بالرغم من إنهاء وقف إطلاق النار بين قوات النظام السوري والمعارضة منذ وقت طويل، ما زالت الدول العظمى تتمسك بخطة الوسيط المشترك كوفي عنان لحل الأزمة وتخشى اللحظة التي ينبغي فيها الإقرار بفشلها. وانفجرت عبوتان عند مرور مواكب مراقبي الأممالمتحدة الذين بدأوا منذ شهر إحدى أصعب مهام المنظمة الدولية. وقال نائب الأمين العام لعمليات حفظ السلام أدمون موليه "إنهم عزل وليس هناك وقف لإطلاق النار ولا حوار بين المعسكرين وسط حرب عصابات في المدن". وأضاف "لم يسبق أن وضعنا مراقبينا العسكريين في وضع مماثل على الإطلاق". وسيكتمل عديد بعثة الأممالمتحدة للمراقبة (300 مراقب عسكري) لكن الغربيين بدأوا يتحدثون عن عدم تجديد تفويضها الذي حدد ب90 يوما وينتهي في 21 يوليو المقبل. وأوضح السفير البريطاني مارك لايل غرانت "هناك بالطبع خطر مقتل أو إصابة مراقبين في أي لحظة". وتابع "كاد الأمر يحدث عدة مرات لذلك نحن نراقب الوضع عن كثب". ولا يملك أحد خطة بديلة يقترحها عوضا عن وساطة المبعوث الدولي للأمم المتحدة والجامعة العربية. وذكر عنان الأسبوع الماضي "أعلم أن الكثيرين يتساءلون عما سيحدث إن فشلت الخطة" وتابع "أنتظر شرحا حول ما يمكننا فعله غير ذلك. إن كان أحدهم يملك فكرة أفضل فأنا مستعد لها". وقال السفير الألماني في الأممالمتحدة بيتر فيتيغ إن "رفض حكومة بشار الأسد تطبيق خطة عنان هو ما يولد هذه الحلقة المفرغة من العنف". لكن المجتمع الدولي متمسك بالخطة "لغياب بديل معقول". ويرى الكثير من الدبلوماسيين والمحللين أن بعثة الأممالمتحدة في سورية ينبغي ان تستمر كامل مدة تفويضها أي 90 يوما يتوقعون بعدها توترا حادا في مجلس الأمن. فروسيا حليفة سورية الرئيسة قد تطلب تمديدا للبعثة بدعم من الصين والهند وباكستان وجنوب إفريقيا. ولا تدري الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا كيفية إنهاء بعثة المراقبين. فحتى الأميركيين الذين باتوا أكثر تشكيكا في البعثة لم يتجرأوا على إعلان فشل الخطة. وأكد ريتشارد غوان من مركز التعاون الدولي في جامعة نيويورك أنه "من المهم أن يتركوا هذه المهمة لعنان وإلا ستتهمهم روسيا بنسف البعثة".