شهدت معركة انتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة الجمعة المقبل، تطوّرَين مؤثّرين أمس، إذ أُعلِن انسحاب المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف لمصلحة المعتدل حسن روحاني، فيما أعلن المرشح الأصولي غلام علي حداد عادل انسحابه، تجنباً ل «هزيمة» المحافظين. وأُعلِن انسحاب عارف، خلال مهرجان انتخابي لروحاني في مدينة أرومية، شكر خلاله المشاركون المرشح الإصلاحي المنسحب. وتعرّض المرشحان لضغوط من أحزاب إصلاحية، لتشكيل ائتلاف يوحّد أصوات أنصارهما، لمنازلة المرشحين الأصوليين. وحض عارف الذي أفادت وكالة «مهر» بأنه التقى أخيراً رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، الإصلاحيين على الإدلاء بأصواتهم، قائلاً: «الإصلاحيون لم يتراجعوا إطلاقاً عن مواقفهم، وهم موجودون في ساحة الانتخابات لتحقيق أهدافهم». إلى ذلك، نفى مجلس صيانة الدستور معلومات نشرتها وكالتا «فارس» و»مهر»، أفادت بدرسه إقصاء روحاني من الانتخابات، ل «كشفه معلومات سرية عن البرنامج النووي الإيراني» وبعد ترديد شعارات خلال الحملة الانتخابية، تطالب بإطلاق المرشحَين الخاسرين في انتخابات 2009 مير حسين موسوي ومهدي كروبي، الخاضعَين لإقامة جبرية منذ العام 2011. وفي إعلان انسحابه، لم يشرْ حداد عادل إلى تأييده مرشحاً، مبرّراً خطوته برغبته في «تجنّب هزيمة» الأصوليين، ودعا الإيرانيين إلى انتخاب أصولي تنطبق عليه «المواصفات التي أكدها المرشد» علي خامنئي. وحداد عادل مقرّب من الأخير، إذ أن ابنته متزوجة من مجتبى، نجل المرشد. مصادر قريبة من حداد عادل قالت ل «الحياة» إنه أبلغ المرشحَين الأصوليَّين رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، وعلي أكبر ولايتي، مستشار المرشد للشؤون الدولية، واللذين يشكلان معه «ائتلافاً انتخابياً ثلاثياً»، رغبته في دعوة سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي للانضمام إلى الائتلاف، وتحقيق ما التزم به أعضاؤه الثلاثة بانسحاب اثنين منهم لمصلحة أحدهم، لكن قاليباف وولايتي لم يستجيبا الرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان). وأشارت المصادر إلى أن حداد عادل لم يكن يرغب في الابتعاد عن ولايتي وقاليباف، خصوصاً بعدما نال وزير الخارجية السابق مساندة معظم أعضاء «جمعية التدريسيين» في مدينة قم و»جماعة العلماء المناضلين» في طهران، إضافة إلى دعم 160 نائباً. كما لم يرغب في تأييد مرشح من خارج الائتلاف، أي جليلي، فآثر الانسحاب من دون إعلان تأييده أي مرشح. وبذلك يستجيب حداد عادل نداءات متكررة من أوساط أصولية، للتركيز على مرشح واحد، ما يحول دون تشتت أصوات معسكر الأصوليين ويمكّنهم من مواجهة مرشح «محور» يقوده الرئيسان السابقان هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي. ولم تتّضح الصورة لدى جليلي، إذ كثرت حوله تكهنات، فبعضهم يرى انه مرشح متشددين، خصوصاً انه يحظى بدعم قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي، فيما يرجّح بعضهم انسحاب جليلي لمصلحة قاليباف، استجابة لنداءات أوساط أصولية. ويحظى رئيس بلدية طهران بدعم قادة في «الحرس الثوري»، بينهم قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني. ويتحدث قسم ثالث عن تفاهم بين جليلي وقاليباف على استمرارهما في المعركة، في انتظار نتائج الدورة الأولى، إذ أن كل المؤشرات يدل إلى أن الانتخابات ستتجه إلى دورة ثانية. في غضون ذلك، أشار بهمن شريف زادة، المقرّب من الرئيس محمود أحمدي نجاد، إلى أن مستشار الأخير اسفنديار رحيم مشائي وجّه رسالة إلى خامنئي، تحضّه على إعادة النظر في إقصائه عن الانتخابات.