جنيف، نيويورك - «الحياة»، أ ف ب - سيتوجه وسيط الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي أنان «قريباً» إلى سورية على ما اعلن الناطق باسمه احمد فوزي أمس. وقال فوزي في لقاء صحافي في جنيف «يمكننا توقع زيارة قريباً». وأضاف «سبق أن قلنا إن المبعوث المشترك يدرس دعوة لزيارة سورية». من جهة أخرى اعلن فوزي أن احد مساعدي أنان سيتوجه إلى سورية كذلك. ولم يرغب الناطق في تقديم تفاصيل خطة سفره «لدواع أمنية»، قائلاً فقط ان «شخصية مهمة» ستزور دمشق في وقت لاحق من يوم امس. ويحاول الناشطون جاهدين أن يجعلوا المراقبين الذين يبلغ عددهم نحو 270 شهوداً على ما يجري من انتهاكات لوقف إطلاق النار. ووجه الناطق باسم كوفي أنان مجدداً نداء إلى جميع الأطراف كي توقف جميع أنواع العنف وتبدأ حواراً سياسياً. كما دعا إلى وحدة مجلس الأمن والمجتمع الدولي. وقال فوزي إن «خطة أنان هي الوحيدة المطروحة حالياً» فيما تواصل القوى العظمى التمسك بالخطة وتخشى حلول لحظة الإقرار بفشلها. ورفض فوزي التعليق على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن «القاعدة» قد تكون مسؤولة عن الهجمات الأخيرة في سورية، غير انه اعلن أن أنان سبق أن تحدث عن وجود «عنصر ثالث» في سورية وأكد «تعذر علينا التحقق من ماهية هذا العنصر. ونحن نفعل ذلك». وقتل اكثر من 12 ألف شخص في سورية منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية في آذار(مارس) 2011 اغلبهم من المدنيين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل اكثر من 900 منذ سريان خطة السلام. وبالرغم من فشل وقف إطلاق النار بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة المسلحة في سورية، ما زالت الدول العظمى تتمسك بخطة أنان لحل الأزمة وتخشى اللحظة التي ينبغي فيها الإقرار بفشلها. وبالإضافة إلى استمرار العنف، يتعرض حتى المراقبين لإطلاق نار وانفجارات. وانفجرت عبوتان الأسبوع الماضي عند مرور مواكب مراقبي الأممالمتحدة الذين بدأوا منذ شهر احدى أصعب مهمات المنظمة الدولية. وقال نائب الأمين العام لعمليات حفظ السلام ادمون موليه «انهم عزل وليس هناك وقف لإطلاق النار ولا حوار بين المعسكرين وسط حرب عصابات في المدن». وأضاف «لم يسبق أن وضعنا مراقبينا العسكرين في وضع مماثل على الإطلاق». وسيكتمل عديد بعثة الأممالمتحدة للمراقبة (300 مراقب عسكري) لكن الغربيين بدأوا يتحدثون عن عدم تجديد تفويضها الذي حدد بتسعين يوماً وينتهي في 21 تموز (يوليو). وأوضح السفير البريطاني مارك لايل غرانت «هناك بالطبع خطر مقتل أو إصابة مراقبين في أي لحظة». وتابع «كاد الأمر يحدث مرات عدة لذلك نحن نراقب الوضع عن كثب». ومنذ نشر المراقبين تراجعت وتيرة قصف الجيش للمدن الثائرة لكن حصيلة الضحايا ما زالت كبيرة. واعتبر ديبلوماسي من بلد عضو في مجلس الأمن الدولي «إنها الاستراتيجية نفسها حتى ولو تغير التكتيك». وأضاف «بدلاً من قتل مئة انهم (القوات السورية) يقتلون ستين ويوقفون 500» وينفذون «عمليات اغتيال محددة الأهداف» لمعارضين. ولا يبدي الأسد أي نية بالتحاور مع المعارضة التي تشهد بنفسها انقساماً كبيراً يعرقل قدرتها على التفاوض، بحسب ديبلوماسيين. لكن أحداً لا يملك خطة بديلة يقترحها عوضاً عن وساطة المبعوث الدولي للأمم المتحدة والجامعة العربية أنان. وصرح أنان الأسبوع الفائت «اعلم أن الكثيرين يتساءلون عما سيحدث إن فشلت الخطة» وتابع «انتظر شرحاً حول ما يمكننا فعله غير ذلك. إن كان احدهم يملك فكرة افضل فأنا مستعد لها». وقال السفير الألماني في الأممالمتحدة بيتر فيتيغ إن «رفض حكومة الأسد تطبيق خطة أنان هو ما يولد هذه الحلقة المفرغة من العنف». لكن المجتمع الدولي بحسبه متمسك بخطة أنان «لغياب بديل معقول». ويرى الكثير من الديبلوماسيين والمحللين أن بعثة الأممالمتحدة في سورية ينبغي أن تستمر كامل مدة تفويضها أي 90 يوماً يتوقعون بعدها توتراً حاداً في مجلس الأمن الدولي. فروسيا حليفة سورية الرئيسية قد تطلب تمديداً للبعثة بدعم من الصين والهند وباكستان وجنوب أفريقيا. ولا تدري الولايات المتحد وفرنسا وبريطانيا كيفية إنهاء بعثة المراقبين. فحتى الأميركيين الذين باتوا اكثر تشكيكاً في البعثة لم يتجرأوا على إعلان فشل الخطة. واكد ريتشارد غوان من مركز التعاون الدولي في جامعة نيويورك انه «من المهم أن يتركوا هذه المهمة لأنان وإلا ستتهمهم روسيا بنسف البعثة». وأوضح ديبلوماسي غربي «إن لم يتخل أنان وحده (عن البعثة) فقد نجد انفسنا في موقع سيء أمامه» موضحاً في هذه الحالة أن «روسيا ستوقف العقوبات» التي يهدد الغربيون بفرضها على دمشق في حال الوصول إلى طريق مسدود. وأضاف ديبلوماسي آخر في مجلس الأمن «إن أوصى أنان بعقوبات فقد تهاجمه روسيا والصين». ويتوقع طرح مستقبل البعثة أثناء قمة الحلف الأطلسي التي تنعقد غداً وبعد غد في شيكاغو. أما المعارضة السورية فتريد تدخلاً عسكرياً «لكن لم يتطوع أي بلد لذلك حتى الآن» بحسب الديبلوماسي نفسه.