فيما أكد الباحث الدكتور رضا أبو شامة أن من يهاجم الدعوة السلفية غالباً هم ممن يدعون إلى التكفير والخروج على الحاكم، ذكرت الأكاديمية الدكتورة هداية الشاش أن الاعتقاد بوجود تناقض بين السلفية والتجديد في الدين يعود إلى النظرة المتأثرة بمناهج الفكر الغربي. وقالت الدكتورة الشاش في ورقة عمل «السلفية وموقفها من التجديد» قدمتها في آخر أيام مؤتمر (السلفية واقع شرعي ومطلب وطني) الذي أقيم في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: «إن اكتمال الدين وتجديده وبتعبير آخر السلفية مصطلحان يرمزان في عرف بعض الباحثين إلى نسقين متقابلين في الرؤية والمنهج والتفكير والثمرات، لأنهم ينظرون إلى فكرنا الإسلامي بمناهج الفكر الغربي؛ ولا يتصورون علاقة وفاق أو تكامل بين اكتمال الدين وبين تجديده أو بين السلفية وبين التجديد». وأضافت: «في الفكر الغربي كانت السلفية الأرثوذكسية هي الوقوف عند الأصول فقط وهي أصول لا علمية ولا عقلانية حتى سميت هذه السلفية بالأصولية أي الجمود المنافي للتقدم وللعقل وللعلم ولمواكبة مستجدات الزمان والمكان فكانت الحداثة هي رد الفعل الغربي للسلفية والأصولية الغربية»، مشيرة إلى أن بداية مظاهر التجديد عند أئمة السلفية في العصر الحديث كانت عندما سيطر الإنكليز على الهند بعد انتشار الجهل والفساد. من جانبه، أشار الدكتور رضا أبو شامة في ورقة عمل بعنوان «نقض اتهامات حول الدعوة السلفية» إلى أن ما تنبز له الدعوة السلفية يأتي في الغالب ممن فارق منهج السلف في مسائل الإمامة والتكفير، بسبب أن السلفيين لا ينزعون يداً من طاعة، ولا يدينون بالخروج على الإمام إلا إذا رأوا كفراً بواحاً عندهم فيه من الله برهان، وكان لديهم قوة ومنعة، ولم يترتب على الخروج مفسدة أعظم.