشاعر والأحاسيس، وتبدو كل لوحة من لوحاتها بمثابة بستان ملون من الزهور المثيرة للنظر، يكاد للمار منها أن يشم رائحة بستان من السلام يلوح بالحب عالياً. التقتها «الحياة» على هامش مشاركتها في أسبوع التصاميم العالمي بالبحرين 2013، ضمن ركنها الخاص وبخجل شديد أبدت سعادتها بإعجاب الزوار بأعمالها المليئة بالطاقة الإيجابية. وأوضحت ل«الحياة» أنها تعود إلى الرسم بعد انقطاع، مشيرة إلى أن زيارة لها قامت بها إلى السعودية استمرت عامين كانت السبب في هذه العودة. وعلى رغم مكوثها في البحرين إلا أن ريشتها لم تسكن. وأضافت: «شاركت في بعض المعارض الثنائية، وأقمت معارض شخصية، وتعتبر مشاركتي ضمن أسبوع التصاميم العالمي بالبحرين المشاركة الأخيرة». وأبدت الفنانة التشكيلية الرومانية بيونكا دانيلوف سعادتها بعرض أعمالها في أسبوع التصاميم العالمي بالبحرين. وقالت: «شاركت بسبع لوحات، مضمونها الورد المتنوع، وكانت فرصة مذهلة لعرض أعمالي على زوار المعرض الذين قدموا من أنحاء عدة من العالم، وجاء اختياري للأعمال التي عرضت بعد فترةٍ من النقاش وتبادل وجهات النظر مع المنظمين». وحول قصة اللوحة التي أهديت لوزير الصناعة والتجارة بالبحرين قالت: «طُلب مني تقديم لوحة، وتملكتني الحيرة من فرط سعادتي، ووددت تقديم قطعة لم يسبق له امتلاكها من حيث الفكرة، حينها نفذت لوحة «زهور الحقل» و أهديتها له بعد أن صنعت فيها روحاً من بلدي رومانيا». وتصف التشكيلية الرومانية سبب توجهها للورد بخجل يملأ وجنتيها حمرة، وأوضحت: «عادة ما تخرج مني الأفكار بتلقائية خالية من التصنع، أنا لا أضع بذهني الفكرة التي أنفذها، وأن جاز التعبير فالورد دلالة الحب، وحين تهدي شخصاً ما لوحة من الورود فالتعبير الذي سيصل هو نفسه». وأشارت إلى «زخم الفن التشكيلي في رومانيا»، لافتة إلى أن «بلدها رومانيا يحظى بعدد كبير من الموهوبين يستطيعون المشاركة في المعارض في شكل جيد». ونفت وجود صعوبات: «لم يواجه الفنانون الرومانيون أي صعوبة في تحقيق ما يدور ببالهم في مجال الفن التشكيلي»، مؤكدة أن «نقاط التشابه والاختلاف بين الفنون التشكيلية في رومانيا عنها في الخليج واردة». وأبدت اندهاشها من «الدعم الذي يحصل عليه فنانو الخليج والمغتربون ضمنهم». وباعت بيونكا أغلى لوحاتها منذ أعوام بألفي دولار. وأضافت: «حدث هذا الأمر في أوروبا، لكنني لست فنانه تشكيلية وحسب، إنما أنفذ الحرف أيضاً، وأصنع صناديق للمجوهرات يبلغ ثمن القطعة منها 15 دولاراً، لكن الحديث في شأن المال هنا ليس ذو اهتمام، لكوني لا أقتات من الفن، ولدي وظيفتي التي أقتات منها، وحينما تحظى أعمالي بالإعجاب فإن السعر ليست له ثبوتية». وتعتقد دانيلوف أن الجو الأسري الفني الذي عاشته اجتذبها لعالم التشكيل الساحر. وقالت: «حين أستيقظ على رائحة العطور والألوان المائية فهي همسات أولى تجتذبني لعالم ساحر، وكان لعشق والداي للفن التشكيلي سبب مباشر في الأمر، فهما ممارسان جيدان له، ذلك ما دفعني نحو تطوير نفسي بشكل يدعوني للفخر والسرور». ومارست الفنانة بيونكا دانيلوف الفن التشكيلي في شكل هواية لفترة محددة. وأشارت: «خلال10 أعوام مضت كنت محكومة بوظيفة، وكان الرسم بجانبها هواية أمارسه وقت الفراغ، ثم توقفت حتى زرت السعودية منذ عامين وعادت حياتي الفنية التشكيلية تنمو وتزدهر بشكلٍ جدي». وتمكنت دانيلوف من ترسيخ أعمالها التي تصب في المجال الكلاسيكي شكلاً ومضموناً في بقعة الخليج الزاخرة بأجود الفنانين التشكيليين، ولقيت قبولاً واسعاً في السعودية والبحرين تحديداً. والفنانة الرومانية التي يبلغ مشوارها قرابة ال20 عاماً، طورت من موهبتها خلال المرحلة الدراسية، وممارسة الفن التشكيلي خلال أوقات الفراغ، فيما استطاعت المشاركة في معارض أساسية في روما وإيطاليا وأوربا، وفرنسا حتى المحطة الأخيرة في الخليج. واعتبرت دانيلوف التشكيل في فترة من حياتها هواية، «ما إن جئت إلى الخليج حتى أغرمت ببعض الأعمال الفنية التشكيلية الخليجية، وأخص بالذكر التشكيلية شاليمار شربتلي، وتمتاز أعمالها بالحيوية والجمال، وكذلك الفنان عباس الموسوي».