أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى رداً على سؤال ل «الحياة» أمس، أن موسكو وافقت على أن تكون قوات الجيش والأمن تحت سلطة حكومة انتقالية «كاملة الصلاحيات»، وقال «لسنا أغبياء، نعرف أن الحل السياسي غير ممكن من دون تغيير موازين القوى على الأرض». وكان المسؤول الأميركي يتحدث في لقاء مع عدد من الصحافيين العرب، لمناسبة انعقاد اجتماع مسؤولي مجموعة «أصدقاء سورية» في حضور ممثلي الدول ال11 الأساسية في المجموعة في لندن أمس، للبحث في «رد الفعل على الانخراط المرئي والواضح» ل «حزب الله» وإيران في المعارك في سورية وكيفية التصرف بعد سقوط مدينة القصير ونتائج محادثات جنيف بين مسؤولين أميركيين وروس والأمم المتحدة». وقال إن محادثات جنيف أول من أمس حققت «بعض التقدم، لكن لم نصل إلى قائمة نهائية للأطراف التي ستدعى إلى المؤتمر»، لافتاً إلى أن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض لم يوافق بعد على المشاركة». وأوضح رداً على سؤال «ليس هناك أي موعد نهائي، لكن هناك احتمالاً في أن يعقد في تموز (يوليو) المقبل، والموعد النهائي يعتمد على تفاهم روسيا وأميركا والأمم المتحدة» على جميع النقاط. وعن النقاط التي أنجزها الجانبان الأميركي والروسي في الاجتماع الأخير في جنيف، قال «هناك اتفاق واضح حول عدد من المسائل، أولاها تشكيل حكومة جديدة في سورية باتفاق متبادل بين الطرفين (السلطة والمعارضة)، وأن تتمتع هذه الحكومة الانتقالية بكامل الصلاحيات بما في ذلك قوات الأمن والجيش». وأوضح «ناقشنا هذا الأمر مع الروس، وهم وافقوا على نقل كامل الصلاحيات إلى الحكومة الانتقالية»، مشيراً إلى أن «بيان جنيف» نص على تشكيل «حكومة انتقالية متفق عليها وأنها تتمتع بكامل الصلاحيات». وكانت الحكومة السورية رفضت تمتع الحكومة الانتقالية بصلاحية الإشراف على الجيش والأمن، مع موافقتها على أن تتمتع بصلاحيات تنفيذية تتعلق بالحوار الوطني والمرحلة الانتقالية وسلطات تشريعية من دون أن يشمل هذا مجلس القضاء الأعلى. وأضاف المسؤول الأميركي أن مفاوضات «جنيف - 2 « لدى انعقادها لن تتناول «ماهية المرحلة الانتقالية وهدفها ولا صلاحيات الحكومة الانتقالية» بل إنها ستتناول «كيفية تحقيق ذلك ومن سيكون ضمن هذه الحكومة». واتفق الجانبان في جنيف أول أمس على أن تكون الدعوة الموجهة لحضور المؤتمر تتضمن أن يكون هدف «جنيف - 2» هو «تنفيذ كامل لبيان جنيف الأول. بالتالي، فإن المجيء إلى جنيف يعني قبولاً صريحاً لذلك»، موضحاً «ما تقوم به إيران يتناقض مع بيان جنيف» الذي يتضمن عدم القيام أي من الدول ب «أعمال تزيد عسكرة النزاع». وقال المسؤول: «الأميركيون ليسوا أغبياء، نعرف أنه لا بد من تغيير ميزان القوى على الأرض، قلنا ذلك في مؤتمري «أصدقاء سورية» في عمان واسطنبول. وسنعمل مع شركائنا على تغيير ميزان القوى على الأرض». وسئل ما إذا كانت بلاده طلبت من حلفائها زيادة تسليح المعارضة بعد سقوط القصير، فأوضح «حلفاؤنا أحرار في شأن ما يتخذونه إزاء هذا الموضوع. وهناك تنسيق بيننا، ونعرف أن التوازن يجب أن يتغير. ولم نحض أي دولة تحاول مساعدة السوريين للدفاع عن أنفسهم، كي تتوقف عن فعل ذلك». وأشار إلى بروز مشاكل عملياتية لدى «الجيش الحر» بينها أن مقاتلي بعض الكتائب يخزنون السلاح «استعداداً لمعركة ما بعد» الرئيس السوري بشار الأسد «لكن، يجب أن يستعملوا السلاح الآن، إذ إن تخزين السلاح سيئ الآن لأنه لا يساعد على التخلص من النظام، وسيئ لمستقبل سورية». وأشار أيضاً إلى أن الجماعات المسلحة «لا تنسق في ما بينها، إذ إن في بعض الحالات، لم تشارك كتائب مسلحة في عمليات إلى جانب كتائب أخرى». وأكد أن دور رئيس أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس «مهم في تحسين الواقع الميداني على الأرض. ومستحيل تغيير التوازن على الأرض من دون تنسيق بين الجماعات المسلحة». وخاطب السوريين: «لا تلوموا الأجانب على نقص التنسيق بين الكتائب المسلحة. لا تلوموا الأجانب على مشكلة سورية». وزاد «السوريون يجب أن يقودوا ثم يساعدهم أصدقاؤهم»، لافتاً إلى أن دول «أصدقاء سورية» دعمت في مؤتمريها الأخيرين قيادة «الجيش الحر» لأن «دوره حيوي في تغيير ميزان القوى على الأرض. لا يمكن الوصول إلى حل سياسي من دون تغيير حسابات النظام، وهذا غير ممكن من دون تغيير التوازن على الأرض».