يتوقع أن يصل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بغداد خلال الأيام القليلة المقبلة للبحث مع المسؤولين العراقيين في العلاقة بين البلدين، ويزور رئيس الوزراء نوري المالكي واشنطن منتصف الشهر المقبل. وكانت «الحياة» اشارت إلى أن الحكومة العراقية تستعد لاستقبال مسؤول اميركي لم يعلن اسمه، وتأكدت أمس أنه بايدن، الذي كان متوقعاً وصوله الأسبوع الماضي، لكن زيارة وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي أجَّلت موعد زيارته. وقال المستشار في الحكومة العراقية عادل برواري ل «الحياة»، إن «زيارة بايدن متوقعة وتأتي للبحث في ترتيب العلاقة الجديدة بين العراق والولاياتالمتحدة بعد نهاية العام وانسحاب كل القوات الاميركية من البلاد». وأوضح أنه «سيبحث مع المسؤولين تفعيل الاتفاق الاطاري الموقع بين الجانبين ويشمل التعاون السياسي والامني والاقتصادي، فضلاً عن منح الحصانة لمدربين اميركيين لا يتجاوز عددهم المئات». ولفت الى ان «واشنطن ترفض بقاء ايٍّ من جنودها في العراق من دون حصانة». ورجح ان «يكون هناك اتفاق بسيط بين الجانبين لبقاء المدربين الذين ستقتصر مهمتهم على تدريب قوات الامن على معدات عسكرية تم شراؤها من الولاياتالمتحدة». وأعرب عدد من نواب التيار الصدري عن استنكارهم زيارة بايدن، واعتبروا أن هدفها بقاء قوات اميركية بعد نهاية العام. وقال النائب عن كتلة «الاحرار» حاكم الزاملي ل «الحياة»، إن «المعلومات تفيد أن نية بايدن التفاوض مع الحكومة لإبقاء جزء من القوات الاميركية العام المقبل ومنحهم الحصانة». ولفت الى ان «الحكومة مطالَبة باحترام الشعب العراقي والكتل السياسية وعدم ابقاء اي جندي محتل في البلاد». وأكد ان «التيار سيقف في وجه اي محاولة لإبقاء جنود محتلين في العراق وسنرفض اي اتفاق في هذا الإطار». الى ذلك، يزور رئيس الوزراء نوري المالكي واشنطن في 12 الشهر المقبل، تلبية لدعوة الرئيس الاميركي باراك أوباما. وقال المستشار الإعلامي للمالكي علي الموسوي ل «الحياة»، إن «الزيارة تأتي بعد نجاح تنفيذ الاتفاق الامني الموقع بين بغداد وواشنطن والاستعداد لدخول مرحلة جديدة من العلاقة ترتكز على المصالح المشتركة واحترام السيادة». وأضاف ان «العراق والولاياتالمتحدة وقّعا اتفاقاً اطارياً إستراتيجياً بعيد الامد يتضمن التعاون في المجالات السلمية والعراق يتطلع الى الشروع في تنفيذ هذا الاتفاق». وكانت الحكومة أوضحت في بيان مساء اول من امس، أن زيارة المالكي «تأتي في إطار تعميق علاقات الصداقة والتعاون والمصالح المشتركة بين البلدين». وأشار البيان الى ان «رئيس الوزراء» يعرب عن ارتياحه إلى نجاح البلدين في تنفيذ الاتفاقات الموقّعة بينهما، إضافة إلى تثمينه كل التضحيات والجهود التي بذلت لدعم العراق ومساعدته في تخطي الصعاب وتحقيق السيادة الكاملة». وأكد البيت الابيض امس زيارة المالكي، وأوضح بيان صدر عن البيت الابيض انه سيبحث مع اوباما «في تعميق الشراكة الاستراتيجية». ووقع العراق وواشنطن نهاية عام (2008) اتفاقين، الاول امني يتضمن جدولاً لانسحاب القوات على مرحلتين، الاولى من المدن وتمت منتصف حزيران (يونيو) 2009، والثانية الانسحاب الشامل نهاية عام 2011، والاتفاق الثاني (صوفا) ويتضمن التعاون على المدى البعيد ديبلوماسياً واقتصادياً وتجارياً وثقافياً. الى ذلك، تسلمت السلطات العراقية رسمياً امس قاعدة بلد الجوية (البكر سابقاً) من القوات الاميركية. وجرت مراسم التسلم والتسليم بين القائد العسكري الاميركي للقاعدة وممثل الحكومة العراقية حسين الأسدي. وقال الأسدي الذي يشغل منصب سكرتير لجنة عقارات الدولة في امانة مجلس الوزراء: «باستلام هذه القاعدة التي تقع في محافظة صلاح الدين، يصبح عدد القواعد التي تسلمها العراق من الجيش الاميركي 419، ولم يبق سوى 11 قاعدة يتوقع الانتهاء من تسلمها منتصف الشهر المقبل».