وقعت باكستان اتفاقاً مع الولاياتالمتحدة أمس، ينص على ترتيبات لعبور قوافل امدادات قوات الحلف الأطلسي (ناتو) الى افغانستان. ويعزز ذلك الجهود التي يبذلها البلدان المتحالفان في «الحرب على الارهاب» من أجل إصلاح علاقتهما التي توترت بعد قتل وحدة كوماندوس أميركية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن داخل باكستان في ايار (مايو) 2011. واوضح مسؤول امني باكستاني ان الاتفاق يمنح إسلام آباد حق رفض نقل اي شحنة لا تراها مناسبة، ويفرض تثبيت رقاقات خاصة على كل الشاحنات لمتابعة تحركاتها. وابدى ريتشارد هوغلاند، كبير الديبلوماسيين الأميركيين في باكستان، والذي وقّع الاتفاق عن الجانب الأميركي، ارتياحه للتوصل اليه، ووصفه بأنه مؤشر الى «الشفافية والصراحة المتزايدتين بين الحكومتين». وكانت باكستان وافقت الشهر الماضي على اعادة فتح اراضيها امام قوافل الحلف المتجهة الى افغانستان المجاورة، بعد إغلاقها فترة سبعة شهور احتجاجاً على قصف مروحيات اميركية قدمت من افغانستان مركزاً عسكرياً على الحدود، ما اسفر عن مقتل 24 جندياً باكستانياً. الى ذلك، اعلن وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك في مؤتمر صحافي عقده في دبي، أن رئيس جهاز الاستخبارات الباكستاني العميد ظهير إسلام سيدعو، خلال زيارته واشنطن هذا الاسبوع، الى انهاء الهجمات التي تشنها طائرات عسكرية اميركية بلا طيار في مناطق القبائل المحاذية للحدود مع افغانستان، وسيحض على تبادل التكنولوجيا والمعلومات الاستخباراتية. وسيكون لقاء العميد إسلام مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) ديفيد بترايوس الاول بينهما منذ تعيين إسلام مديراً لجهاز الاستخبارات الباكستاني في آذار (مارس) الماضي، ويعقب ذوبان الجليد في العلاقات بين باكستانوالولاياتالمتحدة. لكن لا يتوقع ان يلقى طلب وقف هجمات الطائرات بلا طيار تجاوباً لدى كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما، في وقت لم تقدم واشنطن اي اشارة الى استعدادها وقف الهجمات، مستبعدة اي تغيير في نشاطاتها لمكافحة الارهاب في باكستان والمنطقة. وصرح مالك: «إذا كانت باكستان واميركا شريكتين فيجب ان نجلس معاً، وان نملك استراتيجية مشتركة، على رغم عدم اعتماد استراتيجية مشتركة ضد عدو مشترك في هذه الحرب الاقليمية». على صعيد آخر، كشف مسؤولون اميركيون وأفغان ان «شبكة حقاني»، المرتبطة بتنظيم «القاعدة» والتي تنشط في افغانستان، تشكل «تهديداً مشؤوماً» للعلاقة الهشة بين الولاياتالمتحدةوباكستان، في ظل اتهام مسؤولين اميركيين الاستخبارات الباكستانية بدعم مسلحي الشبكة سراً، وهو ما تنفيه إسلام آباد، التي ترى أن الادارة الأميركية تحرف الانتباه عن فشلها في افغانستان. وافادت صحيفة «نيويورك تايمز»، بأن «الاستخبارات الباكستانية اعترفت بالابقاء على تواصل دائم مع شبكة حقاني، لكنها تنفي تقديم دعم لوجستي لها». ونقلت عن مسؤول استخباراتي بارز في باكستان قوله إنه «لا يمكن الا أن تتواصل وكالة الاستخبارات الأميركية مع من تقاتلهم في العمل الاستخباراتي، إذ تحتاج للدخول من اجل اكتشاف ما يفعله الطرف الآخر». ويقول مسؤولون أميركيون وغربيون، استناداً الى تقارير استخباراتية، عن اجراء وكالة الاستخبارات الباكستانية و «شبكة حقاني» اكثر من محادثات، «إذ تسمح الاستخبارات الباكستانية لناشطي حقاني بإدارة أعمال شرعية في باكستان، وتسهل سفرهم الى دول الخليج وتواصل التبرع لهم بالمال».