إنتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين "الديمقراطية" التي تسمح بأن تعرض للعالم صور قتل الزعيم الليبي معمر القذافي، مشيراً إلى أن طائرات أجنبية من دون طيار، بينها طائرات أميركية، قضت عليه. ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن بوتين قوله في برنامج "حوار مع فلاديمير بوتين" الذي تبثه قنوات التلفزة الروسية ويجيب فيها على أسئلة المواطنين، إن "طائرات أجنبية من دون طيار، بما فيها طائرات أميركية قضت على الزعيم الليبي السابق معمر القذافي". وقال بوتين: إنهم "عرضوا لكل العالم على الشاشة كيف قتلوه (القذافي)، وكان مضرجاً بالدماء، فهل هذه ديمقراطية؟ ومن فعل هذا؟ لقد وجهت الطائرات من دون طيار، بما فيها الأميركية، ضربة إلى قافلته، ومن ثم جرى باللاسلكي وبمساعدة القوات الخاصة، التي ما كان يجب أن يكون لها وجود في المنطقة، إستدعاء ما يسمى بأفراد المعارضة والمسلحين وأعدم من دون تحقيق أو محاكمة". من جهة أخرى، أعلن بوتين أن "الثورات الملونة" هي مخطط معد لزعزعة إستقرار المجتمع، معتبراً أن هذا المخطط "لم يولد من تلقاء نفسه". وحث بوتين المواطنين الروس الذين يريدون الإحتجاج في الشوارع، ألاّ يسمحوا لأنفسهم بزعزعة الإستقرار في البلاد، مؤكداً أن الإحتجاجات في إطار القانون مسموح بها. ورأى أن إنتقادات المعارضة لنتائج الانتخابات البرلمانية تحمل هدفاً بعيد المدى يتمثل في تقويض مصداقية الإنتخابات الرئاسية المقبلة في آذار/مارس 2012، لكنه اعتبر أنه بغية "سحب البساط" من تحت أقدام من يضعون نصب أعينهم التشكيك في شرعية السلطة يجب تمكين المواطنين من متابعة عملية التصويت في الإنتخابات الرئاسية المقبلة للتأكد من نزاهتها، بتجهيز جميع مراكز الإقتراع بكاميرات تصوير الفيديو. ورحّب رئيس الوزراء الروسي بنزول الشبان إلى الشوارع للتعبير عن موقفهم، وشدد على أن تعبير الناس عن رأيهم أمر طبيعي شرط ألا يخرجوا على القانون، وقال إن "تظاهر المواطنين للإحتجاج على ما لا يرضيهم أمر حسن، وإذا كان هذا نتيجة لأداء 'نظام "بوتين' فهذا أمر أسعد له". ونوّه بأن تكون المعارضة غير راضية عن نتائج أية إنتخابات لأن مهمة المعارضين معارضة السلطة دائماً من أجل الوصول للحكم. ورأى رئيس الوزراء الروسي أن نتائج الإنتخابات البرلمانية تعكس ميزان القوى في البلاد، معتبراً أن فقدان حزب (روسيا الموحدة) بعض مواقعها في الإنتخابات ليس أمراً غريباً. ودعا بوتين المعارضة إلى اللجوء إلى المحاكم والتقدم بمزاعمها عن حدوث عمليات إحتيال في التصويت خلال الإنتخابات البرلمانية في 4 كانون الأول/ديسمبر. وشدد على أن المحاكم هي المكان الوحيد حيث يمكن معارضة نتائج الإنتخابات. لكن بوتين رأى أن قادة المعارضة أهانوا المتظاهرين خلال تظاهرات الأسبوع الماضي، وسأل "هل تريدون أن يقول لكم الحكام: تعالوا أيها القطعان"، في إشارة منه إلى ما قاله الناشط المعارض أليكسي نافالني خلال تظاهرة في 5 كانون الأول/ديسمبر. ووعد بوتين بتعزيز النظام السياسي والديمقراطية في البلاد، وتحديث الإقتصاد وحمايته من "الصدمات الخارجية" في حال عاد إلى الكرملين في آذار/مارس 2012. وقال رئيس الوزراء الروسي إن الإقتصاد في روسيا سينمو بنسبة تتراوح بين 4.2 و4.5% عام 2011، مشيراً إلى أنه يتوقع أن يتراوح النمو الإقتصادي في أوروبا بين 1 و1.2% فيما تواجه العديد من الدول الأوروبية نمواً نسبة 0% في السنة الماضية أو أن تسجل تراجعاً في الناتج المحلي الإجمالي. وأضاف أنه يتوقع أن يرتفع مؤشر نمو أسعار المستهلك إلى أكثر من 6% هذه السنة، معتبراً أن "هذا مؤشر جيد لروسيا لكن لا يبد من المضي في المساعي لتخفيض نسبة التضخم".