اعتبرت السفيرة الأميركية لدى لبنان مورا كونيللي «إن المسؤولية عن العنف في سورية والعنف الذي يهدد بالتمدد منها تقع مباشرة على عاتق نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، والولاياتالمتحدة تدعو جميع الأطراف إلى العمل معاً لتُبقي لبنان معزولاً عن تأثيرات العنف في سورية الناتجة من قمع نظام الأسد الوحشي للشعب السوري». وقالت السفيرة الأميركية في بيان مكتوب تلته بعد لقائها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع: «فيما نحن نفكر في تأثيرات العنف في سورية على لبنان المزعزعة للاستقرار، نذكر أيضاً أنه منذ ستة أشهر كانت هناك محاولة لاغتيال الدكتور جعجع، ونحن ندين بأشد العبارات أيَّ محاولة استخدام للاغتيال كأداة سياسية، كما يجب على لبنان أن يغلق هذه الصفحة من ماضيه ووضع حد للإفلات من العقاب على الاغتيالات السياسية وغيرها من أشكال العنف ذات الدوافع السياسية». وأضافت: «بحثنا الوضع السياسي والأمني في لبنان والمنطقة. وأعربنا عن قلقنا العميق لجهة أعمال سورية المزعزعة للاستقرار في لبنان، وكما قال مجلس الأمن في بيانه أنه يجب على النظام السوري أن يحترم تماماً سيادة وسلامة أراضي جيرانه، فإن الولاياتالمتحدة لا تزال تشعر بقلق بالغ لجهة استمرار القصف والتوغل السوري داخل حدود لبنان». وإذ لفتت إلى أن البحث تناول أيضاً «البيئة السياسية في لبنان والانتخابات البرلمانية للعام 2013»، قالت إن «الولاياتالمتحدة ترحّب بجهود لبنان لتحقيق قانون انتخاب يمهد الطريق إلى انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، كما تشجعه على التمسك بمبادئه الديموقراطية والدستورية وإجراء الانتخابات في موعدها». وذكرت أن الولاياتالمتحدة: «ستواصل العمل مع شركائنا للحفاظ على أمن لبنان واستقراره». وأعلن جعجع بدوره أنه لم يفاجأ بالانفجار الذي وقع في بلدة النبي شيت بل من «خبر مقتل عناصر من حزب الله في سورية الذين يُساهمون وللأسف في قتل الشعب السوري البريء». وإذ حذّر من انعكاس مقتل القيادي في «حزب الله» أبو عباس وبعض العناصر الحزبية سلبياً على لبنان، رأى أن «مقتل هؤلاء في الشام سيكون له تبعات خطيرة جداً وتحديداً على الطائفة الشيعية، ولو أن سياسة أكثريتها حالياً معارضة لسياستنا، إلا أنهم يبقون مواطنين لبنانيين أصيلين»، لافتاً إلى أن «هذا تصرف غير حكيم من قيادة حزب الله وليس في مكانه كما أنه لا يأتي في سياق المقاومة والدفاع عن لبنان ويضرب نظرية «المقهورين والمظلومين» بل يضع الحزب في موقع الظالمين كما يتعارض مع سياسة الحكومة بالنأي بالنفس». واعتبر جعجع أن «خبر مقتل عناصر حزب الله في سورية يدحض بالكامل اتهام فريق 8 آذار لقوى 14 آذار بأنها تساهم في إدخال الذخيرة والسلاح إلى سورية وهذه كانت مجرد عملية إسقاط من قبل هذا الفريق علينا ذات دلالات نفسية»، لافتاً إلى أن «حزب الله يزج لبنان منذ زمن في أتون إقليمي أكبر من الأتون السوري على خلفية وجود أجنحته العسكرية والأمنية، علماً أن الجميع يعي أن حزب الله جاهز للتدخل لدى وقوع أي مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران أو أميركا وإيران مستقبلاً». وإذ أشاد بموقف الحكومة التركية بعد سقوط قذيفة على أراضيها من الجانب السوري «خلافاً لتصرُف الحكومة اللبنانية بالرغم مما يتعرض له لبنان من اختراقات أمنية لسيادته ولحدوده وأمن مواطنيه»، نوّه جعجع «بالموقف الحكيم والمنطقي والسليم لرئيس الجمهورية ميشال سليمان الداعي لنزع السلاح ووضعه بتصرف الدولة اللبنانية». وشدد جعجع على «أهمية قانون الدوائر الصغرى باعتبار أنه يؤمّن صحة التمثيل ويحافظ على روحية اتفاق الطائف كما يُدخل الكثير من الإصلاحات، وانطلاقاً من هنا المطلوب من الفريق الذي يُطالب باستعادة الحقوق، كما يدّعي، اتخاذ موقف واضح تجاه هذا القانون». وإذ لفت إلى أن التواصل مستمر مع النائب وليد جنبلاط حول القانون الانتخابي، اكد جعجع أن «المناقشات في بكركي تسير على قدم وساق». وكانت كونيللي زارت مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الخارجية محمد شطح، ثم قائد الجيش العماد جان قهوجي وتناول البحث الأوضاع العامة والعلاقات بين جيشي البلدين.