المأساة في غزة تتفاقم... الخيام تغرق والنازحين معرضين للخطر    القادسية يختتم معسكره في الإمارات بالفوز على الظفرة    مدرب الجزائر: محبطون للخروج من كأس العرب.. خسرنا بركلات الحظ    أمسية شعرية وطنية في معرض جدة للكتاب 2025    الاتحاد الأوروبي يوافق على تجميد أصول روسيا إلى أجل غير مسمى    الأردني يزن النعيمات يصاب بقطع في الرباط الصليبي    القادسية يختتم معسكره الخارجي في دبي بالفوز على الظفرة ويغادر إلى المملكة    تراجع طفيف في أسعار النفط    الفتح يخسر ودياً أمام الاتفاق بثلاثية    إحباط تهريب (114,000) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي في جازان    أول فعالية بولو على كورنيش الدوحة تدشن انطلاقتها بمنافسات عالمية وظهور تاريخي لأول لاعبي بولو قطريين    الاتحاد السعودي للتسلق والهايكنج ينفّذ فعالية هايكنج اليوم الدولي للجبال بالباحة    أمير حائل ونائبه يعزيان أسرة آل عاطف في وفاة "أبو مرداع"    الأردن يكسب العراق ويواجه الأخضر السعودي في نصف نهائي كأس العرب    ورشة عمل في كتاب جدة حول فلسفة التربية    تأجيل مباريات الجولة العاشرة من دوري روشن    نائب وزير «البيئة» يؤكد أهمية التعاون الدولي في تبنّي نهجٍ تكاملي    تصوير الحوادث ظاهرة سلبية ومخالفة تستوجب الغرامة 1000 ريال    رئيس دولة إريتريا يصل إلى جدة    تعليم جازان يشارك في فعاليات اليوم العالمي لحقوق الإنسان 2025 بركن توعوي في الراشد    آل ناشع يرعى فعاليات اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة    الطائف تحتضن حدثًا يسرع الابتكار ويعزز بيئة ريادية تقنيه واعدة في CIT3    السلامة الرقمية في غرف الأخبار بفرع هيئة الصحفيين بالمدينة    جلسة حوارية حول اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة نظمتها جمعية سنابل الخير والعطاء بعسير    تحت شعار "جدة تقرأ" هيئة الأدب والنشر والترجمة تُطلِق معرض جدة للكتاب 2025    "الداخلية" تستحضر قيمة المكان والذاكرة الوطنية عبر "قصر سلوى"    الجوازات تستعرض إصدارات وثائق السفر التاريخية في واحة الأمن بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل ال (10)    الصعيدي يفتح دفاتر الإذاعة في أمسية بقصيرية الكتاب    إمام الحرم: بعض أدوات التواصل الاجتماعي تُغرق في السطحيات وتُفسد الذوق    إمام وخطيب المسجد النبوي: رحمة الله تسع العاصي والجاهل والمنكر    تألق كبير لثنائية كنو والدوسري في كأس العرب    امطار وضباب على اجزاء من منطقة الرياض والشرقية والشمالية    أمير منطقة جازان يشرّف الأمسية الشعرية للشاعر حسن أبوعَلة    محافظ جدة يطّلع على مبادرات جمعية "ابتسم"    المملكة ترتقي بجهود التنمية المستدامة عبر 45 اتفاقية ومذكرة تفاهم    ترامب: سنشارك في اجتماع أوكرانيا بشرط وجود فرصة جيدة لإحراز تقدم    الجريمة والعنف والهجرة تتصدر مخاوف العالم في 2025    أسبوع الفرص والمخاطر للسوق السعودي    المرونة والثقة تحرك القطاع الخاص خلال 10 سنوات    مدينون للمرأة بحياتنا كلها    نائب أمير الرياض يعزي أبناء علي بن عبدالرحمن البرغش في وفاة والدهم    نائب أمير جازان يستقبل الدكتور الملا    روضة إكرام تختتم دورتها النسائية المتخصصة بالأحكام الشرعية لإجراءات الجنائز    طرق ذكية لاستخدام ChatGPT    أمير المدينة المنورة يستقبل تنفيذي حقوق الإنسان في منظمة التعاون الإسلامي    