غابت ريتا خوري سنة ونصف سنة عن التلفزيون قبل تقديمها اليوم برنامجين في آن:"نقطة الصفر"عبر قناة"المستقبل"و"سوالفنا حلوة"على"تلفزيون دبي". ليس لغياب أفكار جديدة تقدمها، انّما أحساساً منها أنّها لن تتعب نفسها في برامج لن لغياب شيئاً الى مسيرتها الإعلامية. فخوري التي انطبعت في أذهان الناس في برنامج الالعاب"الحلقة الاضعف"على"المستقبل"، والذي ساهم في شهرتها التلفزيونية كما تقول، بسبب تقديمها شخصية نافرة لم يعتدها الجمهور العربي، لم تفكّر في اعادة تقديم برامج مماثلة لتظهر الوجه الآخر من شخصيتها، انّما أوّل ما فكّرت فيه هو الشكل العام للبرنامج وفكرته ومضمون الاسئلة. تقول:"كان همّي المضمون والشكل العام أكثر مما كان همّي أن اقدّم برنامجاً، كما أنّني بطبيعتي أحبّ برامج اختبار المعلومات والتحدي التي أتابعها باستمرار". ولأنّ"نقطة الصفر"فكرته محلّية فقد تردّدت في قبول العرض، وتخوّفت من ألا يكون بمستوى البرامج المشتراة من الخارج". وتقول:"بعدما اطلعت على التفاصيل لجهة ضخامة الديكور والأموال المرصودة له والتعب الذي يتكبّده الفريق المشرف عليه، كما مضمون الاسئلة التي ترفع من مستوى البرنامج عادة، تحمّست لتقديمه أكثر". وتعتبر خوري أنّه من المبكر الحديث عن نجاح أو عدم نجاح البرنامج بعد عرض أربع حلقات منه،"فأنا أقدّم عملي على أكمل وجه. أما النجاح أو لا فيتعلّق بمزاج الجمهور، إذ يمكن أن يكون البرنامج ممتازاً، لكن في لحظة معيّنة يمكن أن ينصي اهتمام الجمهور على أمر آخر. واذا فشل لا يمكن وضع اللوم على أنفسنا أو على طبيعة البرنامج. اليوم وبعد ثلاثة أسابيع من التصوير أرى أنّ كلّ ما فعلناه جيد جداً، ولا بد من أن يلقى نصيبه من المشاهدة". وتشير الى أنّ المغري في العمل هو، أنّ تصويره يتطلّب شهرا فقط لتعود الى الإقامة في فرنسا حيث عملت عشر سنوات في"اذاعة الشرق". وتحنّ خوري للعودة الى العمل الإذاعي حيث تجد حرية مطلقة في طرح المواضيع أكثر التلفزيون، ولا تنتظر من الاذاعة أن تضيف بعد اليها الا متعة شخصية. ولا تخفي انّها اشتاقت الى شخصيتها في"الحلقة الأضعف". ففي تقديمها الحلقات الثلاث الأولى من برنامجها الجديد"نقطة الصفر"، مالت الى القسوة في تعليقاتها، كما في شخصيتها في"الحلقة الأضعف"، لكنّها استطاعت في الحلقات التالية أن تظهر شخصيتها الحقيقية التي تقول عنها"انها ليست دائماً لطيفة ولا دائما مستفزّة". وتعتبر خوري أنّ ما يميّز"نقطة الصفر"عن غيره من برامج الألعاب انّه لم يعد يقتصر على سؤال وجواب بل"نتشارك المعلومات الاجتماعية والإنسانية مع المشاركين في الحلقة ونتبادل الأخذ والرد في المواضيع من حياتنا اليومية. ويعطي المتسابق رأيه بجملة في مسألة معيّنة. وهذه الفكرة نشأت صدفة وفي شكل عفوي". ولو خيّرت بين تقديمها برنامج ألعاب