استبشرنا وعاد أملنا في قدرة الجامعة العربية على التصدي ومعالجة مشكلاتنا العربية. كان ذلك مع بداية ثورة الشعب السوري وتفاعل كافة أعضاء الجامعة العربية مع المشكلة والطرح الجاد الذي قدمته الجامعة لوزراء الخارجية العرب للنقاش والذي على ضوئه ستتخذ القرارات بالإجماع وهو ما كنا نتوقعه كون الأحداث آنذاك تنذر بتطور الأوضاع. وقبل أن تصلنا الأخبار السارة المؤكدة للموقف العربي الموحد الذي من خلاله ستصل الجامعة العربية إلى احتواء أي صراع عربي. وإذا بالأخبار السيئة تنطلق من داخل الجامعة العربية تؤكد أن الانقسام العربي الذي رافقنا لعدة عقود لن يزول، علما بأن هناك جهودا كبيرة بذلت لتجاوز تلك الخلافات التي نراها تظهر في أي موقف حتى الخلافات التي ليس عليها خلاف. ومع هذا الخلاف المعلن تبددت آمال مخلصي الأمة في استقامة أحوال الجامعة العربية. وبعد جهود مضنية استطاعت الجامعة العربية الخروج بقرارات لم تدعم بآليات لتفعيلها. علما أن لدى الدول العربية كثيرا من القدرات لو أرفق بها القرارات الصادرة من الجامعة العربية لأجبرت النظام السوري والداعمين له على تنفيذها. على أي حال رفض النظام السوري تلك القرارات وما رافقها، ولم يعد لدى الجامعة العربية أي خيار ذاتي غير الدفع بتلك القرارات إلى مجلس الأمن. وبوجود روسيا والصين والفيتو الحاضر لم يكن لدى مجلس الأمن أي خيار غير تكليف السيد كوفي عنان لطرح تلك القرارات على النظام السوري الذي رفضها جملة. وهذا ما جعل السيد كوفي عنان يعلن فشل مهمته. وفي أجواء بالغة الخطورة وتعذر أي مبادرة كلف السيد الأخضر الإبراهيمي بالمهمة خلفا للسيد كوفي عنان. ومن البداية أعلن الإبراهيمي صعوبة المهمة. ولازال يحمل ذلك الملف ولم نسمع منه أكثر من أن المهمة صعبة للغاية.. وأخيرا.. لم يعد لدى الجامعة العربية من الإجراءات لمعالجة الأوضاع السورية غير نقل ملف قراراتها والمرور به على عواصم القرار. أو الجلوس مثلنا لمتابعة ما تنشره الفضائيات من فضائح ترتكب في حق الشعب السوري ومجازر مروعة .. وتهجير السوريين خارج الوطن ومناظرهم أكثر ألما من القتل.