مستشفى الملك فهد الجامعي يعزّز التأهيل السمعي للبالغين    «طبية الداخلية» تقيم ورشتي عمل حول الرعاية الصحية    وسط ضغوط الحرب الأوكرانية.. موسكو تنفي تجنيد إيرانيين وتهاجم أوروبا    زواج يوسف    القيادة تعزّي ملك المغرب في ضحايا انهيار مبنيين متجاورين في مدينة فاس    غرفة إسكندراني تعج بالمحبين    أسفرت عن استشهاد 386 فلسطينيًا.. 738 خرقاً لوقف النار من قوات الاحتلال    ترفض الإجراءات الأحادية للمجلس الانتقالي الجنوبي.. السعودية تكثف مساعيها لتهدئة حضرموت    دراسة تكشف دور «الحب» في الحماية من السمنة    استئصال البروستاتا بتقنية الهوليب لمريض سبعيني في الخبر دون شق جراحي    ضمن المشاريع الإستراتيجية لتعزيز الجاهزية القتالية للقوات الملكية.. ولي العهد يرعى حفل افتتاح مرافق قاعدة الملك سلمان الجوية    طيور مائية    ولي العهد يفتتح مرافق قاعدة الملك سلمان الجوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلاقة بين المعماري والزبون ..دراسة لبيئة العمل في المنطقة الشرقية
نشر في اليوم يوم 25 - 02 - 2003

عندما نتكلم عن الاسباب التي تعيق المعماري من الوصول الى احتياجات العميل المعمارية فهناك أسباب تتعلق بالمعماري وأسباب أخرى مرتبطة بالعميل أو الزبون .. اما التي تتعلق بالمعماري فإنك تلاحظ وجود العديد من الجنسيات المقيمة داخل المملكة والتي تعمل في هذا المجال والتي تحتاج إلى فترة حتى تتأقلم وتتعرف على خصوصية هذا المجتمع كما يجب على المعماري أن يطور نفسه ويكيفها مع هذا الوضع حتى يستطيع التفاهم مع العملاء, هذه الأسباب التي قد تتعلق بالمعماري .
و قد يكون تدني أجر المعماري في السوق فتجد بعض المكاتب تصمم بعض المشاريع السكنية ب 3 الاف ريال .. فلا يكون لدى المعماري أي استعداد لإضاعة الوقت في جلسة أو جلستين حتى يفهم العميل.. والسبب الرئيسي يعود إلى تدني أجر المعماري وقد يكون رغبة المعماري نفسه ولكن ليس دائماً ,و قد يفرضه عليه السوق أيضاً ..
أما الأسباب التي تتعلق بالعملاء فهناك أمور كثيرة منها: مستوى ثقافة العميل وكذلك اختلاف متطلباته واحتياجاته وأهم الأسباب هي سوء إدراك العميل نفسه وعدم معرفته ما يريد وذلك يعود إلى عدم خبرة العملاء في المجال المعماري والإنشائي بصفة عامة هذه مشكلة تواجه المعماريين في فهم متطلبات العميل وعدم قدرة العميل على شرح وجهة نظره بالنسبة للمشروع المقدم للمكتب سواء كان منزلت أو غيره .. فهناك عملاء محافظون ولا يستطيعون الإفصاح أو التعبير عن متطلباتهم وهناك عملاء آخرون منفتحون وتكون مطالبهم تعكس شخصيتهم وبالتالي تكون المساقط مفتوحة بالنسبة لمشاريعهم ولكن بعد ذلك قد لا يشعرون بالارتياح لهذه التصاميم أو المشاريع وقد ينشأ خلاف كبير ... أو تكون لديه فكرة واضحة ولكن تجده مترددا فيها وبالتالي يشكل مشكلة للمعماري أو يكون لديه أكثر من رأي بالنسبة للمشروع وبالتالي لا يتمكن المعماري من الوصول لرؤية واحدة للمشروع ولن يتمكن من تحديد متطلبات العميل بدقة .. والعامل الذي قد يسهل مهمة المعماري هو تلك المناقشة التي يشرح فيها العميل ما هي متطلباته مع إدراك تام لها وإعطاء معلومات كافية عنها فذلك التفاهم والشرح بين المعماري والعميل يؤدي إلى الوصول إلى عمل جيد .. وبشكل عام العملية هي مسألة تفاهم بينهما.
نستنتج من هذا أن السبب الرئيسي هو عدم معرفة الزبون لاحتياجاته وعدم تقديره لأجر العمل المعماري.
