تجنّب المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف تأييد المرشح المعتدل حسن روحاني، خلال إعلانه انسحابه من انتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة بعد غد، فيما كرر المرشح سعيد جليلي رفضه الانسحاب من السباق. وأشار عارف إلى تلقيه رسالة من الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، ورد فيها انه «لن يكون من الحكمة أن أبقى في سباق الانتخابات». ووصف خاتمي بأنه «زعيم الحركة الإصلاحية»، وزاد: «نظراً إلى الرأي الصريح لخاتمي وتجربة انتخابات الرئاسة في المرتين السابقتين، أعلن رسمياً انسحابي من المنافسة الانتخابية». واعتبر عارف خطوته ل «مصلحة الشعب العظيم وإيران الشامخة، مؤشراً حقيقياً إلى الدعوة للإصلاحات»، داعياً إلى «المشاركة الحماسية في الانتخابات». لكنه لم يعلن تأييده روحاني. وكان المجلس الاستشاري للإصلاحيين والمعتدلين الذي شكّله خاتمي، اعلن أن «روحاني بات المرشح الوحيد للمعسكر الإصلاحي الذي يمكنه حصد غالبية الأصوات». وسكر المجلس عارف، لافتاً إلى «موقفه الشجاع خلال الحملة الانتخابية»، كما اعتبر أنه «عكس مواقف التيار الإصلاحي وحال في هذا الظرف الحساس دون تشتّت القوى، مرجحاً الأخلاق والمصلحة الجماعية على كل شيء». ونال روحاني أيضاً، مساندة زهرة مرتضوي، ابنة الإمام الخميني مؤسس الجمهورية، إذ اعتبرته «المرشح المفضل». ورحبت الصحافة المعتدلة والإصلاحية بخطوة عارف، إذ عنونت صحيفة «أرمان»: «الاتحاد العظيم»، فيما أشادت صحيفة «اعتماد» ب «تصويت الإصلاحيين لروحاني». في المقابل، رأى مدير صحيفة «كيهان» المتشددة حسين شريعتمداري أن «تشتت» أصوات المعسكر الأصولي «ليس منطقياً»، مضيفاً انه في حال «تشتت الأصوات لدى الأصوليين، سيُنتخب مرشح أصولي بفارق ضئيل عن مرشح الإصلاحيين الذين يمكن أن يستخدموا هذه الحجة للدعاية». وسينافس روحاني جليلي وعلي اكبر ولايتي ومحمد باقر قاليباف ومحسن رضائي ومحمد غرضي، بعد انسحاب الرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) غلام علي حداد عادل. ونفى جليلي إشاعات عن انسحابه من الانتخابات، قائلاً: «سأبقى في السباق حتى اللحظة الأخيرة، ولن أنسحب». وشدد على ضرورة الحذر من تيار «التشكيك» في الانتخابات، مشدداً على «ضرورة إجراء إصلاحات جذرية في النظام الإداري والتنفيذي، لتحسين الظروف الاقتصادية» في ايران. أما ولايتي فأعلن أنه «سيتعاون مع أي مرشح آخر» من التيار الأصولي، ينال غالبية الأصوات، سواء فاز في الدورة الأولى أو الثانية من الاقتراع. ونفى وزير الاستخبارات حيدر مصلحي أنباء عن تأييده جليلي، فيما أفاد الموقع الإلكتروني لشبكة «برس تي في» بأن قاليباف حلّ أول في استطلاع للرأي، بنيله 23.4 في المئة من نيات التصويت، متقدماً رضائي (14.2) وروحاني (13.2) وجليلي (9.1) وولايتي (8.7). إلى ذلك، نفى الرئيس محمود احمدي نجاد تكهنات بمساندته جليلي، قائلاً: «لا الحكومة ولا أنا ندعم أي مرشح. ليس لدي سوى صوت واحد، مثل سائر المواطنين، وهو سري». مفاعل «بوشهر» على صعيد آخر، نفى الناطق باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي حدوث أي مشكلة في مفاعل «بوشهر» النووي، بعد حديث السفير الإيراني في موسكو محمد رضا سجادي عن «عطل فني متصل بعمل المولدات». وقال عراقجي: «ربما نُقل كلام السفير في شكل خاطئ، أو أُسيء فهمه، ومفاعل بوشهر يتابع نشاطاته في شكل عادي وطبيعي». وأضاف: «قبل بلوغ طاقته القصوى، علينا إجراء اختبارات، ويجب وقف عمل المفاعل ثم إعادة إطلاقه، وفي كل مرة يجب إخضاع القطع والتجهيزات لاختبارات». إلى ذلك، أعلنت ايران إعادة فرقاطة «الأميرال الشهيد بايندر» للخدمة، بعد إخضاعها لصيانة وتحديث. وأُدخلت الفرقاطة الخدمة في ايران، عام 1964. واعتبر وزير الاستخبارات الإسرائيلي يوفال شتاينيتز أن طهران تسعى إلى بناء «ترسانة» نووية تتيح لها إنتاج 30 قنبلة سنوياً.