عندما نشاهد المجازر وإخواننا الذين تقتلهم إيران وعصابات الأسد -وخاصة في هذا الشهر الفضيل- نحزن أشد الحزن ونألم أشد الألم ونحن نعرف قدراتنا وإمكانياتنا كدول عربية ؛ لكن الصوت الهزيل مع الضغط الدولي ينقذ هؤلاء الأبرياء ويزيح هذه العصابة التي وجدت من إيران دعما ماليا وعسكريا وخبراء ومستشارين لطرق وأساليب قمع المظاهرات وقصف واقتحام المدن. وإخواننا الأحوازيين يقمعون ويقتلون منذ زمن لكن دولة القمع والاستبداد تخفي جرائمها وتعتم على جرائمها البشعة ، وهي تنقل هذه الخبرة لعصابة الأسد ؛ كي يسكت المظاهرة بأي وسيلة حتى لو قطعت أشلاء وسالت دماء كثيرة لا يهم المهم أن يبقى نظام الأسد الموالي لإيران ولاء مقدسا . الحقيقة المشهد مبكي والشعب السوري شعب طيب ومسالم يحب بلده ويقدم نفسه دفاعا عنه ضد العنف وضد العداء وضد الطائفية شعب أعتبره مفخرة للعرب والمسلمين بجديته وإبداعيته وعمله و(معلميته) فهو أستاذ بأي مجال وأي مهنه يمتهنها ، وهو كذلك يقدر ويحترم الآخرين وهو بعبارته المشهورة ( على راسي ) يرفعنا على رأسه احتراما وتقديرا، فعلينا أن نرفع قضيته على رؤوسنا وأن نساهم أفرادا ودولا بما نستطيع سلميا للوقوف معه في محنته ، وأن نمنع عنه صولة هذه العصابة المجرمة التي قصدت من استمرارها بعدوانها وقمعها الوحشي استفزاز المنطقة بأكملها فقطع رؤوس الأطفال وسلخ الأحياء الهدف منها استفزاز المتظاهرين ودفعهم للعنف وحمل السلاح ، حتى يخلو لها الجو وتشوش الرؤية على الغرب، وتقصفهم بالطائرات إن استطاعت؛ ولكن الشعب واعي وكل أبناء المنطقة واعين لن تنجح إيران ولا اليهود بجر المنطقة إلى حرب طائفية بين سنة وشيعة ولن تحول المنطقة إلى عراق أخرى. والدول العربية عليها حمل ثقيل ويجب أن تخرج من صمتها ممثلة بالجامعة ولا أدري سبب هذا الصمت ؛ مع أن سقوط هذا النظام فيه مصالح عديدة وخير للعرب جميعا يكفينا من خيره قطع المدد عن (حزب الشيطان) وإعادة إيران إلى حجمها الحقيقي ومنع تمددها في ديار العرب ومن خيره أن تهدأ المنطقة ويتحد العرب وتتوحد قضيته ؛لأن مثل هذه الأنظمة لاهم لها سوى إثارة الفتن والقلاقل ، فهو ضمان بقائها ومصل حياتها ، ونحن نقدر حساسية الوضع وصعوبة التعامل مع الأزمة والنظام السوري يعتبرها قضية داخلية ؛ لكن المشهد الدامي والمجازر اليومية للأسد لابد أن توقظنا نحن الدول العربية وأن نكسر الحواجز والموانع ، مثل نظام عدم التدخل في الشأن الداخلي لكل دولة ، وأن نصدر قرار يدين النظام ويجبر الأسد على وقف العنف ، وأن نشارك مجلس الأمن في جلساته لاستصدار قرار يزيح الأسد ، ويقلل من ضرر المنطقة بتدخل عسكري دولي، فسلامة الشعب السوري أهم علينا من سلامة وحماية نظام مستبد مجرم لا يجيد سوى لغة الذبح والقتل واقتحام وقصف المدن بالدبابات . ومجلس الأمن هو المؤسسة الوحيدة الفاعلة والنشطة من منظومة الأممالمتحدة فاجتماعاته ولقاءاته متواصلة وقراراته ملزمه ، وهناك لبنان من الدول غير دائمة العضوية فبدلا من أن تذهب