اذن هناك الكثير من السلبيات التي تعيق العلاقة بين العميل والمصمم .. لو كان العميل متأثرا بفكرة معينة قبل قدومه للمكتب يكون أكثر إصرارا على فكرته مهما حاول المعماري إقناعه بعدم جدواها .. أو أنها تحمل أخطاء معمارية .. هناك شئ آخر هو ظن بعض العملاء أن هذا المعماري هو شخص متفرغ تماماً لهم وليس لديه أي ارتباطات أخرى .. وقد يرى البعض تأخر المعماري عليه تقصيرا في حقه .. أو تجاهلا من المعماري له .. ولا يعني أن المعماري لا يقدم سلعة وإنما فكر وعلم على سبيل المثال .. كما ان هناك سلبية اخرى .. هي مستوى العميل الذي يجب على المعماري النزول إليه مهما كان ذلك المستوى .. كما يجب أن يشعر العميل بأنه هو المسيطر على الوضع معك بذلك تكون قد كسبته وبهذه الطريقة تستطيع الوصول إلى ما يريده كذلك تبسيط الأسلوب مع العميل يشعر بأنك تفهم ما يرجوه منك وترى العميل في هذه العملية هو دائماً على صواب وأنت على خطأ .. فيجب عليك ألا تكون على خط واحد وإنما تنزل بمستواك إلى من هم دونك .. وترقى إلى من هم أعلى منك .. هذا ما يجعل المعماري يختلف عن غيره فهو يفهم أكثر متطلبات العملاء فهم ليسوا معماريين ولا يفهمون التفاصيل الدقيقة فأسلوبك معهم وأسلوب عملك ينهي الفجوة الموجودة والفراغ الذي قد يشعر به العميل ..
كما ان الثقة بينهما يجب تواجدها بين المصمم والعميل لسبب مهم حتى يقدم المعماري عملا كاملا متكاملا يجب أن يتدخل في خصوصيات العميل وقد يكون من الصعب على العميل ذكر عدد أبنائه من ذكور وإناث وطريقة نومه وغيره فإذا لم توجد ثقة وراحة فلن يعترف بهذه الخصوصيات وسوف يكون في حالة خجل فثقته مهمة لإعطاء المعلومات من قبل العميل وتقديم النتيجة الجيدة من قبل المعماري .. نستنتج من ذلك أن أهم سلبيات العلاقة بين العميل والمصمم هو عدم تقدير العميل للعمل المعماري وعدم ثقته بالمصمم وذلك يرجع الى نقص التوعية من قبل الجهات المسئولة.
فيجب وجود عامل أساسي لإرضاء الزبون بالمشروع فهناك عدة عوامل أهم عامل هو أن تحقق متطلبات العملاء وتتفاهم مع نفسياتهم وطريقة حياتهم واحتياجاتهم وطريقة تعاملك مع الناس واستقبالك لهم ....وذلك عن طريق العامل النفسي الذي قد يكون غريبا قليلاً خاصة بين المعماري والعميل وهو يكمن في ثقة العميل بالمعماري نفسه وقدراته فعندما يثق العميل بالمعماري ويتأكد أنه يتكلم ويتصرف على أساس علمي فإنه لن يستنكر أي شئ غريب أو جديد يقدمه المعماري له وبنقاش لن يكون هناك رفض لهذه الأفكار من الوهلة الأولى .. وذلك من خلال زرع الطمأنينة والثقة في نفس العميل وتوفير طلبات العميل بصورة كاملة .. وحتى يصل بالعميل للرضا التام يجب على المعماري أن يشرح فكرته بسهولة للعميل ويطور هذه الأفكار بناءً على رغبة العميل حتى يصل معه إلى المرحلة النهائية .. ولا يمكن الوصول لرضا الزبون .. قد يرضى بعض العملاء في البداية ولكن لا يستمر الحال طويلاً .. وبسبب عدم إدراكه يكون لديه بعض التخوف من طبيعة العمل في المكاتب الهندسية وليس لديه أي خلفية عن الأسعار أو التكلفة .. فليس كل التصاميم بنفس التكلفة .. كالتصاميم الحديثة أو الشرقية المحلية مثلاً وكل منهما له تكلفة خاصة به .. فيجب على المعماري أن يوضح للعميل كل تفاصيل هذه العمليات ..والسبب في ذلك عدم ثقافة العملاء معمارياً .. في داخل السعودية عموماً .. إلى جانب مسألة الناحية المادية التي لها تأثير كبير .. فأنت عندما تقدم للعميل أكثر من مقترح فهو يرفضها لأنه يريد مسقطا ويكتفي بدفع حقه المالي وبالتالي أصبح ذلك توجها عاما للعملاء..اذن يمكننا القول ان العامل الأساسي هو فهم احتياجات الزبون و الفوز بثقته وإعطائه المعلومات الكاملة عن المشروع الذي سوف يقوم به
