المهندسة المعمارية حنان باصليب، عقلية الابتكار والأسلوب الفريد الذي يتسم بالأناقة والجذب البصري في محاكاة المتلقي المتذوق لفن صناعة التصاميم الخارجية والداخلية للمباني المعمارية، وعلى رغم شخصيتها الهادئة والعفوية إلا أنها تتضمن في وجدانها ثورة من الإبداع الفكري، لمحاكاة وجذب بصيرة أصحاب الأذواق الرفيعة، لديها رؤية وخيال وفكر عصري ومقومات مميزة، وحضور لتقديم ما يحاكي أذواق الأسرة السعودية، وترى أن المرأة السعودية تنظر إلى إيصال بصماتها في مجال الهندسة المعمارية خارج حدود المحلية، كونها سيدة أعمال ناجحة ومتطورة من حيث المهنية، إضافة إلى الحس التعبيري والتميز في الأداء في قراءات أفكار عملائها ومتذوقي التصاميم العصرية لمنازلها. قالت في حوارها مع «الحياة»: «إن ثقافة العميل لها دور كبير في عملية التصميم وخلق الجديد في هذا المضمار، فكلما كانت ثقافة المهندس ذات آفاق واسعة سيقدم عملاً جميلاً من خلال التصميم المريحة ذي الطابع السلس، إضافة إلى اهتمامه بسماع آراء العميل وأحلامه بخصوص عقاره ليتم تحقيقها على أرض الواقع بالشكل المرضي له». وترى أن ثقافة المجتمع السعودي في فن التصميم والهندسة المعمارية، تكمن في طبقتين من المجتمع تعتمد كلتاهما على الثقافة والمفاهيم من الناحية الذوقية، مشيرة إلى أن هناك تفاوتاً كبيراً ما بين الطبقتين، مرجعة ذلك إلى تضارب المفاهيم والدلالات والاصطلاحات التصميمية لمفهوم العامة. وزادت: «إن بناء الثقافة البصرية في فهم لغة الإبداع لمدى اطلاع وتشبع الحس البصري للإبداع المعماري، يلعب دوراً في تطور ذائقة العملاء». مؤكدة أن القراءة والبحث في بناء المشاريع وكل ما يتعلق بالتصاميم، يساعد على تراكم المخزون البصري الذي بدوره يعطي مخرجات مختلفة في عملية فن التصميم المعماري. وعن المسافة التي بين المجتمعات الأوروبية والشرقية من حيث الإرث الفني والذوق العامي قالت: «يرجع ذلك إلى أسباب وأسرار عدة ربما ذلك لأن الطبيعة التي يعيش فيها الإنسان تلعب دوراً كبيراً في التأثير على تطور الرؤية والذائقة في شكل كبير كونها السبب الرئيس، والأكثر عمقاً في وجدانه وحسه البصري فينتج من ذلك ميول الذوق والحس الفني». وتستشهد بتراثنا الإسلامي العربي المعماري في الجزيرة العربية، مشيرة إلى أنه يتخذ طابعاً واحداً في المجمل من حيث أسلوب البناء والمواد المستخدمة وفن النقوش والزخرفة المرسومة عليها تجمعهم أشكال موحدة، موضحة أن هناك نماذج مميزة عد ويوجد الفرق من حيث اللمسة الفنية ما بين منطقة وأخرى، إلا أنها في النسق العام متشابهة. ولفتت إلى أن المرأة السعودية استطاعت الخروج من القيود الاجتماعية الكثيرة في الأعوام الأخيرة وعملت في مجالات غير تقليدية، مستثنية مجالي الهندسة المعمارية والمقاولات العامة، والتي ترى أنهما يحتاجان إلى مزيد من الوقت لتسجيل السعوديات حضورهن فيهما. وأوضحت أن انتشار العديد من المصممات والمصممين في السوق السعودية، الذين لم ينطلقوا من قاعدة أسس علمية في مجال التصميم أثر سلباً على السوق، في ما ينتجونه من أعمال على أرض الواقع فنرى بعض المباني التي تشوبها أخطاء تسببت في تشويه الذوق العام، وذلك لغياب المبادئ، ويصبح المبدأ الأساسي والأهم هو إرضاء العميل إن كان على صواب أم على خطأ.