كابول، انقرة، لندن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - قتل 12 جندياً تركياً ومدنيان لدى تحطم مروحية من طراز «سيكورسكي» تابعة للوحدة التركية ضمن قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في افغانستان فوق منزل في منطقة باغرامي شرق كابول، ما شكل الحادث الأكثر دموية للقوات التركية خلال عملها في افغانستان. وأوضحت وزارة الداخلية الأفغانية ان المدنيين هما امرأتان اقامتا في المنزل عثر على جثتيهما بين الانقاض، فيما ندد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ب «الخسارة الكبيرة»، مضيفاً: «يبدو ان الحادث نجم من هبوط قسري، والجيش التركي باشر التحقيق في ملابساته»، علماً ان «الناتو» استبعد مهاجمة حركة «طالبان» المروحية، باعتبار ان «متمرديها لم ينشطوا في المنطقة لحظة الحادث». وتنشر تركيا، الدولة المسلمة العضو في الحلف الأطلسي، حوالى 1800 جندي في افغانستان لا يشاركون في معارك بل ينحصر دورهم في تنظيم دوريات، وذلك بخلاف باقي عسكريي الحلف. وترفض انقرة محاربة المتمردين لتفادي مواجهة عناصرها المسلمين في بلد تقيم مع حكومته علاقات وثيقة، وتفضل المشاركة في عمليات تدريب واعادة اعمار والمشاهمة في مشاريع للبنى التحتية. وفي مطلع كانون الثاني (يناير) الماضي، قضى تسعة اميركيين هم ستة جنود وثلاثة موظفين في شركة خاصة تعمل لحساب وزارة الدفاع (البنتاغون) في تحطم مروحيتين جنوبافغانستان، حيث اهم معاقل الحركة. وفي حادث نادر، اسقط متمردو «طالبان» في آب (اغسطس) مروحية اميركية من طراز «تشينوك» قرب كابول، ما ادى الى مقتل 30 اميركياً و8 افغان بينهم 22 من وحدة النخبة في قوات مشاة البحرية (مارينز) التي قتل افرادها زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في ايار (مايو) الماضي. وكان الرئيس الأفغاني حميد كارزاي ابلغ وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا اول من امس، استعداد بلاده لتسريع العملية الانتقالية وتولي مسؤولية الأمن بنفسها بدءاً من عام 2013، وهو طلب يرى الأميركيون انه لن يؤثرعلى موعد انسحاب القوات الأجنبية بالكامل من افغانستان بحلول 2014. استهداف بانيتا وبعد يومين على الهجوم الذي شنه انتحاري لدى هبوط مروحية بانيتا في قاعدة «كامب باستيون» البريطانية بولاية هلمند (جنوب)، اعلن الجيش الأميركي ان الهجوم استهدف قائداً عسكرياً اميركياً بارزاً وليس بانيتا، على رغم انه كان قلل سابقاً من اهمية الحادث. وأشار الجيش الى ان المهاجم كان على بعد دقائق فقط من مكان هبوط طائرة بانيتا، علماً ان الناطق باسم «البنتاغون» جورج ليتل الذي رافق بانيتا، كان صرح بأن الجنرال الأميركي مارك غورغانوس، الرئيس الجديد للقيادة الاقليمية الجنوبيةالغربية في قوات «الأطلسي»، والجنرال البريطاني ستيوارت سكيتس نائب قائد المنطقة، انضما الى وفد استقبال بانيتا على مدرج المطار. وأكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع رفض كشف هويته ان الانتحاري قاد شاحنة صغيرة في اتجاه وفد الاستقبال مباشرة قبل ان تسقط في حفرة وتندلع النيران فيها بسبب انفجار عبوة غاز داخلها وليس متفجرات. وكشفت صحيفة «ذي صن» البريطانية أن المهاجم الأفغاني عمل مترجماً لحساب القوات البريطانية وتمتع بحرية الحركة والتواصل مع كبار الضباط داخل القاعدة العسكرية. وأشارت الى أن الأفغاني علم بالزيارة السرية لبانيتا من خلال اتصاله بجنود بريطانيين. مجزرة قندهار وغداة تعيين المحامي جون هنري للدفاع عن الجندي الأميركي الذي قتل 16 افغانياً بالرصاص في ولاية قندهار (جنوب) الأحد، واجرائه اتصالاً هاتفياً معه في الكويت، صرح المحامي بأن موكله «فقد اعصابه بعدما شاهد احد رفاقه يصاب بجروح خطرة عشية المجزرة». وأشار الى ان الجندي، وهو اب لطفلين، عانى اصلاً من توتر شديد بسبب وجوده في «قاعدة صغيرة تضم 20 عسكرياً في منطقة نائية بقندهار، واعادة ارساله الى افغانستان بعدما نفذ ثلاث مهمات في العراق وتلقى وعداً بعدم جعله يخدم في الخارج مجدداً اثر تعرضه لإصابة في الرأس والقدم». ورفض المحامي التعليق على معلومات عن تناول الجندي الكحول لحظة ارتكاب جريمته، موضحاً ان مسؤولين اميركيين ناقشوا عقوبة الاعدام مع محامين عسكريين، وانها لا تزال خياراً محتملاً مطروحاً.