عندما نتكلم عن أسباب اختلاف وجهة النظر بين الزبائن فيما يتعلق بنمط المشاريع المعمارية نجد هناك أسبابا كثيرة مختلفة من أهمها موضوع قد يبدو غريبا في الوهلة الأولى وهو عامل العولمة ... خاصة في المجتمع السعودي .. وذلك لأنه لم يعد ذلك المجتمع المحصور في نطاق ضيق كالمساكن أو المنشآت السكنية فقد أصبح يطلع على المجلات المعمارية ويطلع على الأفكار الجديدة القادمة من الخارج وللأسف أن بعض هذه الأفكار قد تتعارض مع خصوصية هذا المجتمع مثلاً .. كأن يطلب العميل في بداية الأمر ان يكون المنزل مفتوحا ولكن عندما نبدأ في النقاش العميل فوراً يتراجع عن رأيه ...وأيضا بسبب بسبب اختلاف الثفافات فهناك المهندس الفلبيني والمهندس المصري والمهندس السعودي ولكل منهم ثقافته المعمارية الخاصة به .
العامل الثاني هو الثقافات والبيئات التي ينحدر منها العملاء فتجد بعض العملاء لديهم تأثر كبير من بيئتهم المنحدرين منها وتكون لديهم أنماط معمارية ثابتة بالنسبة لمشاريعهم فمثلاً .. قد يكون البعض متأثرا بنمط معماري معين فتجد أن أهالي الرياض متأثرون بنمط العمارة في المنطقة الوسطى .. وكذلك أهالي جدة الذي قد لا يروق لهم النمط المعماري هنا في المنطقة الشرقية فهنا الأنماط محافظة أكثر من الأنماط الموجودة في المنطقة الغربية هذا من ناحية التصميم الداخلي وبالنسبة للتصميم الخارجي يتميز أهالي جدة بوجود المشربيات وكذا الزخارف . وذلك لتعود كل فئة منهم على نمط معين في أشكال البناء وقد لا يتغير هذا النمط لديه مهما رأى أو عرف غيره من الأنماط المعمارية الأخرى .
وهناك رأي آخر هو أن كل عميل أو زبون لا يملك نمطا معماريا وإنما المعماري هو من يصنع هذه الأنماط أو مجموعة من المعماريين يقودون الاتجاه المعماري أو يكون لهم دور فيه أما العميل فليس لديه أي خلفية إنما ما تقدمه له أنت كمعماري يفرض عليه هذه الأنماط .. فتجد في بعض المكاتب تصاميم مغايرة لما هو موجود في السوق وتلقى الاستحسان والرضا .. وقد يأتي عملاء آخرون بسبب نجاح هذه التصاميم على شرط أن تكون هذه تصاميم مدروسة بشكل علمي جيد فيمكننا أن نقول أن أسباب الاختلاف هي تأثر العميل بالبيئة المحيطة به وباختلاف الفكر المعماري لدى المعماريين.
نأتي هنا الى مشكلة جديدة وهي توجه بعض العملاء للمكاتب الاستشارية دون المكاتب الهندسية هناك عدة أسباب منها أن العملاء يتوجهون للمكاتب الاستشارية من أجل التباهي أمام الآخرين حتى يرى الناس أنه قد عمل مع المكتب الاستشاري المشهور لأنه بطبيعة الحال تكون التكلفة عالية في هذه المكاتب بسبب أن الطاقم الموجود فيها يكون من أعلى المستويات العلمية وتكون الرسومات هناك بتكلفة عالية بسبب أسلوب إخراجها بشكل معين بالتالي تكون التكلفة المالية على العميل عالية وبذلك يكون التباهي المادي ..
