يتوجّه أكثر من 50 مليون إيراني إلى صناديق الاقتراع اليوم، لانتخاب رئيس للجمهورية خلفاً لمحمود أحمدي نجاد الذي حكم ولايتين من ثماني سنوات. وعند الساعة الثامنة من صباح أمس، توقفت الحملات الانتخابية، استعداداً للاقتراع اليوم، بدءاً من الوقت ذاته، وحتى السادسة مساءً، لكن التصويت مُدِّد في الانتخابات السابقة. وأعلنت وزارة الداخلية أن ثمة 50 مليوناً و483 ألف ناخب. وعلى المرشح الفوز بغالبية بسيطة (50 في المئة من الأصوات زائداً واحداً)، ليُنتخب من الدورة الأولى، وإذا لم يحدث ذلك، يتأهل المرشحان اللذان نالا أعلى نسبة من الأصوات، إلى الدورة الثانية المقررة في 21 الشهر الجاري. وأعلن سكرتير لجنة الانتخابات صولت مرتضوي أن لا فرز إلكترونياً للأصوات، لافتاً إلى أن نتائج الانتخابات «ستُعلن في اقرب فرصة». وشدد على أن اللجنة «ترجّح الدقة على السرعة، ولا يمكن تحديد وقت معيّن لإعلان النتائج». وحذر الناطق باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي المرشحين من «إعلان فوزهم في شكل مبكر، قبل إعلان وزارة الداخلية نتيجة فرز الأصوات»، معتبراً ذلك «مخالفاً للقانون». ودعا وسائل الإعلام إلى «الامتناع عن التكهن بنتيجة الاقتراع». وأشارت وزارة الثقافة إلى أن 421 مراسلاً من 193 وسيلة إعلامية من 39 بلداً، سيغطون الانتخابات. وصادق مجلس صيانة الدستور على أهلية ثمانية مرشحين، هم: محمد رضا عارف وغلام علي حداد عادل وحسن روحاني ومحمد باقر قاليباف ومحسن رضائي وعلي اكبر ولايتي وسعيد جليلي ومحمد غرضي. انسحب حداد عادل وعارف، فبقي في السباق الانتخابي ستة مرشحين، خمسة منهم أصوليون (قاليباف ورضائي وولايتي جليلي وغرضي)، وأحدهم معتدل (روحاني). وأدى انسحاب عارف إلى اتحاد الإصلاحيين والمعتدلين وراء روحاني الذي نال تأييداً علنياً من الرئيسين السابقين محمد خاتمي، وهاشمي رفسنجاني الذي حضّ الناخبين على التصويت، على رغم «شكوك»، ودعاهم إلى «الامتناع عن المقاطعة»، لافتاً إلى أن «الاستطلاعات تظهر أن روحاني في الطليعة». ونال روحاني أيضاً تأييد هادي خامنئي، الشقيق الأصغر لمرشد الجمهورية علي خامنئي، والذي دعا الإيرانيين إلى «منع سقوط البلاد في فخ الراديكالية»، كما أفادت وكالة الأنباء الطالبية (إيسنا). في المقابل، فشل الأصوليون في الاتفاق على مرشح واحد، ما يهدد بتشرذم أصواتهم. وكتب حسين شريعتمداري، مدير تحرير صحيفة «كيهان» المتشددة، أن المرشحين «يشتتون أصوات الأصوليين، من خلال عنادهم». وشارك روحاني مساء الأربعاء في تجمّع انتخابي ضخم في مدينة مشهد شمال شرقي ايران، هتف خلاله الحاضرون: «لتحيا الإصلاحات». وكتب مؤيد لروحاني على «تويتر»، أن الأخير «كان مذهلاً، والترحيب به كان ضخماً ويُعتبر سابقة في مشهد». وقد يستفيد روحاني من نسبة تصويت مرتفعة، علماً أن معدل تصويت الإيرانيين في الانتخابات الرئاسية العشرة الماضية، تخطى 67 في المئة. في غضون ذلك، أعلنت شركة «غوغل» تعرّض عشرات الآلاف من حسابات البريد الإلكتروني لمستخدمين إيرانيين، لمحاولات اختراق، اعتبرتها «حملة استدراج» تسعى إلى خداع المستخدمين للإفصاح عن أسمائهم وكلمات المرور السرية الخاصة بهم. وأشارت إلى أن الهجمات مصدرها ايران، مرجحة أنها «ذات دوافع سياسية تتصل بانتخابات الرئاسة». في وارسو، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن «الانتخابات المزعومة في ايران لن تكون لها أي أهمية ولن تحمل أي تغيير»، مضيفاً: «سيكون هناك دوماً رجل واحد في السلطة، يسعى إلى امتلاك قدرة نووية». إلى ذلك، نفت إيران تقريراً نشرته وكالة «رويترز»، أفاد بأن وزير الخارجية علي اكبر صالحي وجّه إلى خامنئي رسالة تدعو إلى إجراء محادثات مع واشنطن.