واشنطن، لندن، كابول - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - كثف أعضاء في الكونغرس الأميركي تحركهم لإنهاء الحرب في أفغانستان معتبرين أنها باتت «بلا معنى بعد قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في الثاني من الشهر الجاري». وتلا توجيه ثمانية نواب بعد أسبوع على تصفية بن لادن في بلدة أبوت آباد الباكستانية رسالة الى الرئيس باراك أوباما لمطالبته بوقف العمليات، توصية اثنان منهم، هما الجمهوري جيسون شافيتز والديموقراطي بيتر ولش، في رسالة أخرى زملاءهم بالموافقة على تعديل اقترحاه على مشروع موازنة الدفاع التي يدرسها مجلس النواب للمطالبة بانسحاب أميركي. ويسمح النص المقترح بوجود على الأرض للقوات الأميركية التي تشارك مباشرة في عمليات مكافحة الإرهاب، علماً أن يفترض أن يقدم وزير الدفاع خطة انسحاب الى الكونغرس خلال 60 يوماً من إقرار الإجراء. وأورد النواب الثمانية في رسالتهم أن «المهمة الناجحة التي سمحت بتحديد مكان بن لادن وقتله تثير تساؤلات كثيرة في شأن فاعلية الاستراتيجية الأميركية لمكافحة الإرهاب في أفغانستان، حيث يستشري فيها الفساد». وأضافوا: «نعتقد بأن معالجة أكثر فاعلية ضد التهديد الإرهابي الخطير الذي يواجهه الأميركيون على أرضهم وفي الخارج تتطلب استراتيجية ذات أهداف محددة لمكافحة الإرهاب في أنحاء العالم، مثل المهمة التي سمحت بمعرفة مكان بن لادن في باكستان، وليس استراتيجية نشر قوات». ودعا هؤلاء الى إعادة تنظيم الجهود، وزيادة التركيز على الاستخبارات والعمليات الخاصة «للتأقلم مع المتطلبات الجديدة لهذا النوع من الحرب المختلفة»، علماً أن نفقات العملية الأميركية في أفغانستان تناهز بليوني دولار أسبوعياً، ويقول نواب إنها كلفت 386 بليون دولار حتى الآن. وحدد الرئيس الأميركي باراك أوباما تموز (يوليو) المقبل موعداً لبدء انسحاب قوات بلاده من أفغانستان، تمهيداً لتسليم مسؤوليات الأمن الى القوات الأفغانية قبل نهاية عام 2014. في غضون ذلك، اتهم شيرارد كاوبر كولز، السفير البريطاني السابق في كابول، قائد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرل الأميركي ديفيد بترايوس باعتماد تكتيكات قتالية ذات أخطاء فادحة، ما جلب نتائج عكسية عبر رفع مستويات العنف في البلاد. وقال كولز لصحيفة «ذي غارديان»: «يجب أن يخجل بترايوس من نفسه بسبب تكتيكاته الخاطئة، ومن مزاعمه غير الدقيقة عن عدد قادة المتمردين الذين قتلتهم قواته، ومساهمته بزيادة العنف وزيادة عمليات القوات الخاصة نحو ثلاثة أضعاف لتصفية قادة طالبان». واعتبر أن استخدام الإحصاءات «يعيد الى الذاكرة حرب فيتنام، ويعتبر خطأ فادحاً لا يتناسب مع الجهود الرامية لإيجاد تسوية سياسية مستقرة في أفغانستان». ويغادر الجنرال بترايوس كابول نهاية الصيف الحالي لتولي منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)، علماً انه عين في حزيران (يونيو) 2010 قائداً للقوات الأميركية وقوات الحلف الأطلسي في أفغانستان. وشدد السفير البريطاني السابق على أن تكتيكات بترايوس «ستصعب إيجاد الغرب تسوية سياسية وإنهاء الحرب في أفغانستان، بعدما جعلت كل عشرة مقاتلين من البشتون يتعهدون الانتقام لكل محارب قتلته قوات بترايوس». وأسف كولز لتجاهل بترايوس على نحو غريب مبادئه الخاصة في مكافحة التمرد، والتي أدرجها في الدليل الميداني الذي وضعه للجنود في شأن قواعد الاشتباك، واثبت أن السياسة هي العامل المهيمن في التعامل مع التمرد. ميدانياً، قتل ضابط ألماني برتبة نقيب في انفجار قنبلتين يدويتي الصنع لدى مرور دوريتهم في ولاية قندوز (شمال)، علماً أن ثلاثة جنود ألمان قتلوا برصاص أطلقه مهاجم كان يرتدي زي جندي أفغاني في قاعدة للحلف الأطلسي شمال أفغانستان أيضاً في شباط (فبراير) الماضي. وينتشر حوالى خمسة آلاف جندي ألماني في أفغانستان، في إطار مهمة لا تحظى بتأييد شعبي في بلادهم.