دحض المشاركون في ندوة "السلفية منهج شرعي ومطلب وطني" التي تنظمها جامعة الإمام، في جلسات اليوم، المزاعم التي يروجها البعض بأن السلفية دعوة تكفيرية تنابذ الأمة وتستحل الدماء، مؤكدين أنها بريئة من التكفير براءة الذئب من دم يوسف. وأوضح الدكتور رضا أبو شامة من الجزائر أن الدعوة السلفية هي امتداد لدعوة الأنبياء، اقتفى أهلها آثار سلفهم من الصحابة والتابعين، وأن وقوع بعض الأفراد ممن ينتسب إلى هذه الدعوة في بعض الأخطاء الدعوية والمنهجية، لا يخول لأعدائها الطعن في قواعدها ومنهجها، ولا يحكم عليها بأفعال أفرادها بل بكلام علمائها وعقلائها. وشدد الباحث أن الوسطية عند السلفية ليست ترك الشرائع والجري وراء شعارات براقة ولافتات تسلخ هذا الدين من أسسه وقوائمه، بل الوسطية هي إقامة دين الله كما شرعه في كل الميادين، فالإسلام منهج وسط في كل شيء، في التصور والاعتقاد والتعبد والتنسك والأخلاق والسلوك والمعاملة والتشريع، وينهى عن الغلو والتطرف. بعد ذلك قدّم أستاذ الفلسفة والفكر الإسلامي من المغرب الدكتور أحمد بوعود بحثاً بعنوان "السلفية ودعوة الجمود على الظاهر"، بيّن فيه أن ما نراه اليوم من نعت للسلفية بالجمود على الظاهر والحرفية والسكون، نابع من أمرين أساسيين: النيل من السلفية نيل من الإسلام نفسه، فتكون النتيجة هي أن الإسلام كان مناسباً لزمان ومكان معينين، ولا يستطيع أن يواكب حاجات الإنسان المعاصر، والفهم الضيق لبعض من يسمون أنفسهم سلفيين، حيث يجمدون على ظواهر بعض النصوص ويتقيدون بحرفيتها، معلنين بذلك أن الإسلام هو هذا. وفي بحث لأستاذة العقيدة بجامعة الملك سعود الدكتورة هيا آل الشيخ تحت عنوان "موقف المنهج السلفي من الغلو والتطرف" التعامل مع غير المسلمين أنموذجاً، أشارت إلى أن الإسلام دين وسط وعدل وسماحة، والولاء والبراء من الإسلام، ولهذا ليس هناك بين معتقد (الولاء والبراء) ومبادئ الوسطيّة والسماحة والرحمة تناقض. كما توصلت الدكتورة لميا الطويل من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في بحث بعنوان "موقف المنهج السلفي من الغلو والتطرف" إلى أن الإسلام يدعو إلى الوسطية ويحذر من التطرف بجميع صوره وأشكاله، فمتى تخلت الأمة عن منهج السلف أصبحت ضائعة لا ملامح لها, فالغلو في الدين فيه مشقة وهو يتعارض مع تعاليم الإسلام الداعية إلى اليسر ورفع الحَرَج.