أو برنامجاً اجتماعياً لاختارت من دون تردّد تقديم برنامج اجتماعي كونها تحبّ الاستماع الى قضايا أناس لا تعرفهم وتعطي رأيها أحياناً وتقارن تجاربها بتجاربهم، علماً انّها ترى انّ العمق في البرامج لا ينفع في مجتمعنا العربي لأنّه غير مؤهّل في شكل كاف، ولا يمكن اقناعه بفكرة معيّنة"، وتقول:"دورنا ليس العمل على تغيير المجتمع بل طرح أفكار، وكل فرد حرّ بالتالي في أن يأخذ بالأفكار المطروحة أو لا يأخذ ويستمر في حياته كما تربى". وتعتبر أنّ كلّ برنامج اجتماعي هو بمثابة مسمار أساس لبناء شيء معيّن لن تظهر نتائجه اليوم لكن في المستقبل. خوري التي عايشت الاعلامين العربي والاجنبي، لا تلاحظ فارقاً كبيراً بينهما، وتعتبر أنّ على صعيد لبنان، العمل في القنوات وشركات الانتاج التي تعاملت معها يقارب مستوى العالمية، بصرف النظر"عن الأموال الطائلة التي تدفع في بعض القنوات الفرنسية لانتاج برنامج يعادل موازنة سنة كاملة لتلفزيون لبناني"،"لكن بالإمكانات والطاقات البشرية الموجودة الإعلام اللبناني ممتاز، وهو مثال للإعلام في العالم العربي". وتشعر خوري بسعادة كبيرة في تقديمها"سوالفنا حلوة"وتنتظر أيام تصوير حلقاته بفارغ الصبر. وعلى رغم مشاركتها في تقديمه مع آخرين ترى لها دوراً خاصاً بها"، بالتالي تشعر أنّها فعلاً تقدّم شخصيتها وتقدّم أفكارها الخاصة، ولا تزعجها أبدا فكرة أنّها ليست المقدمة الرئيسية فيه. تقول:"أمثّل جزءاً من المجتمع اللبناني الذي يشبهني الى حدّ بعيد وأعرف عنه الكثير كوني عشت فيه فترة طويلة، كما أدلي برأيي في النقاشات المثارة في الحلقة، ففي البرنامج هناك شبابيك مفتوحة على العالم العربي أحاول أن يفهمني وأفهمه، وهذه الشبابيك لا نراها دائماً مفتوحة وبهذا الانسجام بين الجميع". وترى أن تجربتها في هذا البرنامج الذي عرض سبع سنوات على الشاشة الفرنسية غنية جداً. وعن اختيارها هي بالذات لتقديم"سوالفنا حلوة"من بين الاعلاميات اللبنانيات لتتحدّث عن المجتمع اللبناني، وهل أعطاها ذلك ميزة خاصة عن الاخريات؟ تجيب خوري:"أشعر في مكان ما أنني أعطي صورة صحيحة عن المرأة اللبنانية بعيداً من الاهتمام بالشكل الخارجي الذي نراه عند عدد من المقدمات اللبنانيات، وبعيداً من اظهار المفاتن". وتضيف: ما يراه المشاهد على الفضائيات لا يعكس طبيعة اللبنانيات، وليس عندي شيء ضد المذيعات اللواتي يعكسن هذه الصورة الخاطئة، فهذا جزء من موجة ومن لا يحبّ أن يشاهد ذلك عليه ألا يضع اصلاً شاشة في منزله". والى جانب ظهورها على الشاشة تعمل خوري على اعداد برنامج شهري يغطّي مهرجانات السيرك العالمية على قناة"الجزيرة للأطفال"، وتتحدّث عن هذه التجربة قائلة:" ليس سهلاً ايجاد لغة مشتركة مع الطفل، فالأمر يتطلّب توعية الطفل الذي في داخلنا وقد اكتسبت كثيراً من هذه التجربةش.