أعلنت حركة «طالبان» الأفغانية وقف حوارها مع ممثلي الإدارة الأميركية في الدوحة، متهمة واشنطن بعدم الجدية وتغيير مواقفها بين الجلسات، فيما أمر الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، بعد ايام على قتل جندي اميركي 16 مدنياً بالرصاص في ولاية قندهار (جنوب)، القوات الأجنبية بمغادرة القرى، وتسليم القوات الحكومية مسؤوليات الأمن العام 2013 وليس في 2014، الموعد المحدد لإنسحاب كل القوات الأجنبية القتالية من أفغانستان. وجاء في بيان «طالبان»: «أردنا عبر فتح المكتب في قطر اجراء اتصالات مستقلة مع العالم، واظهار استعدادنا للتعامل مع الجميع، وأننا مؤهلون للحوار مع حرصنا على ابلاغ المحتلين تمسكنا بالمقاومة والجهاد حتى خروج آخر جندي اجنبي من افغانستان. لكن الأميركيين نكثوا لاحقاً بوعدهم اطلاق اسرانا من معتقل غوانتانامو في كوبا، واطلقوا ادعاءات بلا أساس عن بدء مفاوضات شاملة مع ممثلينا حول مشاكل افغانستان». وتابع البيان أن «كارزاي الذي لا يستطيع التصريح بكلمة واحدة من دون إذن الأميركيين، ادعى ان كابولوواشنطن باشرتا مفاوضات مشتركة معنا، قبل ان يقدم المندوبون الأميركيون في اللقاء الأخير سلسلة شروط خالفت التفاهم المسبق، وحتّمت وقفنا التفاوض في ظل الموقف المتقلب وغير الواضح للأميركيين الذين نحملهم مسؤولية تعثر الحوار». وفي حديث الى «الحياة»، قال الملا عبد الغني، مساعد رئيس اللجنة الإعلامية في «طالبان» إن «وقف الحوار رد مناسب من الحركة على الانتهاكات الأميركية غير الاخلاقية خلال الأسابيع الأخيرة»، في اشارة الى حرق جنود اميركيين مصاحف في قاعدة بغرام قرب كابول الشهر الماضي، ثم قتل المدنيين ال16 في قندهار. وانتقد الملا عبد الغني ترحيل الجندي الأميركي الذي ارتكب «مجزرة قندهار» إلى الكويت، بينما يطالب الشعب بمحاكمته في أفغانستان، مع تشكيكه في نزاهة التحقيق الأميركي معه. وأعتبر عبد الغني أن الأميركيين «لم يطرحوا قضية مهمة في حوارات الدوحة، بل حاولوا استغلال الوقت عبر مطالبة الحركة بالتهدئة، فيما تكثف قواتهم ارتكاب الجرائم التي لا يستطيع الشعب الأفغاني ان يسكت عنها». وأكد ان الأسابيع المقبلة ستشهد بدء عمليات الربيع والصيف ضد القوات الأجنبية في افغانستان، و»ستوجه رسالة موجعة وساخنة الى قمة الحلف الأطلسي (ناتو) في أيار (مايو) المقبل، وستجبر الرئيس باراك أوباما على تعجيل سحب قوات بلاده من افغانستان». تزامن ذلك، مع مطالبة كارزاي لدى استقباله وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في كابول، بانسحاب القوات الأميركية والأجنبية من القرى والعودة الى قواعدها، مؤكداً «استعداد الأفغان لتحمل كل المسؤوليات الأمنية الآن، وتفضيلهم اكتمال العملية عام 2013 وليس في 2014». واكتفى بانيتا بتأكيد «ثقته»» بأن الجانبين سيتوصلان الى معاهدة تسمح بوجود القوات الأميركية في البلاد بعد عام 2014، ويتفقان على معالجة تداعيات الغارات الليلية. واشار بانيتا الى انه وعد كارزاي بمحاكمة الجندي الأميركي الذي ارتكب «مجزرة قندهار»، وبأن يحقق البنتاغون في الظروف التي دفعته الى ارتكاب الاعتداء، وبينها تأثير الضغوط النفسية الناجمة عن القتال، على الجنود.