أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت «ضرورة أن يلتزم حزب الله إعلان بعبدا وينسحب من القتال السوري إذا أراد فعلاً الشراكة في الحكومة»، داعياً إلى «تجزئة الملفات الخلافية من خلال بحث الشؤون الإقليمية على طاولة الحوار وتشكيل حكومة حيادية تهتم بالملفات الداخلية»، واعتبر «أن حزب الله يصر على صيغة 9-9-6 تمسكاً منه بحق الفيتو والتعطيل». ورأى أن المطالبة بحكومة 9-9-6 هي تعد على التوازنات الدستورية في لبنان، «فنحن ليس لدينا أي فيتو في المجلس النيابي فيما يريدون فيتو في الحكومة، وبالتالي هناك لعب بالتوازنات الداخلية»، معتبراً أن «حزب الله يسعى لضرب مؤسسة مجلس الوزراء ورئاسة هذا المجلس». واعتبر في حديث إلى «صوت لبنان» «أن الفريق الآخر يتصرف في موضوع تشكيل الحكومة وكأن لا دور لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف بتحديد شكل هذه الحكومة أو الحقائب أو الأسماء». وأشار إلى «أن حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله يعملان لخرق التوازنات في لبنان»، منتقداً «طريقة تعاطي قوى 8 آذار، وتحديداً السيد نصرالله مع صلاحيات رئيس الحكومة، وصولاً إلى الاستعلاء عليه وتوبيخه في خطابه الأخير». ورد فتفت على قول رئيس البرلمان نبيه بري إن الرئيس نجيب ميقاتي كالزوج المخدوع مع قوى 14 آذار، فقال: «إنه الزوج المخدوع لقوى 8 آذار، فماذا قدموا له غير الأذى لموقعه الحكومي والسياسي والشعبي. وهذا ما جعل ميقاتي يتراجع عن بعض الأمور ويأخذ مواقف من بعض القضايا». ورأى فتفت أنه «إذا استمرت الحال في البلاد على ما هي عليه من التشرذمات، فإننا ذاهبون إلى الفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية»، معتبراً أن «الحل الوحيد لتفادي ذلك هو بأن تتوافق جميع القيادات المسيحية على تسمية رئيس وسطي». وأوضح «أن تيار المستقبل ليس طرفاً في النزاع السوري، إنما هو يساند الشعب السوري في أزمته»، معتبراً «أن كلام نصرالله عن الانتصار في سورية وهمي، لأن الحرب طويلة الأمد في هذا البلد، بناء لإرادة الإدارة الأميركية الحليفة لإسرائيل بإبقاء الرئيس السوري بشار الأسد». وقال: «مؤسف جداً أن يعتبر نصرالله أن انتصاره هو فقط في بقاء الأسد في الحكم». واعتبر أن «خروج الأسد بات مطروحاً من خلال ما يتسرب عما يجري بحثه». وقال: «من سجل انتصاراً في الشرق الأوسط هو اسرائيل، والانتصار الأهم هو تخلي سورية عن سلاحها الاستراتيجي. وقد يكون الانتصار الأهم الذي تسعى إليه إسرائيل هو السيطرة نهائياً على البرنامج النووي الإيراني». وأضاف: «بدلاً من أن تخدموا إسرائيل تعالوا نجعل البلد محايداً ولنقفل الحدود إقفالاً كاملاً، ونضمن النأي بالنفس». وزاد: «إننا لسنا ضد نفوذ إيران في المنطقة، فهي دولة مهمة، لكن نحن ضد الاستعلاء على الدولة اللبنانية بالسلاح غير الشرعي... ونحن لا نعتبر أنفسنا جزءاً من معركة في المنطقة». وقال: «لم نعد نحتمل هذا الخلل في التوازنات اللبنانية الذي فرضه حزب الله، ولم يعد الجمهور السني يتحمل ذلك». ولفت فتفت إلى أن «السعودية ليس لديها مشروع توسعي إمبريالي كالمشروع الإيراني، السعودية تحترم الشعوب وتتعامل معها من منطق أنها شعوب حرة ومستقلة». ورأى أن نصرالله «شن هجوماً على السعودية من موقعه الإيراني الفارسي من دون أن يأخذ في الاعتبار مصالح اللبنانيين، إذ إن هناك مئات آلاف العائلات اللبنانية تعمل وتعتاش في الخليج. ورأى عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب إيلي ماروني، أن «خطاب السيد نصرالله الأخير هو تهديد مبطّن للخضوع والموافقة على صيغة الحكومة التي يطرحها». وأشار إلى أن «من أخطاء قوى 14 آذار الدائمة والتي تتكرر، هي أنه كلما تُعطى فرصة كي تحكُم تمد يدها لليد الخطأ». ودعا رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف إلى أن يبادرا إلى تشكيل حكومة مهما كان الثمن، حكومة لكل لبنان لا تكون تحت رحمة الثلث المعطل لكل فريق». وفد أميركي التقى الجميل وجعجع وقهوجي على صعيد آخر، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «ضرورة تضافر الجهود الدولية لإيجاد حل للأزمة السورية في أسرع وقت ممكن بما يضمن للشعب السوري دولة مدنية، ديموقراطية وحرة». كلام جعجع جاء خلال لقائه في معراب وفداً من الكونغرس الأميركي ضم مستشاري رئيس المجلس النيابي الأميركي الكولونيل دانيال غرين وود وروبرت ستوري كارم ومايكل كاسي، يرافقهم السفير الأميركي لدى لبنان دايفيد هيل. وطلب جعجع من الوفد «وجوب استمرار الولاياتالمتحدة الأميركية في دعمها للدولة اللبنانية كي تستطيع القيام بواجباتها وخصوصاً تجاه أزمة النازحين السوريين التي يعاني منها البلد». وزار الوفد الاميركي قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة وذلك في حضور رئيس مكتب التعاون الدفاعي الأميركي العقيد أنطونيو بانش. وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وعلاقات التعاون بين جيشي البلدين، وخصوصاً تطوير برنامج المساعدات الأميركية الخاصة بالجيش اللبناني. وكان الوفد عرض مساء اول من امس التطورات في لبنان والمنطقة مع رئيس حزب «الكتائب» امين الجميل.