بالرغم من انهاء وقف اطلاق النار بين قوات الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة المسلحة في سوريا منذ وقت طويل ما زالت الدول العظمى تتمسّك بخطة كوفي انان لحل الازمة وتخشى اللحظة التي ينبغي فيها الاقرار بفشلها. وانفجرت عبوتان عند مرور مواكب مراقبي الاممالمتحدة الذين بدأوا منذ شهر احدى اصعب مهام المنظمة الدولية. وقال نائب الامين العام لعمليات حفظ السلام ادمون موليه "انهم عزل وليس هناك وقف لإطلاق النار ولا حوار بين المعسكرين وسط حرب عصابات في المدن". واضاف: "لم يسبق ان وضعنا مراقبينا العسكريين في وضع مماثل على الاطلاق". واوضح السفير البريطاني مارك لايل غرانت "هناك بالطبع خطر مقتل او اصابة مراقبين في اي لحظة". وتابع: "كاد الامر يحدث عدة مرات لذلك نحن نراقب الوضع عن كثب". أوضح دبلوماسي غربي «انه لم يتخل انان وحده عن البعثة فقد نجد انفسنا في موقع سيئ امامه» موضحًا في هذه الحالة ان «روسيا ستوقف العقوبات» التي يهدّد الغربيون بفرضها على دمشق في حال الوصول الى طريق مسدود. منذ نشر المراقبين تراجعت وتيرة قصف الجيش للمدن الثائرة لكن حصيلة الضحايا ما زالت كبيرة. واعتبر دبلوماسي من بلد عضو في مجلس الامن الدولي "انها الاستراتيجية نفسها حتى ولو تغيّر التكتيك". واضاف: "بدلا من قتل مائة فإن القوات السورية تقتل ستين وتوقف 500" وتنفذ "عمليات اغتيال محددة الاهداف" لمعارضين. لا نية للتحاور ولا يبدي الاسد اي نية للتحاور مع المعارضة التي تشهد بنفسها انقسامًا كبيرًا يعرقل قدرتها على التفاوض، بحسب دبلوماسيين. لكن احدًا لا يملك خطة بديلة يقترحها عوضًا عن وساطة المبعوث الدولي للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان. وصرح انان الاسبوع الفائت: "اعلم ان الكثيرين يتساءلون عما سيحدث ان فشلت الخطة" وتابع: "انتظر شرحًا حول ما يمكننا فعله غير ذلك. ان كان احدهم يملك فكرة افضل فأنا مستعد لها". وقال السفير الالماني في الاممالمتحدة بيتر فيتيغ ان "رفض حكومة الاسد تطبيق خطة انان هو ما يولد هذه الحلقة المفرغة من العنف". لكن المجتمع الدولي بحسبه متمسك بخطة انان "لغياب بديل معقول". ويرى الكثير من الدبلوماسيين والمحللين ان بعثة الاممالمتحدة في سوريا ينبغي ان تستمر كامل مدة تفويضها اي 90 يومًا يتوقعون بعدها توترًا حادًا في مجلس الامن الدولي. فروسيا حليفة سوريا الرئيسية قد تطلب تمديدًا للبعثة بدعم من الصين والهند وباكستان وجنوب افريقيا. ولا تدري الولايات المتحد وفرنسا وبريطانيا كيفية انهاء بعثة المراقبين. فحتى الامريكيين الذين باتوا اكثر تشكيكًا في البعثة لم يتجرأوا على اعلان فشل الخطة. واكد ريتشارد غوان من مركز التعاون الدولي في جامعة نيويورك انه "من المهم ان يتركوا هذه المهمة لانان والا ستتهمهم روسيا بنسف البعثة". واوضح دبلوماسي غربي "ان لم يتخل انان وحده عن البعثة فقد نجد انفسنا في موقع سيئ امامه" موضحًا في هذه الحالة ان "روسيا ستوقف العقوبات" التي يهدّد الغربيون بفرضها على دمشق في حال الوصول الى طريق مسدود. واضاف دبلوماسي آخر في مجلس الامن "ان اوصى انان بعقوبات فقد تهاجمه روسيا والصين". ويتوقع طرح مستقبل البعثة في اثناء قمة الحلف الاطلسي التي تنعقد اليوم في شيكاغو.