أكد استطلاع جديد للرأي العام في إسرائيل أُجري لمصلحة صحيفة «هآرتس» ونشرت نتائج منه أمس (تنشر كاملةً اليوم) أن اليمين المتشدد الذي يقوده حزب «ليكود» الحاكم، وزعيمه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بلغا في الأسابيع الأخيرة ذروة شعبيتهما. وأفادت النتائج أنه لو أجريت الانتخابات البرلمانية المقررة أواخر العام المقبل، اليوم لفاز تحالف الأحزاب اليمينية والدينية المتشددة بغالبية من 71-74 مقعداً برلمانياً من مجموع 120، أي بزيادة 6-9 مقاعد عن تمثيله في الكنيست الحالي. وحصل حزب «ليكود» على 35-37 مقعداً، في مقابل 27 مقعداً في الكنيست الحالي. وتعني هذه الأرقام أن نتانياهو سيشكل الحكومة المقبلة أيضاً من دون أن ينافسه أحد. مع ذلك، أشار الاستطلاع إلى أن غالبية الإسرائيليين تعارض هجوماً عسكرياً إسرائيلياً على إيران من دون مشاركة الولاياتالمتحدة فيه، وذلك خلافاً لموقف نتانياهو المعلن. وأشار الاستطلاع إلى أن حزب الوسط «كديما» المعارض (يمين الوسط) الذي يتمثل في الكنيست الحالي ب 28 مقعداً سيتراجع في شكل لافت «بل يتحطم» إلى عشرة مقاعد فقط بزعامة رئيسته الحالية تسيبي ليفني، قد ترتفع إلى 12 مقعداً في حال قاد الحزب القطب المنافس لليفني، رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية شاؤول موفاز. وتسحب هذه النتائج البساط من تحت قدمي ليفني التي تخوض الانتخابات الداخلية تحت شعار «كديما الحقيقي هو كديما بزعامتي وهو الأقوى انتخابياً». كما أشار الاستطلاع إلى أن حزب «ليكود» يستفيد هو أيضاً من الصراع المحتدم على زعامة «كديما» المنتظر أن يُحسم في الانتخابات الداخلية في 27 الجاري، ويكسب بعض المقاعد «العائدة» من «كديما» الذي قام أصلاً قبل ست سنوات بفضل أصوات «ليكود». كما يستفيد من الصراع الإعلامي يئير لبيد الذي قرر تشكيل حزب وسطي يخوض الانتخابات المقبلة. لكن بينما أشارت الاستطلاعات الأولى التي أعقبت إعلان لبيد دخوله المعترك السياسي قبل شهرين إلى أنه سيحصل على 14 مقعداً، أفاد استطلاع أمس إلى حصوله على سبعة مقاعد فقط. كما يستفيد حزبا «العمل» (يسار الوسط) و «ميرتس» (يسار) من تفكك «كديما» لكنها استفادة لا تؤثر في سيطرة اليمين شبه المطلقة على الشارع الإسرائيلي. إلى ذلك، وعلى رغم تحليق شعبية نتانياهو في الاستطلاعات إلا أن الإسرائيليين منقسمون على أنفسهم من مسألة شن هجوم عسكري إسرائيلي على إيران يلوّح به نتانياهو في الأشهر الأخيرة. إذ قال 58 في المئة من الإسرائيليين إنه يحظر على إسرائيل توجيه ضربة عسكرية لإيران بمفردها من دون مشاركة الولاياتالمتحدة في هذه الضربة. ومع ذلك قال 50 في المئة إنهم يثقون بقدرة كل من نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك على معالجة المشكلة النووية الإيرانية.