أكد استطلاعان جديدان للرأي العام في إسرائيل، أجريا بعد إعلان رئيس الحكومة بنيامين نتايناهو إجراء انتخابات عامة مبكرة في مطلع العام المقبل، أن الأخير ما زال في نظر غالبية الإسرائيليين الشخصية الأنسب لمنصب رئيس الحكومة المقبلة حتى في حال عاد سلفه إيهود أولمرت إلى الحياة السياسية، وسيتمكن من التقدم بفارق كبير على أحزاب المعارضة من الوسط واليسار. وجاء في استطلاع صحيفة «هآرتس» نشر أمس، أنه لو جرت انتخابات جديدة اليوم لحاز تكتل اليمين والمتدينين على غالبية مطلقة من مقاعد البرلمان الجديد (68 من مجموع 120) تفوق تلك التي يتمثل بها في الكنيست الحالي (64 مقعداً). ويحصل تكتل الوسط واليسار الصهيوني على 41 مقعداً فقط، أي أقل بثلاثة مقاعد من تمثيله في الكنيست الحالي. وبيّن استطلاع صحيفة «هآرتس»، أن نسبة الراضين عن أداء نتانياهو سجلت في الأشهر الأخيرة ارتفاعاً، إذ بلغت 45 في المئة، في مقابل 38 في المئة في الاستطلاع السابق قبل ثلاثة أسابيع. كذلك بلغت نسبة غير الراضين 45 في المئة، أي أقل ب8 في المئة قياساً بالاستطلاع السابق. وعزا المعلقون هذا الارتفاع إلى خطابه في الأممالمتحدة قبل أسبوعين وإلى إعلانه تبكير الانتخابات تحت شعار «المسؤولية الوطنية». ووفق الاستطلاع، يفوز حزب «ليكود» بزعامة نتانياهو ب29 مقعداً (27 في الكنيست الحالي) و «إسرائيل بيتنا» ب 15 و «شاس» الديني الشرقي ب10 و «يهدوت هتوراه» الديني الأشكنازي ب 6 مقاعد وحزب «البيت اليهودي» المتطرف ب8 مقاعد، أي أن أحزاب المتدينين واليمين المتشدد تحصل مجتمعةً على 68 مقعداً تتيح لنتانياهو تشكيل حكومة يمينية. وتنقسم أصوات الوسط على ثلاثة أحزاب، إذ يحصل حزب «العمل» على 19 مقعداً (بزيادة ستة مقاعد عن تمثيله الحالي) وحزب «يش عتيد» الجديد على 11 مقعداً، بينما يتراجع حزب «كديما» من 28 مقعداً إلى سبعة فقط. ويحصل حزب «ميرتس» اليساري على أربعة مقاعد فقط، بينما تحصل الأحزاب العربية مجتمعةً على 11 مقعداً. كما بيّن الاستطلاع أن 57 في المئة من الإسرائيليين يرون في نتانياهو الشخصية الأنسب لرئاسة الحكومة، تليه بفارق كبير زعيمة «كديما» وزيرة الخارجية سابقاً تسيبي ليفني، مع تأييد 28 في المئة فقط، وحصل أولمرت على 24 بالمئة، وحصلت زعيمة حزب العمل شيلي يحيموفيتش على 17 بالمئة من الأصوات، كما حصل رئيس حزب كاديما الحالي شاؤول موفاز على 16 بالمئة، فيما حصل وزير الدفاع إيهود باراك من حزب الاستقلال على 15 بالمئة. وجاء في استطلاع آخر لحساب صحيفة «معاريف»، أنه حتى في حال عودة رئيس الحكومة السابق أولمرت إلى الحياة السياسية بعد تبرئته في المحكمة من بعض تهم الفساد، فإن نتانياهو يبقى الشخص المفضل لدى الإسرائيليين لقيادة أمور الدولة العبرية. ولم تختلف نتائج الاستطلاع بشأن توزيع المقاعد بين الأحزاب المختلفة كثيراً عن استطلاع «هآرتس». وتناولت تقارير صحافية أمس احتمال عودة أولمرت إلى الحياة السياسية لخوض الانتخابات إما على رأس قائمة جديدة أو مع حزبه السابق «كديما» وتأثير مثل هذه العودة على الانتخابات المقبلة. ونقلت عن اولمرت قوله إنه لولا فشل نتانياهو في إدارة دفة الأمور ما كان ليفكر قط في احتمال العودة إلى الحياة الحزبية، مضيفاً عبر مقربيه أنه لم يحسم موقفه بعد من هذه المسألة. ووفق أوساطه، فإنه في حال قرر اولمرت العودة إلى الحلبة السياسية سيميل إلى أن يخوض الانتخابات على رأس تحالف لقوى الوسط واليسار لمنافسة نتانياهو. ولخصت «هآرتس» نتائج الاستطلاع بالقول إنه مع انطلاق المعركة الانتخابية الجديدة، فإن «نتانياهو هو رئيس الحكومة المقبلة ولا أحد سواه».