ومن الاسباب ان العميل الذي لا يملك الوقت خاصة في المنطقة الشرقية فيقوم بتسليم المشروع منذ بدايته وحتى نهايته للمكتب الاستشاري .. من أجل الراحة النفسية لأنهم يعملون مع مكاتب كبيرة .. بصفة عامة المكتب الاستشاري أقوى من المكتب الهندسي وذلك لأن المكاتب الاستشارية لا تصبح كذلك إلا بعد أن تكون خبرتها أكبر وأوسع والعاملون لديها أكبر.فالمكتب الاستشاري يخرج المشروع بمستوى متكامل من ناحية المهندس المعماري والمهندس الإنشائي والهندسة الميكانيكية وهذه الميزة قد لا تكون موجودة عند المكاتب الأخرى وعادة يكون الطلب على المكاتب الاستشارية من قبل هيئات حكومية أو شركات كبرى كأرامكو والكثير.
ومن الاسباب ايضا عدم وجود الوعي لدى العملاء بالفرق بين المكتب الهندسي والاستشاري والكثير يتخيل كون اسم المكتب استشاريا فهو أفضل من المكتب الهندسي.. قد يكون ذلك فيه نوع من الصحة ولكون المكاتب الاستشارية تأخذ مشاريع ضخمة .. كما ان هناك مكاتب استشارية سيئة جداً وأسوأ مما تتوقع .. ولأن العملاء يسمعون أن هذه المكاتب تأخذ مشاريع ضخمة فيتوقعون أنها تقدم خدمة أفضل ..
السؤال هنا هل صحيح أن تدني مستوى المكاتب الهندسية هو السبب وراء فوز المكاتب الاستشارية بالعملاء ؟ ذلك يرجع الى عدة أسباب اهمها أن بعض المكاتب الهندسية تقدم صورا من بعض المخططات الموجودة سابقاً لديها .. وهذا خطأ ... لأنه يجب على المعماري ان يجلس مع العميل ويناقش معه أفكاره ويعرف ما هي متطلباته ..
ولذلك نرى أن هذه المكاتب لم تبن لها أساسا صحيحا وإنما اكتفت بأجور زهيدة مع وجود مهندسين أو معماريين دون المستوى المطلوب وهم يتعاملون مع نوعية معينة من العملاء وهذه المكاتب الهندسية لا تقوم بتطوير إمكانياتها وهذا أسوأ ما قد يكون عليه المعماري لأنه يجب أن يطور نفسه باستمرار وينظر دائماً نحو مستقبل أفضل .. ولكن يجب على المعماري الذي قد يعمل في مثل هذه المكاتب أن يرقى بمستواها المهني ولا يستسلم لها.
ومن الاسباب تدني مستوى تعليم العملاء .. وإذا كان المستوى الآن قد تحسن عن الماضي فأصبح لدى الناس نوع من الوعي وأمور مثل هذه تحتاج إلى وقت طويل حتى يصبح لدى الناس وعي وثقافة معمارية كافية.
هناك رأي بأن المكتب الهندسي يحصر نفسه في عدد معين من المهندسين لذلك هو يقتصر على عدد معين من العملاء ولا يستطيع بهذه الإمكانيات المحدودة تناول المشاريع الضخمة .
وهناك رأي آخر بوجود مكاتب هندسية ذات عمل متميز قد يتفوق على المكاتب الاستشارية لكن عادة مسألة الخبرة التي هي لدى المكاتب الاستشارية تلعب دورا مهما كذلك الطاقم العامل هناك ونجد أن هناك مكاتب هندسية صغيرة لديها طاقم جيد وتؤدي أعمالا متميزة ويتجه إليها عملاء كثيرون .. وهناك مكاتب استشارية ضخمة وليس لديها أعمال بضخامتها ..
الذي يجمع ذلك كله هو عدم وجود جهة مسئولة توجد قوانين وضوابط صارمة للمكاتب الاستشارية والهندسية.
ندخل الآن الى معضلة جديدة وهي توافر عملاء قادمين من الوسط العائلي أو الأصدقاء ؟ هناك أكثر من رأي الارجح منها ان الاعتماد على مسألة الوسط العائلي مهم جدا لأن الناس هنا يستمعون كثيراً لبعضهم بعضا وهذه ميزة في المجتمع السعودي عندما يقوم شخص بعمل مشروع تجد الكثير من الأهل والأصدقاء حوله فهم عندما يرون مدى الجمال والإتقان في المشروع لو كان على سبيل المثال .. مشروعا سكنيا ( منزلا أو فيلا ) فسوف يسألون عن المكتب المنفذ لهذا المشروع وهذا كثيراً ما يحصل وهناك مجال الأصدقاء فالعميل الواحد يأتي بالعميل الثاني وهكذا وذلك لأنه أصبحت للمكتب سمعة جيدة لدى العميل الأول وأصبح يتحدث عن تجربته مع المكتب للآخرين .
