تنتهي صباح اليوم الحملة الانتخابية لمرشحي انتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة غداً، والتي يخوضها الإصلاحيون تحت راية المرشح المعتدل حسن روحاني، على أمل تكرار إنجاز الرئيس السابق محمد خاتمي في انتخابات 1997. في المقابل، كُثِّفت الدعوات إلى توافق الأصوليين على مرشح واحد، باعتبار أن تشتتهم سيشكّل وصفة للهزيمة. وحض مرشد الجمهورية علي خامنئي الإيرانيين على «المشاركة القصوى» في الاقتراع، وإثبات صلتهم «الراسخة بالدولة وإحباط خطط الأعداء». وفي موقف لافت، قال رئيس مجلس خبراء القيادة محمد رضا مهدوي كني إن المرشح الأصولي سعيد جليلي «رجل تقي»، لكنه لا يملك «قدرات إدارية كافية» لانتخابه رئيساً. ويراهن الإصلاحيون والمعتدلون على روحاني الذي نالت حملته الانتخابية زخماً، بعد انسحاب المرشح محمد رضا عارف، ما جعل مراقبين يتحدثون عن احتمال تحقيق الأول «مفاجأة» مشابهة للتي أنجزها خاتمي عام 1997، حين فاز على المرشح الأصولي آنذاك علي أكبر ناطق نوري الذي حظي بمساندة النظام. ودعا روحاني الإيرانيين إلى الاقتراع، ل «نحتفل بالنصر السبت»، بعدما نال تأييد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني الذي اعتبره «الأكثر كفاءة لتولي السلطة التنفيذية»، لافتاً إلى أن روحاني يحظى بتأييد ناطق نوري. كما تحدثت مصادر عن نيله مساندة حسن الخميني، حفيد الإمام الخميني. وحمّل رفسنجاني «شخصية أمنية بارزة»، في إشارة إلى وزير الاستخبارات حيدر مصلحي، مسؤولية إقصائه عن الانتخابات، إذ «أصرّ على المشاركة في اجتماع مجلس صيانة الدستور، خلافاً للأعراف القانونية، وأبلغ أعضاءه أن مشاركة هاشمي في الانتخابات تؤهله لفوز ساحق، ما يتعارض مع خطهم السياسي، فتذرعوا بعامل السنّ في استبعادي». لكن الناطق باسم المجلس عباس علي كدخدائي اعتبر أن الاستعانة بجهات أمنية وقضائية في درس أهلية المرشحين، لا تتعارض مع النظام الداخلي للمجلس. وذكّر بأن الدستور ينصّ على وجوب أن يكون المرشحون للرئاسة في «وضع صحي جيد». والخلاف واضح داخل التيار الأصولي، إذ أن «جمعية التدريسيين» في الحوزة الدينية في مدينة قم، انقسمت على نفسها، بعدما ساند قسم منها المرشح علي أكبر ولايتي، فيما أيّد آخرون المرشح سعيد جليلي، ولم يتّضح موقف «جمعية العلماء المناضلين». ويحظى جليلي بمساندة قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي، فيما انقسم قادة «الحرس» بين المرشحين الأصوليين الأربعة، ولايتي وجليلي ومحمد باقر قاليباف ومحسن رضائي. ونفى ولايتي إشاعات عن إصابته بأزمة قلبية، وقراره الانسحاب من السباق الانتخابي، كما أعلن رضائي مواصلته خوض المعركة. وإزاء هذا الواقع، رأى حسين شريعتمداري، مدير تحرير صحيفة «كيهان» المتشددة أن تعدّد المرشحين الأصوليين يشكّل وصفة للهزيمة. وكتب: «نتوقع من المرشحين الأصوليين أن يجلسوا معاً، بلا إضاعة وقت، ويختاروا أحدهم». وأضاف: «يؤكد الإصلاحيون أنهم يسعون إلى الفوز، ولكن لا أمل لديهم، نظراً إلى ماضيهم غير المشرّف بالنسبة إلى بعضهم». أما زعيم حزب «مؤتلفة» الإسلامي حبيب الله أصغر أولادي فاعتبر أن «على الأصوليين، إذا أرادوا الفوز، أن يتّحدوا وراء مرشح واحد». إلى ذلك، اتهم مصدر أمني إيراني منظمة «صحافيون بلا حدود» بتجنيد صحافيين دخلوا إيران لتغطية الانتخابات، لتنفيذ «عمليات تجسس وأمن خاصة، لحساب أجهزة أمنية غربية». وذكر أن أجهزة الأمن الإيرانية «تراقب هذه الحركات ولن تسمح بتكرار تجارب سابقة».