شنت طائرتان أميركيتان من دون طيار غارتين في شمال وجنوب وزيرستان امس، ما أسفر عن مقتل 11 متشدداً بينهم جميل حقاني القيادي البارز في «شبكة حقاني» التي حملتها واشنطن مسؤولية هجمات استهدفت مقر حلف شمال الأطلسي وسفارة الولاياتالمتحدة في كابول الشهر الماضي. تزامن ذلك مع إعلان إسلام آباد وواشنطن اتفاقهما على تعزيز التحالف في الحرب ضد الإرهاب، وذلك اثر محادثات أجراها المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان وباكستان مارك غروسمان مع وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار. وأفادت مصادر في منطقة القبائل الباكستانية بأن جميل حقاني كان يتولى التنسيق بين الشبكة والجماعات المتحالفة معها، خصوصاً «طالبان» و»القاعدة». وكانت واشنطن اتهمت الاستخبارات الباكستانية برعاية الشبكة. وأوضحت المصادر القبلية أن جميل حقاني المقرب من زعيم الشبكة سراج الدين حقاني قتل مع ثلاثة من حراسه بصاروخ استهدف مخبأه في بلدة داندي دار بخيل (شمال وزيرستان) قرب الحدود مع أفغانستان. كذلك استهدفت غارة ثانية مجموعة من المتشددين في بيرمال في إقليمجنوب وزيرستان المجاور. وقال مسؤول أمني إن «طائرة أميركية من دون طيار أطلقت ثلاثة صواريخ، ما أدى الى مقتل ستة متمردين». في غضون ذلك، علمت «الحياة» أن الجماعات المسلحة في منطقة القبائل شكلت كتيبة باسم «سيف الفرقان» هدفها جمع المعلومات الاستخباراتية لتعقب الذين يقدمون معلومات الى القوات الأميركية لتمكينها من قصف المناطق القبلية. ويبدو أن كتيبة «سيف الفرقان» ستضم مسلحي قبائل محليين، إضافة إلى عناصر شيشانية وعربية وأوزبكية وأفغانية تقيم في المنطقة، وهي مكلفة بملاحقة واعتقال كل من يشتبه بتخابره مع الأميركيين، ومساعدتهم في شن غارات أدت إلى مقتل العشرات من المسلحين والمدنيين في الأشهر الأخيرة. وتردد أن بعض من اعتقلهم المسلحون بهذه التهمة اعترفوا بأن الاستخبارات الأميركية زودتهم أجهزة تبث إشارات للطائرات الأميركية من دون طيار، لزرعها في منازل أو سيارات متشددين مطلوبين. من جهة أخرى، أعلن المبعوث الأميركي إلى أفغانستان وباكستان إثر لقائه وزيرة الخارجية الباكستانية، اتفاق البلدين على مواجهة الإرهاب ومواصلة التعاون بينهما للتوصل إلى الاستقرار في أفغانستان، مشيراً إلى أن الاتفاق يعكس رغبة البلدين في تجاوز ما اعترى علاقاتهما من خلافات خلال الأسابيع الماضية. وقال غروسمان في مؤتمر صحافي في إسلام آباد إن الجانبين يعدان لمؤتمرين حول مستقبل أفغانستان، أحدهما في إسطنبول الشهر المقبل والآخر في بون في كانون الأول (ديسمبر) المقبل.