وهناك رأي انه من الصعب تحديد هذه النسبة لانها متفاوتة فهناك العملاء الجدد الذين قد عرفوا المكتب عن طريق بعض المباني التي قدمها المكتب وبالنسبة للوسط العائلي قد انخفضت هذه النسبة قليلاً وكذلك الأصدقاء ..انما يأتي العملاء من خلال جودة العمل لذلك تجد العملاء الجدد لهم النسبة الأكبر ..
وهناك نسبة عن طريق تسويق المشاريع أو عن طريق أشخاص يقدمون معلومات عن المكتب كالدعاية والإعلان كما ان التواجد في المعارض كلها يخدم المكتب.
احد محاور هذه الدراسة هل يمكن للمعماري أن يحلل شخصية العميل من المقابلة الأولى .. أو أنه يحتاج الى تكوين علاقة خاصة حتى يستطيع فهم العميل والتصميم له ؟ يستطيع المعماري تحديد الاتجاه الذي سوف يسلكه مع العميل .. ولكنه لا يستطيع تحليله من النظرة الأولى .. ولكن من الممكن معرفة طريقة تفكير العميل .المهم هو أن أقنع العميل بمهنتي المعمارية وأنني أستطيع إنجاز المشروع حسب رغباته وأن أحقق ما يتخيله العميل على الأرض الواقع حسب الإمكانيات الممكنة ..وذلك عن طريق علاقتي معه أثناء إنجاز المشروع .
وأهم ما يحكم هذه العلاقة هو طريقة مخاطبة المعماري للعميل حسب ثقافته ومستواه العلمي فيجب على المعماري في المقابلة الأولى أن يحدد الأسلوب الذي سوف يتخذه مع العميل حتى يزرع الثقة في نفس ذلك العميل .. ويجب ان تعرف ماذا يريد وما هي حدود فكرته فهذا تحليل يحول المصطلحات والأفكار إلى فراغات فالعميل يشرح لك لانه لم يستطع أن يحول هذه الأفكار إلى رسم معماري ..وذلك عن طريق طرح بعض الأسئلة على العميل بأن يحدد رغباته واحتياجاته فبرنامج العمل المتفق عليه بينهما ذو أهمية كبيرة فإذا لم يكون لدى المعماري صورة كاملة عن احتياجات العميل لن يستطيع العمل ..
كما يجب الا نبالغ في العلاقة مع العميل .. وإنما تظل هذه العلاقة في مجال العمل وفي إطار من الاحترام والارتياح بين العميل والمعماري ..
و يعتمد ذلك على قدرات المعماري وقدرته على التحليل النفسي للعميل وعادة ما يعتبر العميل شرح أسلوب حياته ومتطلباته شيئا شخصيا فمن الصعب ذكره في المقابلة الأولى فإذا لم تنشأ علاقة بين المعماري والعميل يشرح فيها متطلباته فسوف يحتاج الأمر لأكثر من جلسة ... هذا يعتمد على المعماري وعلى ثقة العميل به فإذا اطمأن العميل للمعماري في المقابلة الأولى فقد لايحتاج المعماري أن يقابله مرة أخرى لأنة أخذ المعلومات المهمة بالنسبة له لتصميم المشروع والتي في أغلب الأحيان تكون أشياء شخصية للعميل.
ومن هنا ندخل في فلك جديد وهو تأثير الروابط الدينية والمهنية والثقافية على العلاقة بين العميل والمعماري فبالنسبة للروابط الدينية .. فهي مهمة جدا فعندما يدخل العميل المكتب ويرى المهندس مسلما يعلم أنه سوف يعمل في إطار ديني ولن يخدشه وأن العمل قائم على أساس قيم دينية كما ان الرابط الديني له تأثير في بعض المشاريع خاصة ما يتعلق بالمساجد وقد نرى بعض المشاريع وتدرك أن المعماري لم يكن مسلماً فكيف يكون شعور العميل تجاة المكتب ..
وهناك رأى آخر بعدم الضرورة أن يكون المعماري مسلما حتى يصمم لعميل مسلم وإذا كان لدى هذا المعماري خلفية تامة بالثقافة الدينية لهذا العميل وفهم الحياة الإسلامية أو قد قرأ عنها واطلع فسوف يسير الأمر بشكل عادي ...المهم ان يكون العميل مرتاحا مع المعماري فهنا تصل الى مرحلة لا تحتاج الى المسألة الدينية في هذه العملية لانه لا يوجد اختلاف كبير .
