أكد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال زيارته بغداد لوداع آخر وحدة عسكرية تنسحب من هذا البلد، أن الولاياتالمتحدة والعراق مرتبطان بشراكة «طويلة الأمد»، خصوصاً في المجال الأمني، يؤطرها اتفاق استراتيجي. وقال بايدن، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس، قبيل اجتماع للجنة المشتركة العليا ان الانسحاب الاميركي من العراق يطلق «مساراً جديداً بين دولتين تتمتعان بالسيادة»، وشدد على ان «الشراكة تشمل علاقة امنية قوية». وأضاف: «سنواصل المحادثات حول أسس الترتيبات الأمنية، بما فيها التدريب والاستخبارات ومكافحة الارهاب». وأشار الى ان «اللجنة العليا تشكل محور كل هذه الجهود». إلى ذلك، دعا المالكي الشركات الاميركية إلى الإستثمار في العراق، مؤكداً ان العلاقات بين البلدين ستشهد تطوراً. وقال ان لقاءه مع بايدن «يؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات، على أساس الرغبة والتعاون والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل والإرادة في كلا البلدين»، مضيفاً أن «ما قدمناه خلال اللقاء إضاءات لآفاق التعاون المطلوب بعد انتهاء المرحلة العسكرية وبداية مرحلة بناء علاقات بين دولتين». وتابع: «إذا كانت بعض أشكال العلاقة السابقة ناتجة عن إرادة قرارات دولية، فإن العلاقة التي نؤسس لها اليوم قائمة على الإرادة الذاتية لكلا البلدين والرغبة المشتركة والشعور بحاجة كل منا للتعاون». وجاءت زيارة بايدن فيما اعلن الناطق باسم الحكومة علي الدباغ أنها تدرس اتفاقاً مع حلف شمال الاطلسي لتدريب القوات المسلحة، من دون منح المدريبن حصانة قانونية، وقال إن «الحكومة تدرس مشروع اتفاق محدود مع الأطلسي لتدريب القوات». وأكد الناطق باسم الجيش الأميركي الجنرال جيفري بيوكانن هذه المعلومات، وقال إن العراق في صدد وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع الحلف للاستعانة بمئة وخمسين مدرباً. وأكد مصدر في السفارة الاميركية في بغداد طَلَبَ عدم الاشارة لاسمه ل «الحياة»، أن قوات بلاده كثفت عملية الانسحاب. واشار الى ان «عديدها لم يعد يتجاوز بضعة آلاف». وأضاف المصدر ان «نهاية المهمة العسكرية ستعلن رسمياً خلال احتفال كبير في مطار بغداد هذا الشهر بوجود بايدن ويتم خلاله إنزال العلم الاميركي ومغادرة آخر جندي البلاد جواً». الى ذلك، تظاهر المئات من انصار التيار الصدري امس في بغداد والنجف والبصرة استنكاراً لزيارة بايدن.