لم تمر مسألة الدعوات الى استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد والمشاركة في الغداء الذي اقيم على شرفهما في قصر بعبدا أمس، من دون اعتراضات سببها استثناء عدد من القيادات من المشاركة، فلم توجه الدعوات الى الرؤساء السابقين للجمهورية وللمجلس النيابي وللحكومة، كما لم توجه الى النواب السابقين ورؤساء الاحزاب ورؤساء الطوائف. وكانت مصادر اعلامية نقلت امس أن البروتوكول السوري رغب في توجيه الدعوة إلى الشخصيات اللبنانية التي سيلتقيها الأسد، على أن تقتصر على الوزراء والنواب، وأن هذا الشرط انطوى على إرادة الأسد في أن لا يلتقي البطريرك الماروني نصر الله صفير ورئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وعلى رغم عدم توجيه الدعوة الى جعجع، لم تقاطع «القوات اللبنانية» الغداء الرئاسي في بعبدا. وشاركت النائب ستريدا جعجع باسم كتلة «القوات اللبنانية» النيابية في الاستقبال الرسمي في القصر الجمهوري، وقالت عند دخولها في تصريح وزعه مكتب القوات الاعلامي: «نحن كقوات لبنانية متواجدون هنا لأن هذا اليوم هو يوم تاريخي للبنان. فعلى رغم الخطأ البروتوكولي الذي حصل مع رئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع، لبينا دعوة الرئاسة، لأننا نعتبر انه عند بناء الأوطان يتناسى المرء الشكليات بخاصة أننا كقوات لبنانية شاركنا ودعمنا اتفاق الطائف وكان رهاننا دائماً على بناء الدولة». وأضافت أن «وجودنا هنا هو لملاقاة الضيف الكبير العاهل السعودي سمو الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي ساهم ولا يزال في السهر على الاستقرار في لبنان». ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية انطوان زهرا في حديث الى محطة «الجديد» أن استثناء بعض القيادات من الدعوة «ليس مشهداً وطنياً جامعاً»، آملاً بألا تكون الخلفية «استكمال محاولة عزل القوات اللبنانية وقوى في 14 آذار، وهي اليوم طاولت البطريرك الماروني»، واعلن أنه «بروتوكولياً في لبنان هذه هي المرة الأولى التي لا تتم دعوة رؤساء الطوائف الى استقبال زعماء أجانب، وهذه سابقة تستدعي التوقف عندها ولا تطمئن». واعتبر زهرا ان «المشهد في القصر الجمهوري اليوم سيكون ناقصاً لعدم دعوة رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات»، لافتاً الى أن زيارة الملك عبدالله «لا تمت الى المحكمة الدولية بصلة لأنها ليست محل تفاوض»، معتبراً ان «الفريق الآخر يتمنى لو يستطيع الرئيس السوري بشار الاسد اقناع الملك عبد الله بالتخلي عن المحكمة». وأكد «أن لا أحد في لبنان عنده الإمكانية للتعرض للسلم الأهلي سوى «حزب الله» وحلفائه، وبالتالي فإن الحديث عن فتنة مردود لأصحابه». وأصر زهرا على تسمية لقاء الرؤساء ب «قمة التهدئة وليس قمة الحل، لأنها ترمي الى تثبيت الاستقرار في لبنان»، مؤكداً «أن سورية لا تملك أن تبيع رأس حزب الله». ورأى مستشار رئيس حزب «الكتائب اللبنانيّة» سجعان قزي أن «القصر الجمهوري أضاع فرصة جمع كل اللبنانيين في حضور الرئيس السوري والملك السعودي»، مشيراً الى أن «الحزب لا يعير أهمية كبرى لمسألة دعوة الرئيس الجميّل إلى غداء بعبدا أو عدمها خلافاً لما نشر في الصحافة»، معتبراً أن «حضور رئيس «حزب الكتائب» مثل هكذا غداء يشكل إضافة نوعيّة وغيابه نقص نوعيّ». وقال قزي في حديث الى «ال بي سي» أمس، إنه «كان من المفترض خلال إنعقاد المجلس الرئاسي أن يغتنم الرئيس ميشال سليمان الفرصة لإظهار الوفاق اللبناني والتعاون، ولكن هذا الأمر لم يحصل»، مستبعداً أن «يكون هناك «فيتو» سوري وراء عدم دعوة الرئيس الجميّل لأن سورية لا تضع «فيتو» على «الكتائب»، لا سيما أن السفير السوري علي عبد الكريم علي كان وجّه دعوة لحزب «الكتائب» إلى المشاركة في حفل إستقبال السفارة السوريّة في البيال»، لافتاً إلى أنه «إذا كان القرار لبنانياً بعدم دعوة الرئيس الجميل فهذا خطأ، أما إذا كان استمع إلى طلب سوري فهذه فضيحة».