غداة تصعيد الحكومة الأفغانية مواقفها في التعامل مع الأميركيين عبر مطالبة الرئيس حميد كارزاي القوات الأميركية والأجنبية بتعجيل مغادرتها البلاد في 2013 بدلاً من الموعد المحدد بحلول 2014، اكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في ختام زيارته أفغانستان أن قوات بلاده لن تنفذ انسحاباً مبكراً من هذا البلد، وهو ما تطالب به حركة «طالبان» وكانت اعلنت اول من امس تجميد حوارها المستمر منذ نحو سنة مع واشنطن، بحجة رفض الأميركيين اطلاق قادتها المعتقلين في قاعدة غوانتانامو، وتعمدهم «التلاعب» في الحوار. واندلعت اشتباكات بين مسلحي الحركة والقوات الحكومية في ولاية كونار (شرق)، ما أسفر عن مقتل 5 شرطيين و4 متمردين، فيما تحطمت مروحية تركية تابعة للحلف الأطلسي (ناتو)، بسبب عطل فني، في منطقة بغرام شمال كابول، وسقط ضحية الحادث 12 جندياً تركياً ومدنيان. كما سقط جندي من «الناتو» شرق افغانستان. وقال بانيتا أن «الولاياتالمتحدة لا تخطط لخروج نهائي من افغانستان» بعد الموعد المحدد للإنسحاب الأجنبي الكامل عام 2014، مضيفاً: «ستبقى القوات الأميركية طويلاً، على رغم الصعوبات التي تواجهها في قتال طالبان والتعامل مع الشعب الأفغاني». في المقابل، قال كارزاي خلال لقائه عائلات الضحايا ال16 للمجزرة التي ارتكبها جندي اميركي في منطقة بانجوي في ولاية قندهار (جنوب) الأحد الماضي، قبل ترحيله الى بلاده عبر الكويت اول من امس: «وصلنا الى آخر المطاف. تصرف الأميركيين وسلوكهم لا يمكن احتماله بعدما تجاوز كل الحدود». وزاد: «نرغب في علاقات قوية مع الولاياتالمتحدة، لكن هذا بعيد المنال بسبب عدم احترام الأميركيين ثقافة الأفغان ودينهم». ولفت الى ان الرئيس باراك اوباما اتصل به أمس للاستفسار عن طلب سحب القوات الأميركية فوراً من القرى، وتبلغ منه تمسك كابول بهذا المطلب. ولاحقاً، اعلن البيت الابيض ان اوباما وكارزاي «اكدا مجدداً تمسكهما بخطط تسلم القوات الأفغانية قيادة العمليات القتالية في 2013، واضطلاعها بالمسؤولية الأمنية الكاملة في انحاء البلاد بنهاية عام 2014». واضاف: «وافق الرئيسان ايضاً على اجراء محادثات جديدة في شأن مخاوف كابول الخاصة بوجود قوات الاطلسي في قرى افغانية». الى ذلك، شهدت قندهار ومناطق اخرى تظاهرت طالبت الحكومة الأفغانية بالضغط على واشنطن لإخضاع الجندي الأميركي لمحاكمة داخلية، واعلنوا تشكيكهم في نزاهة التحقيق الذي تجريه واشنطن في المجزرة. على صعيد آخر، أوردت صحيفة «واشنطن بوست» ان زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن أمر شبكته، قبل مقتله في أيار (مايو) الماضي، ب «تنظيم خلايا خاصة في أفغانستانوباكستان لشنّ هجوم على طائرة أوباما و(رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية) ديفيد بترايوس». وكتب الصحافي ديفيد إغناشيوس أن بن لادن ابلغ قادة «القاعدة» أن تركيزه على أوباما وبترايوس، يعود الى أن قتل الأول سيجعل نائبه، جوزف بايدن، رئيساً. ويعتقد بن لادن ان الأخير «ليس مؤهلاً في شكل كامل للمنصب، ما سيدخل الولاياتالمتحدة في أزمة. أما بترايوس فهو رجل الساعة، وقتله سيعرقل طريق الحرب في أفغانستان». لكن الصحيفة نقلت عن مسؤولين في الإدارة الأميركية ان خطة قتل أوباما وبترايوس التي اكتُشفت في وثائق ضُبطت في المجمّع حيث قُتل بن لادن في باكستان، «لم تكن مطلقاً تهديداً جدياً».