الروابط الثقافية .. لها تأثير كبير لأن المعماري يتعامل مع عملاء من ثقافات مختلفة فيجب أن يراعي هذه النقطة .. مثلاً عندما يأتي عميل كثير السفر تكون له متطلبات خاصة به ويجب أن يدرك حقيقة هذا الشخص وطبيعته .. فيجب أن يكون التصميم له بكمية الأشياء التي رآها ..وبالعكس تماماً مع عميل آخر يقوم بعملية البناء لأول مرة وتجربته مع المكاتب الهندسية محدودة أو معدودة فهو غالباً يرضى بما تقدمه له ليس عن قناعة أحياناً وإنما عدم خبرة .
ولا يوجد شك إذا كان المعماري من نفس بيئة العميل سوف يفهم متطلباته بشكل أفضل وأوسع وهذه العملية ليست محدودة وإنما تعود لقدرات المعماري نفسه .. وسوف يكون المعماري السعودي أكثر فعالية هنا لأنه يشعر بالبيئة ولديه خلفية كاملة عن العادات والتقاليد بينما يكتسب المعماري الأجنبي كل هذه المعلومات عن طريق الخبرة وممارسة العمل في الواقع.
كما اننا نلاحظ مسألة هامة هنا في المنطقة وهي حب التعامل مع الأجانب وذلك يعود للشعور بنقص داخلي لدينا
وهناك قناعة بأننا لا نستطيع أن نفعل أي شئ .. وهذا الشيء موجود لدى العملاء فهم يرون أن المعماري الأجنبي يستطيع فهم وقراءة أفكارهم أكثر .. وما زالت هذه أزمة موجودة بشكل كبير فثقافة المعماري تختلف عن ثقافة العميل ولذلك هناك تأثير مباشر وغير مباشر وغير المباشر بشكل أكبر . فيظهر هنا مدى اختلاف الثقافات ..
ولذلك إذا كانت لدى المعماري خلفية عن ثقافة المجتمع الذي يصمم له يمكن أن يعمل بشكل جيد فلا يمكن لمعماري قادم من شرق آسيا أن يقدم شيئا إذا لم يكن مطلعا على ثقافة هذا المجتمع وأسلوبه وعلى حياته بطبيعة الحال هذه الروابط مؤثرة جداً ولكنها تعود إلى مدى فهم وإدراك المعماري.
أما بالنسبة للروابط المهنية فكلما كان مجال دراسة العميل أقرب للهندسة المعمارية يكون ذلك أفضل لأن هذا يوجد جوا من التقارب بينهما ويستطيع المعماري أن يفهم متطلبات العميل ويكون العميل أكثر إدراكا واستيعابا لطروحات المعماري عليه فسوف تكون العلاقة أفضل ولغة مشتركة .ولكن كلما كان المستوى متدنيا يكون ذلك متعبا للمعماري.
فهناك اختلاف بين نمط تفكير المعماريين وبين نمط تفكير العملاء الذين لا يكونون جميعاً على مستوى واحد من الثقافة لكن من واجبنا كمعماريين تقريب وجهات النظر. وتقديم كل ما هو جديد للعميل وأداء واجب التوعية نحوه بل يجب عليه أن ينجز عملا هندسيا معماريا متكامل ويحافظ على الأصول الدائمة لأي شخص ..
اذن هناك عدة عوامل يتوجب على المعماريين عملها لجذب العملاء وتطوير العلاقة معهم للحصول على المشاريع فيجب على المعماري ان يستمر في علاقته بالعميل بعد انتهاء المشروع.. حتى إذا واجهت العميل أي مشكلة يقوم بمراجعة المكتب الهندسي وهذا يشابه ما يقوم به بعض المتاجر من تقديم خدمات ما بعد البيع لبعض الأجهزة بعد شرائها .. فلا تنتهي العلاقة بنهاية المشروع ووصول الحق المالي للمعماري أو المكتب .. ونجد أنه في العالم العربي مسألة العلاقات الشخصية مهمة جداً .. فمهما كان اسم المكتب المعماري كبيرا وإنجازاته ضخمة .. قد يفضل العميل عليه مكتبا معماريا آخر تعامل معه أحد أصدقائه العميل وامتدحه له وهذا في نطاق استشارة الأصدقاء في هذه الأمور .. وبذلك عندما تترك انطباعا جيدا لدى العميل يعود ذلك عليك بالفائدة الكبيرة ولا يقتصر عملك على المردود المالي لأنك سوف تجني من وراء هذا العميل عملاء آخرين جددا بسبب تعامل جيد مع العميل الأول ..
كما انه من المفروض وجود لجنة هندسية تختص بهذه الأمور ويكون هناك نوع من التنظيم من قبل الجهات العليا وليس من قبل المعماريين الذين قد تختلف جنسياتهم .. فهناك المعماري السعودي والمعماري الأجنبي.. فهناك مشكلة ويبدأ حل هذه المشكلة من المكاتب الهندسية ثم تتولاها لجنة هندسية . لتطوير المهنة في المكاتب الهندسية وكذلك المهندسون.
من أهم الاشياء الاهتمام بالعمل فعندما يرى العملاء هذه الأعمال قد يعجبهم الأسلوب أو التصميم أو غيره . وتكون كالدعاية لك .. فالعمل الجيد هو الأهم ...كما يجب عدم مضايقة العميل في أي مرحلة من مراحل العمل .. وتوفير متطلباته بحيث يكون لديه سابق تعامل مريح معك.
العمل بأمانة هو احد اسباب توطيد العلاقة عندما يعمل المعماري بأمانة ويقدم للعملاء ما يستحقون سوف ينال ما يستحق مع الجانب المادي .. وفي النهاية هو يقدم خدمة للعملاء فمن الأفضل له أن تكون بشكل جيد لأن العملية تراكمية بنجاحه في المرة الأولى هو سبب نجاحه في المرة الثانية .. فأداؤه العمل بشكل صحيح يجعل العملاء يترددون عليه وهذا شئ إيجابي .. وبذلك سوف يبحث عنه الآخرون لتميزه في عمله مثل المعماريين المتميزين العالميين الذين يبحث العملاء عنهم .
من خلال هذه الدراسة تم الوصول الى عدة مقترحات يمكن عملها للرقي بمستوى العلاقة بين العميل والمعماري فمعظم المقترحات تصب في جانب واحد هو المعماري لأن العميل في هذه العملية المتلقي .. فالمعماري هو الذي يفرض عليه المعلومة فلذلك يجب على المعماري أن يطور من نفسه وقدراته وأن ينزل إلى مستوى العميل ويقوم بتبسيط المعلومات للعميل وكذلك عليه أن يرقى بمستوى فكر هذا العميل وبصفتك معماري فأنت تحمل علما تقدمه للعميل وتنير له طريقا مظلمة بالنسبة له في هذا المجال .. تكون قدمت خدمة له فيكون في المرة القادمة أكثر تحديدا للأفكار وأكثر معرفة في هذا المجال وحتى لو تعامل مع معماري آخر هذا دورك كمعماري .
كما يجب تثقيف ثقافة العميل معمارياً لأن هناك شريحة كبيرة من الناس ليست لديهم ثقافة معمارية لان عدم الفهم والاستهانة بدور العمارة في الحياة يعتبر كارثة على المهنة نفسها كما يجب ان يكون هناك نوع من أنواع الاتصالات تكون من قبل المكتب من قسم التسويق على نفس العملاء لمتابعة احتياجاتهم والاطمئنان على المشاريع القديمة إذا كان حدث أي تطور معهم .. وبذلك تظل تذكر العميل بالمكتب وتحاول ألا تخسره كعميل لدى المكتب ...
كما يجب على المعماريين الالتزام بمبادئهم واحترام هذه المهنة لكي تنشأ علاقة صحيحة ولا يتحقق ذلك الا بوجود جهات منظمة لهذه المسألة ويجب أن تكون هذه الجهات منظمة وواضحة ومتابعة للوضع باستمرار .. وتضع ضوابط على هذه المكاتب تعمل استفتاء بين هذه المكاتب الهندسية في جميع المناطق مع دراسة للسوق العمل والاستفادة من خبرات الآخرين كل هذه الأشياء تكون منبعا للضوابط التي يمكن طرحها على المكاتب الهندسية ..و يمكن الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في هذا المجال في نقل ضوابط منها في هذا المجال ويتم تطبيقها ...
ثقافة المعماري قد تبعد تصاميمه عن بيئتنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.