تنفرد «المدينة» بأوراق عمل وبحوث ندوة «السلفية .. منهج شرعي ومطلب وطني» التي يرعاها صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الداخلية والتي تنظمها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خلال اليومين المقبلين،في مبنى المؤتمرات بالمدينة الجامعية، والتي دعي لها 700عالم وباحث واكاديمي من داخل المملكة وخارجها، لمناقشة 105بحثا وورقة عمل على مدى يومين، في 9 جلسات، والتي يصاحبها العديد من المحاضرات وورش العمل واللقاءات التي تناقش موضوع الندوة والمفاهيم المغلوطة عن السلفية . وقد أكد ل»المدينة» الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية،نائب رئيس اللجنة العليا للندوة، رئيس اللجنة التحضيرية ان فكرة هذه الندوة تقوم على تحرير مصطلح السلفية الصحيح لاسيما بعد إثارة بعض الشبهات حياله بين الحين والآخر وبخاصة في بعض وسائل الإعلام وغيرها، والتأكيد على أن السلفية ليست مرحلة زمنية إنما هي منهج شرعي قويم له مدلوله المعهود عند أهل الاختصاص، كما أنه يتفق وثوابت هذه الدولة والأسس التي قامت عليها المتمثلة في الكتاب والسنة منذ أن التقى الإمام محمد بن سعود مع الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب. أهداف الندوة - توضيح حقيقة المنهج السلفي وأنه يمثل الإسلام الصحيح . - تخليص مفهوم السلفية الصحيح من المفاهيم الخاطئة والادعاءات الباطلة للسلفية المزعومة من بعض الجماعات المنحرفة فكرياً. - بيان حقيقة منهج الحكم في المملكة، - بيان مدى التلاحم والتكامل الحاصل بين ولاة أمر والعلماء في المملكة في تطبيق المنهج السلفي الصحيح علماً وعملاً ومعتقداً. - تصحيح المفاهيم الخاطئة عن المنهج السلفي كالغلو والتطرف والتكفير والولاء والبراء والعداء للآخر، وبيان أن واقع الحكم في المملكة يكذب ذلك كله . - بيان الموقف الصحيح للمنهج السلفي من غير المسلمين. - دفع المفهوم الخاطئ للوطنية والانتماء للوطن عند البعض، وبيان أن الانتماء للوطن أمر دل عليه الشرع والعقل والفطرة السليمة، وأنه يتنافى تماماً مع المفاهيم الجاهلية كالعصبية، والقبلية، والقومية وغيرها من المفاهيم التي تكون على حساب الدين والعقيدة الصحيحة. - تعزيز الانتماء للوطن ووجوب محبته والذود والدفاع عنه والقتال دونه عند الضرورة وأن ذلك فرض لازم يدل عليه الشرع والعقل والفطرة السوية. - دفع الشبهات الواردة على المنهج السلفي من حيث أثره على المقررات والخطط الدراسية وأنه أدى إلى الغلو والتطرف، وما وقع من أحداث في المملكة العربية السعودية . - إظهار أثر السعودية في السلم والأمن العالمي وأن المنهج السلفي أثمر مواقف إنسانية نادرة تجاه العالم أجمع وبخاصة في الكوارث والأزمات وأن هذا أمر واقع مشاهد يكذّب كل ما يثار ضد المملكة ومنهجها السلفي الصحيح . - أثر المملكة البارز في محاربة الإرهاب والافساد بكل صوره وأشكاله وإعداد الدراسات والمؤتمرات والندوات التي تبيّن خطره، وذكر الوسائل التي تكفل القضاء عليه. المحاور * مصطلح السلفية حقيقته وصلته بالإسلام الصحيح * المنهج السلفي نشأته واستمداده وخصائصه، مفاهيم خاطئة حيال المنهج السلفي *المنهج السلفي وصلته بالخطاب الديني المعاصر *الدولة السعودية والمنهج السلفي نشأة وتطبيقاً * صلة المنهج السلفي بالمقررات والخطط الدراسية في المملكة العربية السعودية *شبهات حول تطبيق المنهج السلفي في المملكة والرد عليها . الفعاليات: يصاحب هذه الندوة برنامج علمي يتمثل في: إقامة ورش عمل متخصصة برنامج علمي في الكليات ندوات ومحاضرات يشارك فيها أعضاء هيئة كبار العلماء وأعضاء اللجنة الدائمة للإفتاء والدعوة والإرشاد ..والبحوث العلمية التي تعنى بالمنهج السلفي .. معرض علمي توعوي بالتعاون مع بعض المكتبات العامة..نشر عدد من الكتب والمطويات التي تعنى بالمنهج السلفي دراسة وتطبيقاً والتي تبين دور ولاة الأمر . استكتب للندوة أكثر من (700) شخصية علمية من ذوي المكانة العلمية والإسهامات البحثية من داخل المملكة وخارجها . - دعوة (100 شخصية ) علمية من العلماء والمفكرين وذوي الاختصاص والاهتمام في الداخل والخارج . -دعي لحضور فعالياتها جميع مديري المعاهد العلمية ووكلائها من مختلف مناطق المملكة وعددها (70) معهداً. و(500 طالب من طلاب بالمعاهد العلمية في منطقة الرياض.- دعوة أكثر من (3000) شخصية علمية وإدارية وطلاب والعلم من داخل المملكة . سجل علمي و10مجلدات و3000ورقة: تم إعداد سجل علمي للندوة اشتمل على جميع البحوث المقدمة والمحكّمة وأوراق العمل، كوني: مدعو العلم ينكرون أن يقول المسلم: أنا سلفي الشيخ ادريس كوني رئيس المجلس الوطني الإسلامي في كوت ديفوار في بحثه يعرّف السلفية لغة بأنها نسبة إلى السلف، الصالح، ومن سار على ضوء نهجهم،واصطلاحا: هم المتمسكون بسنة النبِي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم وأَصحابه ومَن تبعهم وسلكَ سبيلهم في الاعتقاد والقول والعمل، والذين استقاموا على الإتباع وجانبوا الابتداع، وهم باقون ظاهرون منصورون إِلى يوم القيامة فأتباعهم هُدى، وخِلافهم ضَلال، ثم يطرح سؤالا: هل هناك ارتباط بين السلفية الحقة والإسلام الصحيح؟ أن السلف الصالح يقول بتقديم الشرع على العقل، ففي الصفات الإلهية إثباتها بلا كيف، وفي المسائل الكلامية الأخرى، اتخاذ الأوائل قدوة في النظر والعمل، فالقرآن والحديث أولا، ثم الاقتداء بالصحابة. السلف الصالح يرفض التأويل الكلامي، لأن التأويل عند المتكلمين بعامة يقتضي اتخاذ العقل أصلا في التفسير مقدما على الشرع فإذا ظهر تعارض بينهما فينبغي تأويل النصوص إلى ما يوافق مقتضي العقل. القاسمي: انتقادات السلفية من بعض العلماء اعتراضات على سوء التطبيق أكد الشيخ بدر الحسن القاسمي نائب رئيس مجمع الفقه الإسلامي بالهند،وعضو المجلس التنفيذي للملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين برابطة العالم الإسلامي في بحثه «السلفية منهج شرعي ومطلب وطني»إن مصطلح «الخطاب الديني» قد ظهر في بيئة غير إسلامية على لسان أحد الفلاسفة الفرنسيين وازداد الضغط على المسلمين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لتغيير المناهج الدراسية وتطوير الخطاب الديني.وقال: إن المنهج السلفي يقتصر على هذين الجانبين فقط ولا إدراك له بالواقع المعاصر أو القضايا الأخرى في السياسة والاجتماع والاقتصاد.وقال :إن الانتقادات الشديدة واللاذعة التي وجهت إلى «السلفية» من بعض العلماء هي ليست انتقادات لأصل المنهج السلفي، إنما هي اعتراضات على سوء التطبيق من قبل بعض من يدعى الانتماء إلى «السلفية» واضاف: هناك حاجة شديدة لتحديد مفهوم «السلفية» وبيان المقصود من «السلف» وتحديد المعالم والضوابط والحدود حتى لا تبقى ثغرة يدخل بها من يزعم أنه من «السلفية الجهادية» أو «السلفية الجارحة الناقدة» همّها الطعن والتشنيع وإقامة حواجز مصطنعة بينها وبين جماهير الأمة وعلمائها بالتكفير والتضليل والتبديع والتفسيق. الجاسم : هؤلاء فتحوا أبواب البدع والمحدثات قال الشيخ فيصل الجاسم إمام وخطيب جامع الشيخ صباح السالم بالكويت في بحثه «مفهوم الوسطية في منظور السلفية»: إن شعار الوسطية الحقَّة ينبغي أن يكون:(ما وَسِعَ السلف من الأقوال والأفعال وَسِعَنا، وما لم يَسَعْهم لم يَسَعْنا) مضيفا : إن العلم الصحيح الراسخ هو أبرز ما تقوم عليه «الوسطية» . وقال: إن العلم الراسخ الصحيح يُبرِّئ من هذين الأمرين، لأن الجهل ضد العلم، والهوى ضد الاتباع والتسليم والإذعان. ثم ذكر الجاسم سمات «الوسطية» وهي: أنه المنهج الذي ارتضاه الله تعالى واختاره لأفضل وأكمل وأشرف رسله صلى الله عليه وسلم أن فيها مراعاة الأحوال والمتغيرات، سواءٌ المتعلقة بالأفراد، أو المجتمعات، أو الدول.أنها تراعي القدرات والإمكانات. أنها مبنية على التيسير والتخفيف، ورفع الآصار والأغلال. إنها تعصم من الفتن. العبدلي :علاقة السلفية بالجماعات علاقة مباينة وافتراق وفي ورقة العمل التي قدمها الشيخ جبران بن سلمان العبدلي عن «مصطلح السلفية حقيقته وارتباطه بالإسلام الصحيح» تناول معنى السلفية،وارتباط السلفية الحقة بالإسلام الصحيح،وتناول بعد ذلك السلفية وعلاقتها بالجماعات والأحزاب المعاصرة،وأسباب ظهور الجماعات والأحزاب المعاصرة، وقال: لما جاءت الجماعات والأحزاب المتفرقة التي لا تريد جمع كلمة المسلمين على السنة ومنهج السلف لأغراضٍ يضمرونها كطلب الرئاسة والمنصب والشهرة رأوا أنه لا مناص لهم إلا بمعاداة مذهب السلف الذي أغلق عليهم كل باب وسدّ عليهم كل مطمع دنيوي حقير. الحمود : بعض الجهلة قيدوااسم السلفية، وضيقوا المسائل الاجتهادية اكد الدكتور إبراهيم بن ناصر الحمود الأستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء في ورقة العمل التي قدمها بعنوان «التعريف بالمنهج السلفي وخصائصه» ان السلفية منهج إسلامي وليست من صنع البشر، فهي فهم القرآن والسنة الفهم الصحيح، ، وقال ان أهل السنة والجماعة هم أهل الحق والدين ؛ ليس لهم مكان يجمعهم دون مكان ٬ أو زمان دون زمان ٬ بل هم منتشرون في الأرض ٬ يبلغون دين الله ٬ وإن حدث أمر عارض فخلي منهم مكان معين لم يخل منهم مكان آخر . وأما المناهج الأخرى فقد حادت عن هذا الطريق، فأصابت في أشياء وأخطأت في أخرى، وتختلف فيما بينها قرباً وبعداً من منهج السلف .مضيفا: لو نظرنا في واقعنا المعاصر اليوم لوجدنا الساحة تَزخرُ بالعديدِ من الجماعاتِ الإسلاميةِ، العاملةِ في مجالِ الدعوةِ. اليحيى : الرؤية السلفية للأنظمة والقوانين تقوم على مقدمات ومسلمات في ورقة العمل التي قدمها الدكتور تركي بن محمد اليحيى «عضو هيئة التدريس في قسم السياسة الشرعية _ المعهد العالي للقضاء» بعنوان «دور المنهج السلفي في تفعيل الأنظمة والالتزام بها» أكد أن الرؤية السلفية للأنظمة والقوانين في الدولة المسلمة تقوم على مقدمات بعضها مسلَّماتٌ لدى أهل الاختصاص في القانون، وبيانها كما يلي: * إن الأنظمة والقوانين لابد وأن تكون ملزمة؛ لكي تتحقق الغاية من ورائها، ولكي يُضمن التزام الناس بها. * أن الإلزام من خلال الجزاء - رغم أهميته- يظل قاصراً عن حمل الناس على التزام الناس بالقوانين والأنظمة؛ لافتقاره إلى الدافع الذاتي والرقابة الذاتية. * إن الرؤية السلفية القائمة على وجوب الطاعة بالمعروف في غير معصية تقتضي الالتزام بما يصدره ولاة الأمر من تلك الأنظمة، وأن مخالفتها تعرِّض المخالف للإثم، بغض النظر عن الجزاء الدنيوي الذي تقرره الأنظمة. * إن وجوب الطاعة وتحريم المعصية وفقاً لشروطها الشرعية تجعل من الالتزام بالأنظمة واجباً شرعياً يستلزم رقابةً ذاتيةً من المسلم، وبالتالي يدفعه ذلك للالتزام بالأنظمة ديانةً، وعدم مخالفتها لما يخشاه من الإثم على المخالفة ومعصية ولي الأمر شرعاً، كما مر في الحديث: (ومن عصى أميري فقد عصاني). النجدي :السلفية ليست اسمًا جديدًا ولا مخترعًا في بحثه الذي جاء تحت عنوان «العقيدة السلفية تعريفها - نشأتها - فضلها – خصائصها» تناول الدكتور محمد بن حمد النجدي «رئيس اللجنة العلمية بجمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت»اعتقادُ السّلف ومناهجهم، والسلف هم أصحاب القرون الثلاثة المفضلة، من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وتابعيهم.،وأنهم يسمّون ب : الفرقة الناجية، .ثم وضح فضلَ السلف والانتساب إليهم، ثم تحدث عن نشأة السلفية، واكد أن السلفية ليست مرحلة انقضت؛ بل هي باقية إلى قيام الساعة للنصوص الواردة في ذلك . وعرف السلفيين والخلفيين فقال: السلفيون هم الملتزمون منهج الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، لا يحيدون عنه قيد أُنملة في أقوالهم أفعالهم، وكتبهم ومؤلفاتهم على مرّ الزمان شاهدة بذلك .والخلفيون : هم من كان منهم على غير هذا المنهج في الاجتهاد والعلم، كأهل الرأي ومن شاكلهم ممن ليس لهم تمكّن من معرفة السنن والآثار، ومن الذين يتذبذبون بين الرأي وبين السنن والآثار، بدعوى أن الحوادث المستجدة تقتضي توسيع الرؤية استحبابه لروح العصر!! د. هداية الله : السلفية قدمت أنموذجًا متكاملاً لتجديد الدين تناولت الدكتورة هداية الله أحمد الشاش الباحثة في الدراسات الإسلامية بكلية المجتمع في جامعة الملك فيصل سابقاً واستاذة أصول الدين، بجامعة الأزهر في بحثها العناية ببحث المعاني الكلية للمصطلحات الإسلامية ؛ وإحياء مضامينها الشرعية ؛ أمر جدير بأن يستفرغ له الوسع، وتشحذ له الهمم، ويبذل له الجهد وتوجّه إليه الطاقات، وسلطت الضوء على مصطلحي « التجديد» و « السلفية» ؛ لأنها من المصطلحات التي استعملها المعاصرون استعمالات عديدة ولم يتم ضبطها والاتفاق عليها، وإطلاقها بمفهوم واحد يتفق عليه الجميع، والتوافق والتكامل بين هذين المصطلحين؛ بخلاف ما يظهر للبعض من تضاد بينهما، مِنْ قبل أدعياء الثقافة والفكر. وأزالت الدكتورة هداية في بحثها شبهة التعارض بين الالتزام بالثوابت والتجديد؛ من خلال تفنيد هذا الوهم والرد عليه علمياً؛وقالت :لقد قدمت الدعوة السلفية أنموذجاً متكاملاً لتجديد الدين، وقدمت لنا عطاءات أسهمت في ابتعاث الدين نقياً في عقيدته، مستقيما في فقهه، ملتزما بالسنة ورافضاً للبدعة.