رأت مصممات أزياء سعوديات أن السفر إلى عواصم الموضة العالمية والعربية، عامل مهم في الإطلاع على آخر صيحة في مجال تصميم الأزياء، كما هو ضروري أيضا لتطوير المهنة. وأشرن في أحاديثهن ل«عكاظ» إلى أن لكل مصممة طابعها الخاص الذي تترجمه من خلال أعمالها، سواء كانت فساتين سهرة وأعراس، أو حجابا مع ما يتناسب وعادات وتقاليد المجتمع. مصممة الأزياء الشابة هلا غرباوي اعتبرت سفر المصممة إلى بلد عربي كمدينة بيروت، أو أوروبي كباريس وميلانو، أو آسيوي كالهند من ضروريات مهنة تصميم الأزياء، بهدف الإطلاع على ثقافات ومجتمعات أخرى مهما اختلفت عاداتها وتقاليدها، لافتة إلى أنه لا بد أن يكون لمصمم الأزياء طابعه الخاص به الذي يميزه عن الآخرين، خاصة في ظل وجود تأثير واضح لبعض الأسماء اللامعة والمشهورة في هذا المجال الذين يغلب على تصاميمهم الطابع الخاص بهم كما تقول. وتضيف: هناك فرق بين «الستايل» و«التصميم»، فالخط المتبع أو «الستايل» يتميز بالبساطة والفخامة في الوقت ذاته، ويشبه إلى حد كبير الخط الذي يتبعه المصممون العالميون في فرنسا وإيطاليا أمثال «ديور» و«دولتشي»، ولبنان مثل إيلي صعب وزهير مراد. وترى أن سفر المصممة للخارج كفيل بانفتاحها على ثقافات الآخر في البلدان التي تزورها، والاطلاع على تصاميمه ومعرفة آخر صيحات الموضة من ألوان وقصات شعر وغيرها من الموضوعات التي تتعلق بمجال التصميم، الأمر الذي يبعث على التجديد في مخيلة المصممة السعودية، إلا أنها تنوه بأنه ليس بالضرورة أخذ كل ما يتعلق بصيحات الموضة هناك وتطبيقه على المجتمع، لما يوجد من اختلاف في العادات والتقاليد. وأضافت: وهنا يأتي دور المصممة في ترجمة معرفتها وخبراتها في تنفيذ تصاميمها الخاصة والابتعاد عن التقليد ومحاكاة الآخر. على الصعيد ذاته، توافقها الرأي مصممة الأزياء هبة جمال التي تحرص على إضافة بعض الاختلافات التي تتميز بها من خلال اختيار الخامات الجيدة والأفكار غير التقليدية والابتعاد عن «الستايل» المتكرر. هبة ترى في سفر المصممة للخارج «ظاهرة صحية» مع مراعاة اختلاف الأذواق، مشيرة إلى أنها قد تستوحي أفكارها أحيانا من رحلة سفر، مثلما حدث أثناء زيارتها إلى جنوب أفريقيا للراحة والاستجمام، حيث اجتذبتها الطبيعة والألوان وجلود الحيوانات، فجاءت تصاميمها مستوحاة من البيئة الأفريقية، لكن بلمساتها ورؤاها الخاصة. وتخلص هبة إلى أنه على الرغم من أن تصميم الأزياء أصبح مهنة واحترافا بمفهومه الحديث في الفترة الاخيرة، إلا أنه في الأساس نوع من أنواع الفنون التي تعتمد على الإحساس والتذوق والخيال والموهبة، مشددة على أهمية أن تراعي المصممة خصوصية وتقاليد المجتمع، ذلك أن مهنة تصميم الأزياء من وجهة نظرها ليست تقليدا أو تجارة، بل قدرة على الإبداع والابتكار.