دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان الولاياتالمتحدة إلى «ممارسة ضغوطها على اسرائيل للانخراط في عملية السلام»، معتبراً أن «الفرصة مواتية، وضياعها يعني انفتاح المنطقة على شتى الاحتمالات». كلام سليمان جاء خلال لقائه وفداً من الكونغرس الأميركي برئاسة رئيس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط السيناتور روبرت كايسي وعضوية السناتور جان شاهين والسناتور ادوارد كوفمان في حضور السفيرة الأميركية ميشيل سيسون. وجال الوفد على عدد من المسؤولين اللبنانيين أبرزهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري وقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وجدد السيناتور كايسي دعم الإدارة الأميركية «سيادة لبنان واستقلاله وسلامة اراضيه»، مشيراً الى «استمرار المساعدات الأميركية في شكل خاص الى الجيش وقوى الأمن الداخلي»، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية. وتناول اللقاء الأوضاع في المنطقة وآفاق عملية السلام والتحركات والمشاورات الجارية في سبيل اعادة اطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مكرراً موقف بلاده من قيام دولتين متجاورتين. ورحب سليمان بالوفد، مكرراً شكره للولايات المتحدة على المساعدات التي قدمتها للبنان، محملاً الوفد تحياته الى الرئيس باراك اوباما، ومتمنياً ان «تبقى العلاقات اللبنانية - الأميركية جيدة على كل المستويات وفي شتى المجالات». وناقش الوفد مع قهوجي «التعاون بين الجانبين، وسبل تعزيز قدرات الجيش اللبناني في اطار المساعدات الأميركية المخصصة له»، وفق بيان صادر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه. جعجع وأوضح جعجع بعد استقباله الوفد الأميركي ان البحث تركز على «الوضع العام في لبنان وأخطار المرحلة الحالية الى جانب الأوضاع في المنطقة». وقال: «اعضاء مجلس الشيوخ لديهم أمل اكثر من السابق بإمكانية التوصل الى حل للمسألة الفلسطينية يقوم على مفهوم الدولتين، كما يرون ان العقوبات على ايران ستزيد اكثر فأكثر وأن أميركا وأوروبا وحلفاءهما سيمضون قدماً في هذا الاتجاه وأعربوا عن عدم اطمئنانهم للوضع في الشرق الأوسط»، مضيفاً: «اما في ما يتعلق بالشأن اللبناني فأكدوا مجدداً دعمهم للمؤسسات الشرعية وبذل كل ما يمكن لتقوية السلطة». وأسف جعجع ل «تراجع الحجوزات في الفنادق والمؤسسات السياحية بنسبة 30 في المئة بسبب الأحداث الأخيرة في الجنوب وفقاً للتقرير الذي صدر عن وزارة السياحة». ورأى أن «هذه الأحداث أسفرت عن نتيجتين أولاهما انها لطخت سمعة الدولة اللبنانية وكأنها غير موجودة أو «أبو ملحمية» وهذه كانت بمثابة نكسة كبيرة لكل مشروع الدولة، فيما النتيجة الثانية هي التأثير السلبي على مصالح اللبنانيين الاقتصادية»، داعياً «المسؤولين في الدولة الى أخذ الإجراءات اللازمة مهما كانت الأسباب كي لا يقع لبنان مجدداً في احداث كهذه بدأت اسرائيل باستغلالها». وتطرق جعجع الى الوضع المعيشي للفلسطينيين في لبنان، كاشفاً «أننا تقدمنا مع حلفائنا في قوى 14 آذار في هذا الشأن، ولكن علينا الانتباه الى حدين: أولهما هو عدم الاقتراب من احتمال توطين الفلسطينيين، وثانيهما عدم ترتيب اي أعباء اضافية على خزينة الدولة اللبنانية، وبين هذين الحدين علينا تشجيع حق العودة». وعن توقع رئيس الأركان الإسرائيلي غابي اشكينازي اندلاع حرب في لبنان تزامناً مع صدور قرار المحكمة الدولية، قال جعجع: «لا رئيس الأركان الإسرائيلي ولا اي مسؤول آخر له علاقة بهذا الموضوع الذي يخص لبنان والمحكمة الدولية، كما انني لا املك توقعات معينة في هذا الخصوص». ورأى ان «اقوال بعض المحسوبين على سورية وحزب الله لا يليق بالطرفين اذ ان بعضهم يطلق تهديدات علنية»، متمنياً على «النيابة العامة التمييزية التحرك في هذا الاتجاه»، ومؤكداً «ان لا باطل يدوم ولا حق الا وسيثبت». وعن احداث الجنوب، أمل جعجع ب «ان تكون قد انتهت ولكن هذا ليس انطباعي بكل صراحة وعلى الدولة اللبنانية التصرف بسرعة». وعن مدى تعزيز الزيارة المرتقبة للرئيس بشار الأسد للعلاقة اللبنانية - السورية، قال ان «ذلك مبني على ما سيحمله معه الأسد من ملفات عالقة بين البلدين نأمل بأن يكون في مقدمها ملف المعتقلين».