علمت «الحياة» أن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني والرئيس السابق محمد خاتمي تلقيا اقتراحاً من إصلاحيين لمساندة مرشحهم حسن روحاني في انتخابات الرئاسة المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل، بوصفه «مرشح اعتدال تحتاج» اليه البلاد. في حين نفى مرشد الجمهورية علي خامنئي دعمه «مرشحاً محدداً». وقال: «للمرشد صوت واحد فقط، مثل المواطنين، ولم ولن يسمع أحد مني رأياً في هذا الصدد». وشكر «الذين لم يصادق (مجلس صيانة الدستور) على أهليتهم» لخوض الانتخابات. وكان المجلس أقصى رفسنجاني، واسفنديار رحيم مشائي، أبرز مستشاري الرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي قال إنه «ما زال يأمل برحمة الله» والسماح لمشائي بخوض السباق الانتخابي. ولم يتفق التيار الأصولي على اختيار مرشح واحد لخوض المعركة من خمسة، هم: رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، وعلي اكبر ولايتي مستشار المرشد للشؤون الدولية، والرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) غلام علي حداد عادل، وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، وسكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي. لكن جليلي التقى في مدينة قم، المرجع المتشدد محمد تقي مصباح يزدي، بعدما نال تأييد «جبهة الاستقامة» التي يتزعمها الأخير، فيما حصل ولايتي على دعم «جبهة السائرين على خط الإمام والمرشد» التي تضم الأحزاب والجماعات الأساسية في التيار الأصولي. ويدرس التيار الإصلاحي آلية خوضه الانتخابات، بعد إقصاء رفسنجاني، إذ تدعو أوساط في التيار إلى الامتناع من التدخل، على قاعدة «نشترك ولا نشارك». لكن أوساطاً أخرى تعتقد بوجوب ترتيب البيت الإصلاحي، لتأمين عودته وعدم بقائه خارج اللعبة السياسية، وتعتبر أن ذلك «يضعف الإصلاحيين ولا يخدم مستقبل حركتهم في إيران». وأبلغت مصادر إصلاحية «الحياة» أن الخطة الانتخابية التي تلقاها رفسنجاني وخاتمي تسعى إلى تعزيز فرص فوز الإصلاحيين في الانتخابات، وتتضمن عقد اجتماع موسّع يشارك فيه الرئيسان السابقان، والمرشحون حسن روحاني رئيس مركز الدراسات التابع لمجلس تشخيص مصلحة النظام، ومحمد رضا عارف النائب السابق لخاتمي، والوزير السابق محمد غرضي، للاتفاق على مساندة مرشح واحد «لا يمثّل الإصلاحيين فقط، بل حالة اعتدال تحتاج اليها إيران الآن». وتفيد الخطة بأن روحاني هو الخيار الأفضل والأنسب لتمثيل هذه الحالة، على أن يكون عارف نائباً له، شرط إعلان رفسنجاني وخاتمي موقفاً واضحاً لدعم هذا الثنائي، مع تكثيف الإمكانات لمساندة روحاني وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعزّز الوفاق داخلياً وتستوعب الأخطار والاستحقاقات التي تواجهها إيران. وأشارت المصادر إلى أن هذه الخطة باتت على طاولة خاتمي ورفسنجاني، في انتظار أن يعلنا موقفيهما، على أن يُعقد الاجتماع المنتظر منتصف الأسبوع المقبل. وإذا حظيت الخطة بموافقة، ستُنفَّذ مطلع الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية.