موسكو, يو بي أي، إنتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، طريقة تعامل الولاياتالمتحدة مع شركائها، معتبراً أنها لا تعاملهم معاملة الحلفاء. ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله في برنامج "حوار مع فلاديمير بوتين" الذي تبثه قنوات التلفزة الروسية ويجيب فيها على أسئلة المواطنين، إن الولاياتالمتحدة قررت في العام 2001 ما ستفعله بأفغانستان من دون أخذ مشورة شركائها، ووجهت ضربة عسكرية لأفغانستان، ثم طالبت دول العالم الأخرى بتحديد الموقف وفق قاعدة "إما أن تكون معي أو تكون ضدي". واعتبر أن الولاياتالمتحدة أنكرت على هذا النحو أنها تنظر إلى الدول الأخرى كحلفاء لها. غير أن بوتين لفت إلى عزمه على مواصلة التعامل مع واشنطن قائلاً "نريد المضي قدماً في بناء علاقاتنا مع الولاياتالمتحدة، لاسيّما وأن الولاياتالمتحدة تشهد تحولاً داخلياً، إذ لم يعد المجتمع الأميركي يريد أداء دور الشرطي العالمي ". من ناحية أخرى، أعلن رئيس الحكومة الروسية المرشح للإنتخابات الرئاسية المقبلة، عن إستعداده لترك منصبه إن خسر الدعم الشعبي. وقال "يمكنني إخباركم أنني إن لم أعد أشعر بالدّعم، لن أبقى يوماً واحداً في منصبي. وإن كان هذا الدعم موجوداً فهو لا ينشأ على بعض المواقع الإلكترونية أو ساحة المدينة بل عبر نتائج الإنتخابات". وعبّر عن إستعداده لتلقي الإنتقادات. وذكر أنه يعتبر الملياردير ميخائيل بروخوروف منافساً جدياً له في الإنتخابات المقررة بتاريخ 4 آذار(مارس) المقبل. وقال بوتين "إنني متأكد أنه سيكون منافساً بارزاً وجدياً لي.. ولن أقول إنني أتمنى له الفوز لأنني مرشّح". وكان بروخوروف قال في وقت سابق إن بوتين منافس جدي له لكنه لا يخاف المنافسة. وقال بوتين إنه في حال فوزه سيعفو عن قطب النفط الروسي السابق ميخائيل خودوركوفسكي، الرئيس السابق لشركة النفط يوكوس، المحكوم عليه بالسجن 8 سنوات بقضية إحتيال وتهرب من دفع الضرائب في العام 2005. وأضاف "إن خودوركوفسكي إن كتب طلباً بالعفو سأنظر في طلبه"، لافتاً إلى أن على الأخير الإقرار بذنبه من أجل العفو عنه. إلى ذلك، لفت بوتين إلى إمكانية أن تطلق روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان عملة موحدة في المستقبل ضمن إطار الإتحاد الإقتصادي الأوراسي. وقال "أظن أننا سنتوصل إلى مستوى الإندماج كنتيجة لعملية التفاوض ونجد تسوية نتمكن من خلالها الوصول عملة موحدة والإتفاق على السياسات الإقتصاد الكلي". وقد انتقد رئيس الوزراء الروسي "الديمقراطية" التي تسمح بأن تعرض للعالم صور قتل الزعيم الليبي معمر القذافي، مشيراً إلى أن طائرات أجنبية من دون طيار، بينها طائرات أميركية، قضت عليه. وقال إن "طائرات أجنبية من دون طيار، بما فيها طائرات أميركية قضت على الزعيم الليبي السابق معمر القذافي". وأضاف بوتين أنهم "عرضوا لكل العالم على الشاشة كيف قتلوه (القذافي)، وكان مضرجاً بالدماء، فهل هذه ديمقراطية؟ ومن فعل هذا؟ لقد وجهت الطائرات من دون طيار، بما فيها الأميركية، ضربة إلى قافلته، ومن ثم جرى باللاسلكي وبمساعدة القوات الخاصة، التي ما كان يجب أن يكون لها وجود في المنطقة، إستدعاء ما يسمى بأفراد المعارضة والمسلحين وأعدم من دون تحقيق أو محاكمة". من جهة أخرى، أعلن بوتين أن "الثورات الملونة" هي مخطط معد لزعزعة إستقرار المجتمع، معتبراً أن هذا المخطط "لم يولد من تلقاء نفسه". وحث بوتين المواطنين الروس الذين يريدون الإحتجاج في الشوارع، ألاّ يسمحوا لأنفسهم بزعزعة الإستقرار في البلاد، مؤكداً أن الإحتجاجات في إطار القانون مسموح بها. ورأى أن إنتقادات المعارضة لنتائج الإنتخابات البرلمانية تحمل هدفاً بعيد المدى يتمثل في تقويض مصداقية الإنتخابات الرئاسية المقبلة في آذار(مارس) 2012، لكنه اعتبر أنه بغية "سحب البساط" من تحت أقدام من يضعون نصب أعينهم التشكيك في شرعية السلطة يجب تمكين المواطنين من متابعة عملية التصويت في الإنتخابات الرئاسية المقبلة للتأكد من نزاهتها، بتجهيز جميع مراكز الإقتراع بكاميرات تصوير الفيديو. ورحّب رئيس الوزراء الروسي بنزول الشبان إلى الشوارع للتعبير عن موقفهم، وشدد على أن تعبير الناس عن رأيهم أمر طبيعي شرط ألا يخرجوا على القانون، وقال إن "تظاهر المواطنين للإحتجاج على ما لا يرضيهم أمر حسن، وإذا كان هذا نتيجة لأداء 'نظام "بوتين' فهذا أمر أسعد له". ونوّه بأن تكون المعارضة غير راضية عن نتائج أية إنتخابات لأن مهمة المعارضين معارضة السلطة دائماً من أجل الوصول للحكم. ورأى رئيس الوزراء الروسي أن نتائج الإنتخابات البرلمانية تعكس ميزان القوى في البلاد، معتبراً أن فقدان حزب روسيا الموحدة بعض مواقعها في الإنتخابات ليس أمراً غريباً. ودعا بوتين المعارضة إلى اللجوء إلى المحاكم والتقدم بمزاعمها عن حدوث عمليات إحتيال في التصويت خلال الإنتخابات البرلمانية في 4 كانون الأول(ديسمبر). وشدد على أن المحاكم هي المكان الوحيد حيث يمكن معارضة نتائج الإنتخابات. لكن بوتين رأى أن قادة المعارضة أهانوا المتظاهرين خلال تظاهرات الأسبوع الماضي، وسأل "هل تريدون أن يقول لكم الحكام: تعالوا أيها القطعان"، في إشارة منه إلى ما قاله الناشط المعارض أليكسي نافالني خلال تظاهرة في 5 كانون الأول'ديسمبر. ووعد بوتين بتعزيز النظام السياسي والديمقراطية في البلاد، وتحديث الإقتصاد وحمايته من "الصدمات الخارجية" في حال عاد إلى الكرملين في آذار'مارس 2012. وقال رئيس الوزراء الروسي إن الإقتصاد في روسيا سينمو بنسبة تتراوح بين 4.2 و4.5% عام 2011، مشيراً إلى أنه يتوقع أن يتراوح النمو الإقتصادي في أوروبا بين 1 و1.2% فيما تواجه العديد من الدول الأوروبية نمواً نسبة 0% في السنة الماضية أو أن تسجل تراجعاً في الناتج المحلي الإجمالي. وأضاف أنه يتوقع أن يرتفع مؤشر نمو أسعار المستهلك إلى أكثر من 6% هذه السنة، معتبراً أن "هذا مؤشر جيد لروسيا لكن لا يبد من المضي في المساعي لتخفيض نسبة التضخم".