وصفت الولاياتالمتحدة انسحابها المتوقع مطلع العام المقبل من العراق بأنه «نهاية للمرحلة العسكرية وبداية لمرحلة جديدة من التعاون طويل الأمد». وعلى رغم ان السفارة الاميركية في بغداد والجيش لا يخفيان قلقاً على مستقبل العراق والتحديات التي يواجهها، الا انهما يؤكدان ثقة بلادهما بقدرة العراق على تجاوز المرحلة الصعبة. وقال الناطق باسم الجيش الاميركي الجنرال بيوكانن: «تم انجاز الكثير وتم منح فرص كثيرة للعراقيين غير متوافرة لغيرهم في المنطقة، ولم تكن متاحة لهم من قبل». وأضاف بيوكانن الذي كان يتحدث الى «الحياة « ان «العراقيين على الطريق الصحيح للوصول الى طموحاتهم لكن لم يصلوا بعد الى أمانيهم أو ما يستحقونه». اما نائب الناطق باسم السفارة في بغداد كريس هانزمان فقال ان «الولاياتالمتحدة تعتبر الانسحاب نهاية فصل وبداية آخر جديد فمثلما هي ملتزمة بالانسحاب الكامل نهاية هذا العام، ملتزمة تنفيذ اتفاق الاطار الاستراتيجي الذي ينص على التعاون الامني والاقتصادي والثقافي والعلمي وغيرها من المجالات»، معتبراً ان «هناك عملاً رائعاً تم انجازه وسيستمر التعاون في المستقبل». وأكد بيوكانن ان «القوات العراقية قادرة على حفظ الامن وهزيمة القاعدة والميليشيات ، لكن يجب ان يتواصل الضغط على كل الجماعات المسلحة بالعمل العسكري والجهد الاستخباراتي». وعما اذا كانت القوات الامنية متماسكة ولديها عقيدة وطنية وليست طائفية قال ان القوات العراقية «تعمل بأجندة وطنية. هذه القوات تهتم بتطبيق القانون والدستور فقط، والشعب العراقي لا يريد العودة الى أيام العنف الطائفي». وأكد هانزمان ان «واشنطن ترى الوحدة ولجوء الكتل السياسية الى العملية السياسية والحوار لحل المشاكل وليس الى أي شيء آخر». وعن المشاكل والخلاف على حدود المحافظات والاقاليم أوضح بيوكانن ان «خبرتي مع القوات العراقية ومعايشتي معها تحتم علي القول انها تنفذ الواجب وتفعل الشيء الصحيح تجاه وطنها وشعبها لانها مكونة من كل اجزاء البلاد وتمثل جميع العراقيين». لكنه اعرب عن قلقه من «احتمال اختراق الكتل السياسية للاجهزة الامنية كما راينا في السابق». وعن احتمال نشوب الحرب الاهلية او العدوان الخارجي ، قال: «لدينا مع العراق اتفاق امني ينتهي نهاية العام الجاري، وعلى رغم وجود اتفاق الاطار الإستراتيجي ليست لدينا سلطة للرد العسكري». وتدخل هانزمان ليقول: «تركيزنا وتواصلنا مع الحكومة العراقية هو من اجل ان لا نصل الى هذا الامر، والمناقشات مستمرة بين الحكومتين للبحث في مثل هذه». وأضاف: «هناك لجنة تنسيق يرأسها من الجانب العراقي رئيس الوزراء نوري المالكي ومن الجانب الاميركي وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون، وبعضوية وزراء من الجانبين وسنستمر في مواصلة مناقشاتنا مع بغداد وهذا يساعدنا في دعم العملية السياسية وعدم الوصول الى مثل هذا الامر» (الحرب الاهلية والعدوان الخارجي). ونفى المسؤولان الاميركيان بشدة ان «يكون سبب قرار الانسحاب عدم موافقة بغداد على اعطاء الحصانة للجنود الاميركيين او ان يكون بسبب الازمة الاخيرة المتعلقة بمحاولة ايران اغتيال السفير السعودي في واشنطن»، وأكدا ان «الانسحاب تنفيذ للاتفاق الامني». وكشف بيوكانن «وجود 39 الف جندي اميركي حالياً في العراق، منتشرين في 16 قاعدة عسكرية»، مبيناً اننا « ملتزمون بالجدول الزمني لسحب جميع الجنود وتسليم القواعد العسكرية الى الحكومة العراقية نهاية العام الجاري «. وعن عدد المدربين الاميركيين الذين سيتم ارسالهم بعد الانسحاب اكد انه «سيكون قليلاً جدا، أقل من 200 عنصر، وسيكون هؤلاء تابعين لمكتب بقيادة السفير في بغداد ووزارة الخارجية، ومعظمهم مدني، وهذا المكتب موجود في معظم السفارات الاميركية في العالم»، مشيراً الى ان «هذا المكتب ليست له علاقة بالمفاوضات الجارية مع بغداد في شأن المدربين». وأوضح ان «المدربين سيكون عددهم حسب عقود الاسلحة الموقعة مع بغداد». ورفضت السفارة الاميركية الرد على اعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وهيئة علماء المسلمين وجماعات مسلحة «اعتبار موظفي السفارة محتلين تجب مقاومتهم»، مبينة انها «تتعامل مع الحكومة العراقية وليس مع افراد او جماعات، ومن واجب الحكومة حماية السفارة وطاقمها بعد الانسحاب».