حزمة من القرارات تبنتها جامعة الدول العربية لتؤكد لل`قيادة السورية أن ما تقوم به ضد الشعب السوري لم يعد مقبولاً، وأصبح على دول الجامعة العربية اتخاذ أي إجراءات رادعة، فالقتل والتدمير بلغ مرحلة تدعو إلى التدخل واستخدام الوسائل كافة، فهناك شعب يذبح وأعداد القتلى تزداد يومياً، عندما تواجه الجامعة العربية الأحداث بمثل هذه القرارات الحازمة وغير المسبوقة، لتؤكد أن الآلية التي لم يؤخذ بها داخل الجامعة العربية من قبل بدأت تُفعل، ومن خلالها بدأت الجامعة تأخد بزمام الأمور بشكل يؤكد قدراتها على معالجة الأوضاع العربية باكراً، وعدم إتاحة الفرصة لمن يأتون من الخارج بالحلول، ومن ثم يفرضونها بالقوة، وهذا ما ألفناه، ولا تزال آثار تلك الحلول في أكثر من مكان على الساحة العربية. قرارات الجامعة العربية المتخذة أخيراً ضد القيادة السورية مشروعة، ومؤكدة لنا أن المجتمع العربي الممثل في الجامعة العربية كيان واحد، وهمومه مشتركة، ومع ازدياد الأحداث في المنطقة وتأثيرها المباشر في أكثر من قطر عربي، تطور المفهوم العربي وبلغ من النضج درجة أدرك من خلالها أنه المعني بمواجهة الأحداث التي تدور داخل دول الجامعة، كما تدرك الجامعة أن التضامن العربي قادر على إصدار القرارات وتفعيلها لمعالجة أي أحداث. برزت قدرات وجهود الجامعة عبر القرارات المتخذة لحماية الشعب السوري، الذي يتعرض للقتل، وقبل ذلك ومن خلال تلك القرارات سد المنافذ التي بدأت مشرعة للتدخل الخارجي، خصوصاً من تلك الدول التي تدعم موقف القيادة السورية، وأبعد من ذلك الموقف الدولي، الذي لن يترك للقيادة السورية ومن يدعمها الذهاب أكثر من ذلك. مع بداية انطلاق الثورات الشعبية في أكثر من دولة عربية، كانت الجامعة العربية على موعد مع قيادة جديدة برزت جهودها مع أول قضية طُرحت أمامها لمعالجتها، وقد ظهرت قدراتها بشكل واضح من خلال اتخاذها للقرارات التي أقرت بالإجماع ضد النظام السوري، وبصدور تلك القرارات تؤكد لنا أن لدينا كل الامكانات لمعالجة أوضاعنا، وكل القصور الذي حصل من الجامعة العربية سابقاً كان نتيجة عدم إدراك دول الجامعة لأهمية قدراتها التي يمكن توظيفها لخدمة دولها، يؤكد هذا الموقف الحازم ضد القيادة السورية. المآخذ على الجامعة أخيراً إخضاعها قراراتها لمواعيد متتالية أفقدتها جزءاً كبيراً من إمكان تفعيلها، والأهم من ذلك شعور المواطن الذي عاد به إلى الفترة التي كانت الجامعة غائبة عن الأحداث العربية، ولم يكن بمقدورها تبني أي قرارات، وحتى القرارات التي تصدرها كانت تنتهي إلى أدراج الجامعة وتُنسى. أخيراً: ماذا تقول جامعة الدول العربية بعد التصرفات السيئة التي اتخذتها القيادة السورية ضد شعبها، واستغلالها للفرص التي أتاحتها لها الجامعة العربية، أملاً في أن يأتي الإصلاح من الداخل، ومن دون تقدير للخطر الذي سيأتي نتيجة صلف القيادة السورية، واستغلال الفرص المتلاحقة التي منحتها الجامعة للقيادة السورية تزداد جرائمها ضد الشعب قتلاً وتدميراً، وهنالك ما هو أسوأ، فبعد توقيع القيادة السورية على المبادرة فقدت هذه القيادة صدقيتها، وظهرت النيات السيئة بعد التوقيع مباشرة، وازدادت المجازر، وتضاعف عدد القتلى، وحوصرت مدن بكاملها. هذه حقائق لست بصدد تأكيدها، ولا شك أن أصحاب القرار داخل الجامعة العربية يعرفونها، كما يعرفون أكثر من ذلك، لدرجة أصبحوا يعرفون عدم صدقية القيادة السورية، الآن وصلت لجنة المراقبين العرب، وما يقال عن مهمتها أنها لجنة للتأكد مما يحدث، وهذا لن يكون مقبولاً إلا إذا كانت الجامعة وأعضاؤها يعيشون في كوكب آخر، فالعالم بأسره أصبح متأكداً أن هناك مجازر تُنفذ، ويكفى ما أكده أحد أعضاء اللجنة بعد تعرضه لنيران القتل الموجه إلى المواطنين العزل، مؤكداً أن النظام ينتقم من الشعب. المهم: ماذا تحتاج الجامعة العربية بعد كل تلك الحقائق المؤكدة لما يقوم به النظام السوري من مجازر لتبادر إلى اتخاذ القرار المناسب لإنقاذ شعب يذبح، والأكثر أهمية: أدعو الجامعة العربية ألا تعطي هذا النظام وقتاً أكثر، فتزداد جرائمه، فالوضع في سورية تؤكده حقائق القتل اليومية، ولم يعد بحاجة إلى لجان لتؤكد تلك المجازر، وإنما بحاجة إلى قرار مدعم بقوة ردع. [email protected]