أعربت الولاياتالمتحدة عن مخاوفها من تعرض سفارتها في بغداد لهجوم مسلح، بعد انسحاب قواتها نهاية الشهر الجاري، مؤكدة انها «سترد بقوة» على أي هجوم لمسلحين تابعين لايران، فيما افادت مصادر أخرى ان طهران ابدت امتعاضها من تعامل الحكومة العراقية مع واشنطن في ما يتعلق ببقاء مدربين اميركيين. وكان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن اجرى الاسبوع الماضي محادثات مع المسؤولين العراقيين ركزت على تأكيد التحالف اللأمني بين البلدين. وأكد ان الانسحاب سيفتح الباب امام تعاون جديد في شتى المجالات. وقال الناطق باسم الجيش الاميركي في العراق اللواء جيفري بيوكانن ل «الحياة»: لدينا مخاوف حقيقية على امن سقارتنا بعد انسحاب قواتنا من العراق»، ولفت الى ان ابرز هذه المخاوف «تأتي من بعض الميليشيات الشيعية مثل عصائب اهل الحق وحزب الله». وأشار الى ان «هذه الميليشيات نفذت في وقت سابق اعمالاً مسلحة ضد الجنود الاميركيين وضد السفارة، وتعرض السفارة لأي هجوم سيعتبر اهانة للسيادة العراقية وسيضر بالمصالح الديبلوماسية لكننا على ثقة في قدرة قوات الامن العراقية على مواجهة اي اعتداء، وحراس السفارة سيردون بقوة ضد اي هجوم». وتجري محادثات سرية بين الجانبين العراقي والاميركي لتحديد عدد الحراس وعدد المدربين المكلفين تدريب ودعم قوات الامن العراقية. وقال عضو كتلة «دولة القانون» على الشلاه ل «الحياة» ان «العراق سينفذ الاتفاقات الدولية المتعلقة بترتيب اوضاع السفارات من وعدد الموظفين والحمايات الخاصة بها»، وأشار الى ان «عدد حراس السفارة الاميركية لن يكون استثنائياً». ونفى الانباء التي تحدثت عن وجود ما يقارب 15 الف جندي اميركي لحمايةها ولفت الى ان «قوات الامن العراقية ستقوم بواجبها داخل المنطقة الخضراء كما هو الحال مع باقي السفارات الاجنبية العاملة في العراق». وتقع السفارة الاميركية، وهي اكبر سفارة للولايات المتحدة في العالم، في المنطقة الخضراء المحصنة وتضم ايضاً مكاتب الحكومة والبرلمان البريطانية وعدداً آخر من السفارات والهيئات الحكومية ومؤسسات اجنبية. ويواصل الجيش الاميركي عملية انسحابه من العراق. وقد بدأ امس عملية الانسحاب من قاعدة «ايكو» في مدينة الديوانية، وهي من اكبر القواعد في جنوب العراق، وغالباً ما كانت تتعرض لهجمات بالصواريخ. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع محمد العسكري اول من امس أنه لم يبق من القوات الأميركية إلا نحو 10 آلاف و500 جندي يشغلون خمسة مواقع في البلاد. الى ذلك، افاد مصدر حكومي رفيع المسوى طلب عدم الاشارة الى اسمه «الحياة» ان «ايران أبدت امتعاضها الشديد من زيارة نائب بايدن الى العراق لإجراء محادثات مع المسؤولين العراقيين تناولت طبيعة العلاقة بين البلدين في المستقبل». ولفت الى ان «بقاء مدربين أميركيين في العراق تثير استياء طهران التي تضغط لعدم بقاء اي جندي اميركي في البلاد»، وتوقع المصدر ان يكون «الموقف العراقي الاخير من الازمة السورية واعلان الحكومة نيتها استضافة المعارضة السورية مثار جدل لدى الايرانيين».