لتدافع عن نظام الأسد وتعترض مع البرازيل والهند وجنوب أفريقيا والصين وروسيا ضد أي قرار يعاقب فيه المجلس نظام الأسد فالمفروض أن تكون لسان الشعب وتجرم مجازر الأسد وتساند أي قرار يدينه فعلى الجامعة أن تعيد النظر وأن تخرج من صمتها وأن تجيب نداءات شعوبها فنظام الأسد زائل لا محالة قريبا -إن شاء الله- لأنه جار وظلم وتجاوز كل الحدود في مجازره. وعليها أن توقف نزيف الدماء وأن تنقذ أرواح الأبرياء من هذه العصابة والآن العالم مستاء وحانق على نظام الأسد وأمريكا وأوربا تدين مجازر الأسد وهددت وتوعدت الأسد وعقدت جلسات ودعت لاجتماعات؛ لكن يبدو الخيارات أمامها قليله ونحن نعرف أن أمريكا تحسب حسابها جيدا ولا تثرثر كثيرا ولا تسبق بلاغتها الأحداث فمثلا: لو طلبت من الأسد التنحي فورا وهو ممسك بزمام الأمور ويحاصر بجيشه ويقتحم المدن السورية ونقضت روسيا والصين أي قرار يصدر ضد الأسد أصبحت كلماته لا قيمة لها نفخ في الهواء ، ولذلك نلاحظ خطابها يتماشى مع الواقع والأحداث فكلما ارتفعت وتيرة المظاهرات زادت حدة الخطاب وكي ترفع من حدة الخطاب وتشدد على النظام وتجبره على التنحي هي بحاجة على أمرين : إما بقية المدن السورية تتظاهر وتكسر الطوق الأمني المفروض عليها وتحتشد مع الجموع والمتظاهرين ويفقد النظام من خلالها السيطرة وترتخي قبضته العسكرية. هنا أمريكا تجد مدخلا للضغط بقوة على النظام وإزاحته. الثاني : أن تتعامل الجامعة العربية مع نظام الأسد كما تعاملت مع القذافي، وطلبت تدخل مجلس الأمن فالنقاش محتدم عن الوضع المأساوي في سوريا وهم بحاجة إلى قرار عربي يُبنى عليه قرار دولي يدعم موقفه ضد اعتراض روسيا والصين على أي مشروع يحاسب الأسد ويمنعه من قتل المدنين. طبعا لو حصلت على إجماع دولي ( فيتو) بموافقة الخمس الكبرى ، لحسمت الأمر مبكرا دون مراقبة الموقف وانتظار العرب؛ لكن بما أن روسيا والصين دول قمعيه وتدعم وتحتضن هذه الدول المستبدة ،ولها مصالح كبيرة معها فهي تستغل عضويتها الدائمة في مجلس الأمن للدفاع عنها ونقض أي قرار يتخذ ضدها . فعلى الجامعة أن تسابق الزمن وأن تحث الخطى ، وأن تحتوي الموقف قبل أن تعظ أصابع الندم فصدور قرار دولي ملزم قريب جدا فاستمرار النظام بقتل الأبرياء قد يجبر المجلس على التدخل العسكري ، وهذا فيه توجس خطير ولا يقبله الشعب السوري، فعلى الجامعة أن تخرج من صمتها وتنحاز مع المجلس ضد القتل وسفك الدماء، وأن تتدارك الموقف بقرار يجبر الأسد على التنحي ويتفق على آلية تكون وسيلة لإسقاط النظام دون تدخل عسكري إن استعصى النظام واستبد وتعسكر ضد قرار المجلس . سطور أخيرة: يتصور البعض أن سقوط نظام سوريا سيربك المنطقة ويؤثر على دول الجوار وقد يشيع الفوضى وهذه رؤية يبدو أنها غير موفقه فمن أربك المنطقة وأقلق دول الجوار وأصبح ساعد أيمن لإيران هو هذا النظام فسقوطه أصبح ضروري والمتضرر الوحيد وقد تعصف بها موجة المظاهرات هي الدولة القمعية المستبدة دولة الشر (إيران). خالد عبد العزيز الحمادا