أقرّ رئيس هيئة اركان الجيوش الأميركية المشتركة الأميرال مايك مولن لدى زيارته إسلام آباد أمس، بوجود «توترات مستمرة» مع باكستان في شأن علاقتها بمسلحين يشنون هجمات في أفغانستان، «لكن القادة الأميركيين والباكستانيين متفقون على أنهم لا يستطيعون تحمل نتائج اضعاف العلاقات الأمنية بين البلدين». وأعلن مسؤول اميركي مرافق لمولن رفض كشف اسمه ان «الولاياتالمتحدة لن تتخلى عن استخدام الطائرات من دون طيار لمهاجمة المتشددين في باكستان، لكن برنامج العمليات سيجرى بالتنسيق بين عسكريي الطرفين». وقال مولن، في مستهل زيارة تهدف الى إصلاح الخلافات في أعقاب توترات نتجت من قتل عميل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي أي) ريموند ديفيس باكستانيين اثنين بالرصاص في لاهور (شرق) في كانون الثاني (يناير) الماضي، قبل ان يفرج عنه بعد دفع «دية» لعائلتي القتيلين: «الاستخبارات الباكستانية تربطها علاقات طويلة الأمد مع شبكة حقاني المتحالفة مع تنظيم القاعدة، لكن ذلك لا يعني كل العاملين في الاستخبارات، وهو أمر قائم». ولم تخفِ باكستان هذا الأمر، اذ كشفت مصادر مطلعة بأن قائد الجيش الجنرال اشفق كياني أبلغ الأميركيين في اجتماعات عقدها معهم اخيراً، أنه لا يستطيع التخلي عن التعاون مع «شبكة حقاني» باعتبارها «ذخيرة استراتيجية للجيش الباكستاني في أفغانستان، من خلال نشاطها المعادي للمصالح الهندية داخل الأراضي الأفغانية». وتؤكد مصادر باكستانية تقلص التعاون الاستخباراتي مع الأميركيين خلال الأسابيع الماضية، وسط مطالبات برلمانية وحزبية وشعبية باكستانية بوقفه حتى انهاء الغارات التي تشنها طائرات اميركية من دون طيار على مناطق القبائل، وتجميد نشاط شبكات تجسس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي أي) في باكستان. ودعا برلمانيون معارضون الحكومة الى قطع طريق إمدادات قوات الحلف الأطلسي (ناتو) التي تمر من ميناء كراتشي إلى افغانستان، كوسيلة ضغط على الولاياتالمتحدة من اجل تزويد باكستان تقنية الطائرات من دون طيار، ووقف الغارات على مناطق القبائل. كما طالبوا بالتصدي للطائرات الأميركية من دون طيار. لكن وزير الداخلية رحمن مالك المقرب أعلن ان بلاده تفتقد قدرات التصدي للطائرات الأميركية، ما اعتبره البعض «تواطؤاً حكومياً» مع الغارات الأميركية.