كابول، واشنطن – رويترز، أ ف ب، يو بي آي – نقل الجيش الأميركي من أفغانستان إلى الكويت، الجندي في صفوفه الذي قتل بالرصاص 16 مدنياً أفغانياً بينهم 9 أطفال في ولاية قندهار (جنوب) الأحد الماضي، ما أغضب أعضاء في البرلمان الأفغاني يصرون على محاكمة الجندي داخل بلدهم، وهو ما طالب به أيضاً حوالى ألف شخص تظاهروا في ولاية زابول المجاورة لقندهار. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول أميركي كبير لم تكشف هويته أن نقل الجندي «القاتل» الذي لم تكشف هويته، جاء تنفيذاً لقرار اتخذه قائد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في هذا البلد الجنرال الأميركي جون الن، واستند إلى «توصية قانونية وواقع افتقاد أفغانستان المنشآت اللازمة لاحتجازه فترة أطول». ورجحت الصحيفة موافقة مكتب الرئيس الأفغاني حميد كارزاي على مثول الجندي أمام محكمة أميركية، شرط جعل إجراءاتها شفافة ومفتوحة أمام وسائل الإعلام، فيما كشفت قيادة الحلف الأطلسي في كابول أن مسؤولين أفغاناً أبلغوا بعملية نقل الجندي قبل تنفيذها. وأوضح المسؤول أن الخطوة تندرج ضمن محاولة جديدة من واشنطن لتهدئة غضب الأفغان من المذبحة، واحتواء تأثيرها في المحادثات التي يجريها البلدان لإبرام اتفاق استراتيجي طويل الأمد لمرحلة ما بعد الانسحاب الأجنبي الكامل المقرر نهاية 2014. لكن نواباً أفغاناً أبدوا غضبهم الشديد من ترحيل الجندي الأميركي، ودعوا الحكومة إلى عدم توقيع اتفاق تعاون استراتيجي طويل الأمد مع واشنطن إذا لم يواجه الجندي العدالة في أفغانستان. وقال النائب عن قندهار، عبد الخالق: «محاكمة الجندي في أفغانستان، تعتبر الطريقة الوحيدة لإظهار أن الولاياتالمتحدة تريد معاقبته». وحذر النائب محمد نعيم لالاي حميدزاي من تزايد التوترات إذا لم يُحاكم الجندي في كابول، قبل أن يتظاهر مئات من سكان ولاية زابول، رافعين أعلاماً بيضاء ترمز إلى الإسلام ومطلقين شعارات منددة بالولاياتالمتحدة وبينها «الموت لأميركا». واعتبرت هذه التظاهرة الثانية في البلاد بعد المجزرة، وجاءت في اليوم الثاني من زيارة وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إلى أفغانستان، والتي تهدف إلى تأكيد عزم الرئيس باراك أوباما على إجراء تحقيق معمق في المجزرة، وكون الحادث فردياً. هجوم على بانيتا؟ وأعلن الجيش الأميركي وفاة مترجم أفغاني اقتحم، باستخدام شاحنة بيك آب سلبها من جندي أجنبي، مدرج قاعدة «كامب باستيون» العسكرية البريطانية في هلمند لدى هبوط طائرة بانيتا أول من أمس، وذلك بتأثير إصابته بحروق بالغة نتجت من اصطدامه بمستوعب وقود. وقال الجنرال مايك سكاباروتي إن «المهاجم تعمّد الحاق أذى، لكنني لا أعتقد بأن الأمر ارتبط بوصول الوزير، إذ لا يمكن تمييز طائرة من أخرى، علماً أن بانيتا ووفده لم يتعرضوا لخطر في أي وقت». وكان متمردو «طالبان» توعدوا بشن هجمات عدة ضد القوات الحكومية والأجنبية للانتقام من «مجزرة قندهار»، فيما اسفر انفجار لغم «زرع حديثاً»، بحسب مسؤولين محليين، عن مقتل 13 مدنياً هم 4 نساء و9 أطفال في ولاية أروزجان (جنوب) أمس. استطلاع وفي واشنطن، كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «إبسوس» تراجع تأييد الأميركيين للحرب في أفغانستان إلى 40 في المئة بعد «مجزرة قندهار». ودعا 61 في المئة من المستفتين إلى إعادة قوات بلدهم من أفغانستان على الفور، فيما خالف 17 في المئة هذا الرأي.